زايد الزيد يكشف عن سطحية وجهل شخصية مرشحة لرئاسة هيئة سوق المال، مستغربا ترشيحه في عصر الخطة الميارية !

زاوية الكتاب

كتب 2798 مشاهدات 0


 

الخلاصة

شخصيات سطحية وجاهلة!!

زايد الزيد 

طالعتنا احدى الصحف اليومية قبل مدة بخبر تصدر صفحاتها الاقتصادية يشير الى احتمالية فوز أحد أبناء الطبقة التجارية الشباب بمنصب رئيس هيئة سوق المال، وحقيقة صعقت حينما قرأت الخبر، فالصدفة وحدها كانت شاهداً على ضحالة الرجل وسطحيته وجهله، فقبل نحو شهر تقريباً حضرت مؤتمراً عن دور الطبقة الوسطى في خطة التنمية الذي نظمته مجموعة السيدة الفاضلة نورية السداني في جمعية المهندسين، وقد كان بجانبي من ناحية اليسار شخص لا أعرفه من قبل، طلب التعليق فكان أول القصيدة كفر كما يقولون، الرجل قال بما معناه: لماذا تقسمون المجتمع الكويتي الى طبقات؟! انتم بهذا الفعل تقومون بأعمال من شأنها تفتيت المجتمع وزرع الأحقاد بين الطبقات!، هذا كان مجمل تعليقه، حيث لم يعلق على أي شيء آخر.

هذا الرجل المرشح اليوم لمنصب من أهم المناصب المفصلية في الدولة لا يعرف أن مصطلح الطبقة الوسطى هو مصطلح علمي عالمي وهو لا يعرف أن رعاية الطبقة الوسطى وتنميتها في أي مجتمع هي حماية للمجتمع ذاته، ولا يعرف أن الطبقة الوسطى هي التي بنت الحضارة التي نشهدها، وهو لا يعرف أيضاً أن الطبقة الوسطى هي الضمان الحقيقي لاستقرار المجتمعات فكلما اتسعت هذه الطبقة كلما استقر المجتمع وكلما صغرت هذه الطبقة أو ضمرت كلما شهد مجتمعها انقساماً وتمزقاً فانهيارا.

والطبقة الوسطى كما نعلم وكما يعلم الجميع - عدا هذا الشاب - أن نموها هو مؤشر صحي وصحيح للنمو بمختلف نواحيه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكلما كانت أيضاً مساحة الأمن والأمان في ذلك المجتمع أكثر اتساعاً والعكس بطبيعة الحال صحيح تماماً.

والحق يقال ان الأخت الفاضلة السيدة نورية السداني والأخ طلال القحطاني رئيس جمعية المهندسين قد أجادا في الرد على هذا المرشح العبقري، حيث بينا له مصطلح الطبقة الوسطى بأنه مفهوم علمي، وليس في الأمر تفتيت للمجتمع حينما يتم التركيز على شرح دور الطبقة الوسطى في المجتمع الكويتي.

التفتُّ الى مكان هذا المرشح العبقري فلم أجده، لقد انسحب بهدوء بعد أن سمع كلاماً كشف مستواه الضحل ولم ينتظر حتى ليعقب على ما سمعه من ردود، ولكن بماذا يعقب؟ لقد اعتقد أنه قال كلاماً مهماً خاصة أنه كان يعتقد أن حديثه عن التفتيت في المجتمع جاء في وقته تماما فهو الحديث الدارج هذه الأيام، فاكتشف أن كلامه لا قيمة له.

انتظرت أياماً لعل هناك توضيحاً من الصحيفة التي نشرت خبر ترشيح هذا العبقري لرئاسة هيئة سوق المال فلم أجد شيئاً من هذا القبيل، فاضطررت إلى أن أكتب هذا المقال، وأنا حقيقة لا أريد أن أذكر اسم هذا الشخص، لأن التشهير ليس غايتي، انما أريد أن أؤكد واحدة من الحقائق التي طالما نرددها بينما يعتبرنا آخرون أننا متشائمون وسوداويون بسبب ابراز أمثال هذه الصور السلبية في بلدي. نحن نركز على مثل هذه السلبيات لنبين كيف تدار الأمور في البلد؟ وكيف توزع المناصب الحساسة فيه؟ نحن نكتب عن هذا حتى يعرف الجميع خلفيات الشخصيات التي يتم ترشيحها (وتثبيتها فيما بعد) للمناصب الخطيرة التي تتصرف في مصير الناس وأحوالها وأموالها. نكتب عن هذا حتى نقول للناس أنظروا الى المناصب الكبيرة والحساسة كم من شاغليها من هم على شاكلة هذا المرشح العبقري.

وأكتب هذا الكلام أيضاً حتى نقول للناس انتبهوا: ان المال والاعلام يضعان الهالات الكبرى على شخصيات لتعيشوا وهماً بعظمتهم وخطورة امكانيتهم.

المصيبة الأكبر أن هذا الترشيح لمثل هذه الشخصية السطحية يأتي في زمن خطة التنمية ذات المليارات التي وعدتنا بها حكومتنا الرشيدة لكي تحول الكويت الى دولة عصرية مثالية.

فهل بمثل هذه الشخصيات السطحية ستنمو البلد في عصر الخطة المليارية؟ اذاً فلنقل على البلد السلام.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك