مشيرا إلى العتب الخليجي على مجاملاتنا الزائدة لطهران.. د.وليد الطبطبائى يتهم الحكومة بالتوجه نحو معانقة طهران وترضيتها
زاوية الكتابكتب إبريل 17, 2010, 11:34 م 1814 مشاهدات 0
إيران جار مهم لكنها ليست شريكاً
كتب د.وليد الطبطبائى
كثرت في الآونة الأخيرة الوفود الكويتية الى طهران مع حديث عن شراكات سياسية واقتصادية بل وحتى اعلامية تلفزيونية، وسمعنا كلاماً عن مشاريع مياه واتفاقات تجارية وتوسع في العلاقات الثقافية وارتفاع في مستوى الوفود الزائرة للعاصمة الايرانية، وان البعض يرى الكويت «جسراً» للتقارب الايراني الخليجي!.
يتزامن ذلك مع اتسام الخطاب الدبلوماسي الكويتي بالمجاملة الزائدة للايرانيين سواء من خلال تصريحات متكررة لوزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح والذي ناله ما ناله من تطاول وتجريح من الايرانيين لمجرد انه قال ان تسمية الخليج بـ «فارسي» أو «عربي» هو امر اختياري لكل طرف - والشيء نفسه لسفيرنا النشط في طهران السيد مجدي الظفيري الذي قال شيئاً مشابهاً قبل ذلك مما يشير الى ان التوجه نحو معانقة طهران وترضيتها هو سياسة تتبناها الحكومة الكويتية الحالية.
وقد يرى البعض ان المجاملات الكلامية «لا تكلف شيئاً ولا تضر» مع اننا رأينا كثيرا كيف ان ساسة ايران يردون على كل تصريح مجامل بمزيد من التعنت والتجبر، غير ان ما هو أخطر وأهم هو ما يحاول البعض من المحيطين بمركز القرار الكويتي تسويقه من شراكات سياسية واقتصادية مع طهران خصوصا واننا لا نرى ان اشقاءَنا في دول مجلس التعاون يشاركوننا هذا التوجه، واننا كنا جربنا شيئاً مشابها مع نظام صدام حسين لـ «احتوائه» ونعلم كيف رد الطاغية العراقي على المجاملات الكويتية.
ان الاقتراب الحالي من طهران والتوجه نحو شراكات معها امر لا تبرره جميع حقائق المشهد السياسي العام:
-1 فطبيعة النظام الايراني وايدولجيته المعلنة والتي بنيت عليها مشاريع تدخل وتغلغل ضخمة في المشرق العربي ينبغي ان تثير حذر اي عاقل خصوصا وان الكويت كانت وما تزال هدفا اولا لهذه المشاريع، وان البعض عندنا في الكويت - للأسف - يظهر تعاطفاً واضحاً مع اغراض ذلك النظام.
-2 هذا النظام لديه مشاكل داخلية كبيرة - سياسية واقتصادية - ستؤدي ولو بعد سنوات اما الى تغيير في النظام او الى حالة مستمرة من عدم الاستقرار الداخلي، مما لا يجعله شريكاً ملائما في اي رابط سياسي او مشاريع اقتصادية استراتيجية.
-3 ايران لديها معضلات كبيرة في مجال التنمية وتطوير البنية التحتية، فهي مثلا تستورد نصف حاجتها من وقود السيارات من الخارج وهناك حظر عليها من استيراد التكنولوجيا الصناعية المتقدمة والبطالة بين الشباب الايراني تجاوزت السبعة ملايين عاطل، ولديها مشكلة مياه متفاقمة دفعتها - على سبيل المثال - الى حبس مياه نهر الكارون عن شط العرب مما سبب جفافا كبيرا في منطقة البصرة وجنوب العراق، لذا من المستغرب جدا ان نسمع الآن عن مشاريع لاستيراد المياه العذبة من ايران.
-4 ايران تتحرك في مسار مواجهة وصدام مع الغرب بسبب الموضوع النووي وبسبب طموحاتها الاقليمية، وواقع الحال اننا في الكويت ومنذ التحرير عام 1991 نرتبط بعلاقات تحالف مع ثلاث دول كبرى تتبنى المواجهة مع طهران، ومن مستلزمات الابتعاد عن هذا الصدام الا نبالغ في اقترابنا من طهران وان نلزم الحياد.
-5 معظم اشقائنا في دول الخليج لديه مواقف متحفظة ومعلنة على سياسات الهيمنة الايرانية خصوصا مع تتابع المؤشرات على خطط ايرانية للتغلغل في الخليج كان آخرها ما كشف عن تورط وزير بحريني في غسيل أموال للحري الثوري الايراني، ويجب الا نشذ عن الموقف الخليجي العام، ولا أظن ان اقترابنا الحالي من طهران هو من باب «توزيع الأدوار» لأن هناك معلومات عن عتب خليجي كبير على مجاملاتنا الزائدة لطهران؟.
د. وليد الطبطبائي
تعليقات