عبدالله نجيب الملا يتمني على الحكومة الاستعانة بطوني الكويتي ليشخص المشكلة والازمة بعمق اكثر من طوني البريطاني

زاوية الكتاب

كتب 1212 مشاهدات 0





كم بلير في الديرة؟! 

كتب عبدالله نجيب الملا : 

 
أعتقد أنه لدينا في الديرة أكثر من مائة طوني بلير، يسكنون في دوائر الكويت الخمس وإمكاناتهم العلمية والبحثية متميزة، بل إنهم يستطيعون أن يضعوا الحلول ويشخصوا الوضع المتردي في الدوائر الحكومية، خصوصا أن بليرنا الكويتي يعيش ويشاهد ويتألم لما وصلت إليه البيروقراطية الكويتية في البلد حتى وصلنا إلى مرحلة أن أعضاء في الحكومة يشتكون في مجالسهم الخاصة.
لكننا، ورغم توفر بلير الكويتي لدينا، فضلنا أن نختار طوني البريطاني الذي فوجئنا بأنه لم يبادر بإبلاغ الضرائب البريطانية بالمبالغ التي استلمها من حكومة الكويت نظير اتعابه، والأسوأ ان الحكومة لم تعلن رسميا كم عقد استشارات بلير.
لكن النواب الذين وصلت أسئلتهم البرلمانية وفق تقرير الحكومة الى أكثر من 500 سؤال، ليس بينها أتعاب طوني، وهذا يدفعنا إلى سؤال: هل نأخذ بتوصية تقرير طوني البريطاني الذي تجاهل، ولا نقول تهرب، من الضرائب البريطانية؟
هل قدم لنا طوني البريطاني حلولا لم يقدمها عشرات الرجال اصحاب الاختصاص من مواطنينا الذين ابدوا تخوفهم من الاتجاه الحكومي والتخبط في اتخاذ القرار والتسيب في العمل والانتاجية؟ وهنا نتساءل: وين رايحين؟ الكويت تمر بمرحلة حرجة من دولة قانون ودستور الى مركز ومرجع للفتاوى تلاحق الحرية الشخصية التي كفلها الدستور.
كنت أتمنى على الحكومة ان تستعين بطوني الكويتي ليشخص المشكلة والازمة بعمق اكثر من طوني البريطاني، لأن طوني الكويتي يدرك الابعاد السياسية والاقتصادية، ويعرف من وضع العصا في الدواليب، ويعرف من سعى الى افشال اي خطة تنموية او مشروع حيوي، لكننا وللأسف استخدمنا اسلوب طريقة برنامج من «سيربح المليون»، واتصلنا بالصديق طوني البريطاني، الذي كانت تقاريره نسخة مكررة مما هو موجود في المجلس الاعلى للتخطيط من دراسات تنموية وعلاجات لمشاكل ادارية، وهذه الدراسات مكدسة في سراديب وزارة التخطيط، وفي النهاية ربح طوني البريطاني المليون واكثر، وخسرت الحكومة المال وخسرنا نحن ابداعات مفكرينا وشبابنا، في الوقت الذي نشاهد فيه على الساحة الكويتية مهرجانات انجازات كويتية «كويتي وافتخر» الذي حرصت الحكومة على المشاركة فيه، ورغم كل هذه الدعاية والزخم الاعلامي، فاننا رأيناهم يفضلون «منتجات طوني البريطاني وافتخر»، والأشد الما هو أن يشعر الكويتي بالاحباط عندما يتلذذ ويستمتع المسؤول الحكومي وهو يقرأ بدهشة مشاكلنا وعيوبنا باللغة الانكليزية لأنها مكتوبة بقلم طوني البريطاني فقط، ويتجاهل بلير الكويتي.

عبدالله نجيب الملا

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك