أحمد بودستور يتهم الحكومة بأنها لا تريد ان ترسي البدون على بر وتصر على ان تترك هذه القضية عائمة وتذيقهم طعم العذاب والمعاناة المر

زاوية الكتاب

كتب 1286 مشاهدات 0


 

حديث الساعة
 

مزاد البدون!!

 
كتب أحمد بودستور

 
- يفترض أن تتضمن الخطة الحكومية للتنمية تصوراً واضحاً لهذه القضية


الأمير الشاعر محمد السديري رحمه الله له أبيات شعبية جميلة تقول:
ومن لا يفكر في الامور البصيرات
لازم بحق الناس يخطي بالأحكام
تمشي ليالينا والايام عجلات
والله بما يخفى على العبد علام

الزمن يمر وقضية البدون الانسانية بين مد وجزر لان الحكومة الرشيدة لا تريد ان ترسي هذه الفئة على بر وتصر على ان تترك هذه القضية عائمة وتذيق البدون طعم العذاب والمعاناة المر.
هناك ضبابية وغموض حول العدد الحقيقي للمقيمين بصورة غير قانونية كما تطلق عليهم الكويت وهو آخر مسمى لهم حتى اشعار آخر فقد نشرت «الوطن» قبل ايام وبتاريخ 2 ابريل الجاري وبالمانشيت العريض ان اسماء 120 الف «بدون» مزورة كما كشف ذلك مصدر مسؤول وان هؤلاء قد قاموا في الفترة من عام 1970 الى عام 1985 بتغيير اسمائهم عن طريق لجان تغيير وتعديل الاسماء التي كانت تعمل بذلك الوقت بصورة بدائية!! وبذلك قفزت اعدادهم الى 250 الفا قبل الغزو العراقي للبلاد وبعد التحرير انخفضت هذه الاعداد مرة اخرى وتحولت هذه القضية الى ما يشبه المزاد!!
الاعلامي المبدع والزميل العزيز بركات الوقيان مقدم برنامج المسابقات الشهير «المزاد» الذي عاد الى ارض الوطن يوم الخميس الفائت سالما غانما بعد ان مّن الله عليه بالشفاء والصحة بعد رحلة علاج طويلة دامت ثلاثة شهور في الولايات المتحدة الامريكية كان يقدم مادة مفيدة ودسمة وجوائز قيمة في برنامج المزاد طوال شهر رمضان المبارك فقط، ولكن الحكومة في برنامج المزاد الذي تقدمه منذ عقود من الزمن ويبدو انه سيستمر الى مالا نهاية!! هو برنامج ممل ومزعج ومليء بالمغالطات ومادته تنحصر في قضية واحدة فقط هي قضية البدون ولا احد يملك الاجابة عن سؤال العدد الحقيقي للبدون سوى الحكومة ولكنها تخفيه لغرض في نفس يعقوب.
الحكومة تريد ان تنفذ خطة التنمية التي تكلف الدولة 37 مليارا والمفروض ان تتضمن الخطة تصورا واضحا وحلا دائما لقضية البدون الانسانية فهذه الخطة يجب ان تكون من اولوياتها التنمية البشرية والاهتمام بالانسان ولان البدون جزء من المجتمع الكويتي والنسيج الاجتماعي لابد من ان تكون هذه القضية من اولويات الخطة والا ستكون خطة فاشلة.
الملفت ان قضية البدون بدأت تفرخ قضايا اخرى صغيرة ومرشحة لان تكبر بمرور الايام وتتحول الى كرة ثلج وقنبلة موقوتة ومن اهم تلك القضايا قضية 2000 طفل كويتي محرومين من الجنسية لان امهاتهم بدون، المادة الثانية في قانون الجنسية الكويتي واضحة وهي تعطي الحق لكل من ولد لاب كويتي سواء كان داخل الكويت او خارجها في الحصول على الجنسية الكويتية الا ان ابناء الكويتي من امرأة من غير محددي الجنسية غير مشمولين بهذه المادة لجهة التطبيق لا لجهة النص القانوني.
ان حل هذه القضية التي تتنافى مع الدستور الكويتي ومبادئ حقوق الانسان هو في قرار يصدر من مجلس الوزراء يستثني هذه الفئة من شرط تحديد جنسية الزوجة في الاوراق الرسمية حتى تتمكن الجهات الاخرى مثل وزارة الصحة من اصدار شهادات ميلاد ووزارة العدل من توثيق عقود الزواج ووزارة الداخلية من اصدار جواز وجنسية لهؤلاء الابرياء قبل فوات الاوان.
نأمل في ان ينتهي برنامج المزاد الحكومي ويسدل الستار عليه في اقرب وقت وتختفي الارقام التي تسربها الحكومة للصحافة حول العدد الحقيقي للبدون والاكيد ان العدد سيتزايد بمرور الزمن لو استمرت الحكومة في سياسة التجنيس بالقطارة!
- نتمنى موفور الصحة والتوفيق والنجاح للاعلامي المتميز بركات الوقيان وكذلك للمحامي والاعلامي المثير للجدل خالد العبدالجليل النجاح في برنامج «توالليل» فقد كانت عودتهما لـ«تلفزيون الوطن» متزامنة بعد غياب طويل ولديهما الكثير من المفاجآت و«مطوّل الغيبات جاب الغنايم».

أحمد بودستور
 

 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك