منتقدا ما يجري فى الساحة الرياضية..عبدالله إسماعيل الكندري لايري مكانا فى البلد إلا وقد طالته الفوضي
زاوية الكتابكتب يونيو 4, 2010, 12:36 ص 806 مشاهدات 0
من يوقف الفوضى والعبث؟الثلاثاء, 6 أبريل 2010
عبدالله إسماعيل الكندري
لا أدري لماذا نصطدم بحواجز الإحباط واليأس كلما التفتنا يمينا ويسارا ونكاد لا نجد بارقة أمل توصلنا إلى مستقبل أكثر إشراقا وتفاؤلا، إن هذا الشعور لم يأت من فراغ بل من ممارسات نعيشها وتصرفات نراها رأي العين ولا تخفى على أحد.
فما من قطاع ولا مجال إلا رأينا العبث والفوضى تسوده، حتى كدنا نصل إلى شعور بأنه لا مكان ولا قطاع في البلد إلا وصلت إليه الأيدي العابثة ومعاول هدم العمل المؤسسي القائم على النظام والشفافية والعدالة التي باتت تئن من هذه الممارسات مع يقيني بأن هناك بعض الجهات والمؤسسات مازالت تقاوم تلك الممارسات، وهناك من لا يرضى بتلك الممارسات اللاأخلاقية ويسعى على إيقافها والتصدي لها، ولكن اتساع الغرق على الراقع جعلنا نعيش هذا الشعور. ما أود الحديث عنه هو تلك الممارسات التي يقوم بها البعض لإجهاض الديموقراطية وتشويه صورتها الجميلة وتحويلها إلى هيكل قبيح يتم استخدامه لتحقيق المكاسب الشخصية وتركيز النفوذ والبقاء على الكرسي أو لإزاحة طرف آخر، كل ذلك يأتي في خضم الصراع الذي تعيشه البلد بين أطراف متعددة تسعى لتكريس نفوذها على حساب أطراف أخرى، وحتى أكون أكثر وضوحا وتحديدا ما نشاهده من تنافس غير مسبوق للتسجيل في عضوية الأندية الرياضية من قبل هذا الطرف أو ذاك والسعي للفوز بأكبر عدد من الأصوات التي ستوصل هؤلاء للسيطرة على الأندية، حيث باتت الحركة الرياضية محل صراع محموم وضرب تحت الحزام بين الأطراف المتنافسة، ويتعزز كل طرف بمجموعة من أعضاء مجلس الأمة لتقوية جبهته. والسؤال المطروح ماذا سيكسب هؤلاء من السيطرة على الرياضة؟ ولماذا ينفقون الأموال الطائلة على تسجيل الآلاف من غير المتخصصين ولا المهتمين بالرياضة، اللهم إلا إلقاء ورقة الانتخاب لمصلحة فلان أو فلان، وينتهي دورهم وعلاقتهم بالرياضة. لمصلحة من يحصل كل ذلك؟ هل ستتطور الرياضة بوصول فلان أو فلان إلى الأندية والاتحادات الرياضية؟ لا أعتقد ذلك أبدا فهاهو واقعنا الرياضي السيئ والخالي من الإنجازات لسنوات طويلة بسبب هذا الصراع إن استخدام الديموقراطية لإجهاضها والإساءة إليها من أسوأ الأساليب التي تتفرد بها الكويت ولم يقتصر ذلك على الحركة الرياضية، فها هي الجمعيات التعاونية تعاني الأسلوب نفسه بسبب وصول غير المتخصصين في إدارة الأموال وأحيانا الكثير منهم لا يتمتع بالأمانة والنزاهة، ما سبب تدهورا لأجمل وأفضل التجارب العالمية في مجال التعاونيات بسبب إدارتها من بعض الذين وصلوا بالديموقراطية عذر القبيلة أو العائلة أو الطائفة، ولكنهم كانوا وبالا عليها وبكل أسف، فعشرات المجالس التي تم حلها بسبب التجاوزات والأخطاء المالية والإدارية، وبعضهم يعودون مرة أخرى عبر صناديق الاقتراع وتحت مسمى الديموقراطية. والأمر نفسه يحدث في بعض جمعيات النفع العام وغيرها فكل من لديه القدرة على الحشد والتسجيل ولديه القدرة المالية يستطيع الهيمنة والسيطرة على أي مؤسسة.
إنني من الواعين والمؤمنين بترشيد الديموقراطية مع أنني شديد الإيمان بها، ولكن يجب عدم إطلاقها في جميع المجالات.. على سبيل المثال ألم يكن اتحاد للطلبة يمثلهم جميعا، فلماذا الانتخابات على مستوى الجمعيات العلمية والكليات؟ لماذا الانتخابات في الجمعيات التعاونية وهو عمل تخصصي يجب أن يوكل للمتخصصين وأصحاب الكفاءة في مجال إدارة هذه الأموال؟ ولماذا الانتخابات في الرياضة وتركها ساحة للصراع والتنافس بين غير الرياضيين.. ولماذا ولماذا؟ ولماذا؟
لابد من ترشيد الديموقراطية واستخدامها بأفضل صورها وتعزيزها وتعزيز القيم المصاحبة لها.. أما استخدام صندوق الاقتراع في كل مجال فتح المجال أمام غير المتخصصين وغير الأمينين في كثير من الأحيان، وقد ساهمت تلك الانتخابات المتكررة إلى نقل الخلافات والصراعات داخل البيوت والعوائل وزادت الخصومات والصراعات والخلافات بسبب هذه الممارسات.
إنها دعوة لإعادة النظر في كل ذلك وفق أجندة وطنية توقف التشاحن والخصومات داخل المجتمع، وتنهي حالة الصراع والاستقطاب بين الأطراف المتنازعة ودعوة لإعادة الوئام وتماسك المجتمع بدلا من تقسيمه باسم الديموقراطية.
تعليقات