نواف الفزيع يُحذر من وصولنا لمنحدر خطير: الديرة سايبة والرشوة في كل مكان

زاوية الكتاب

كتب 1732 مشاهدات 0


مداولة
 

سايبة

 
كتب المحامي نواف سليمان الفزيع
 
 
الديرة سايبة والرشوة في كل مكان ونعود نكرر ونحذر ترى الديرة سايبة والناس عاجلا ام آجلا ستصل الى منحدر خطير.
نقرأ أخباراً تأتينا من اشد البلاد تسلطا ودكتاتورية يقتاد فيها كبار المسؤولين للمحاكمة بتهم الفساد وعلى الرغم من علمنا بمدى الفساد في تلك البلاد الا انها باتت مسترعية لخطورة السكوت الكلي على الفساد، فهي ولقدر ما قد تكون تريد التقليل من حجم الفساد، لكنها ترى في هذا الموضوع هدفا للمحافظة على النظام.
أمريكا وما اصابها من هزة اقتصادية كان مرجع جزء كبير منه للفساد وجزء آخر مهم لعدم تطبيق القوانين وها هي الآن تصحو من الصدمة وبدأت تتحرك بجدية وحزم لضرب الفساد وإرجاع هيبة القانون.
أمريكا قائدة العالم، لم يهزها الارهابيون ولا الحروب التي خاضتها بل رائحة الفساد التي ضربت البلاد وكادت ان تأتيها في مقتل لولا تداركها ما حصل فتلك امريكا فما بالنا بالكويت؟ مقارنة بأمريكا فنحن بالوزن أخف من الريشة قد نطير وقد نضمحل.
جهاز النيابة الإداري في مصر يحاكم الشخصيات وهيئة الرقابة في السعودية سجنت العشرات بتهم الفساد وتلك دول أكبر حجما من الكويت وظروف الحكم فيها غير ظروف الحكم بالكويت ومع كل هذا لم يقبلوا صدى السكوت على الفساد امام شعوبهم.
شرارة سقوط الملكية في مصر كانت صفقة الاسلحة الفاسدة والتي استخدمها الجيش المصري في فلسطين، الشرارة كانت في الفساد ونستطيع ان نضرب امثلة لا تتنهي عن خطورة الفساد والسكوت عنه.
المجتمع الكويتي نصفه من الشباب وهم طاقة كبيرة، يخلق وعيهم الآن بصورة ان الكبير فوق القانون والفساد صار لابد ان يشارك فيه الكل.
تخيلوا قدر تأثير هذا الوسط الفاسد الذي يعيش فيه الشباب وكم يحتاج من وقت حتى يفكر البعض بأخذ مبادرة.
لسنا أحسن من بني أمية او بني العباس او ملك العثمانيين فتلك دول سادت وبادت على الرغم من القوة والصلف الا انه الجهل والبطانة الفاسدة.
لا تغركم السنوات، وها هم انتهوا على صفحات التاريخ ونحن محبون ناصحون ونرى عن جهل كيف تم تجاهل السواد القادم ورفض الاصوات الصريحة.
لا يغرنكم المال وتوفره فما فاد المال الشاه وفاروق والسلطان عبدالحميد، سكوت بعض الناس بعض الوقت قد يتم شراؤه، ولكن بمنطق التاريخ الذي قرأناه لن يتم شراء سكوت الكل كل الوقت.
رئيس وزراء اليونان الجديد يتكلم عن المحسوبية ورئيس وزراء احدى دول الاتحاد السوفييتي السابق يتكلم عن حجم ثقيل من الفساد في حقبة سلفه، الصين تحاكم وبشكل يومي مسؤولين بالفساد، حتى العراق البلد المحطم من الحروب، الناس الكبيرة تحاكم بتهم الفساد، عشرات من الدول تتراكض للحفاظ على بقائها واستمرار انظمتها بخطوات حاسمة تجاه الفساد الا عندنا.
الامور ما هي بخير، في الغزو كنا نعرف عدونا وعدونا من الخارج واليوم عدونا اخطر من عدو الغزو وهو للاسف فينا يقتات كما تقتات الخلايا السرطانية على جسم المريض بالسرطان، وصرنا نرمى في جحيم الفساد والكل تمت محاولة افساده ونسب النجاح وصلت إلى %90.
المستشارون الذهبيون والمطالبون المستفيدون والمنقلبون الذين انقلبوا على مواقفهم بعد ان تم شراؤهم بمال الذل والاهانة لن يفيدوا احدا، لن يفيدوا لأن من الحكمة والحصافة ان تضع الصادق الامين كصوت تستمع له، واعلموا ان دولة الحق الى قيام الساعة ودولة الباطل والفساد والسكوت عن الفساد ساعة بل هي اقل من الساعة، لقد وقفنا في الكثير من الامور التي تمس حقيقة سلطة القانون والحفاظ على المال العام وشهدنا على الكثير من الامور والخلفيات التي احسسنا فيها الى أي حد سيطر الانكباب المحموم على المصالح وما عاد يعني احدا اننا صرنا ديرة «سايبة».. اللهم أبرئنا.. اللهم أبرئنا.

المحامي نواف سليمان الفزيع 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك