الخارجية الأمريكية تعتذر من الرئيس الليبي
عربي و دوليمارس 10, 2010, منتصف الليل 2426 مشاهدات 0
تقدمت الخارجية الأمريكية الثلاثاء باعتذار عن تعليق تهكمي أدلى به الناطق باسمها، فيليب كرولي، حول الرئيس الليبي، معمر القذافي ودعوته لإعلان الجهاد ضد سويسرا لحظرها بناء مآذن، في واقعة هددت العلاقات الدبلوماسية بين طرابلس وواشنطن.
وقال كرولي، خلال موجز صحفي الثلاثاء: 'هذه التعليقات لا تعكس السياسة الأمريكية ولم يكن الهدف منها الإهانة.. أعتذر أن تعليقاتي أصبحت عقبة في طريق مزيد من التقدم في علاقاتنا الثنائية.'
وكان الناطق باسم الخارجية الأمريكية، وأثناء موجز صحفي الشهر الماضي، قد رد على سؤال صحفي بشأن تصريحات الزعيم الليبي قائلاً بأن الدعوة تذكره 'بكلمة القذافي المطولة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول.'
وتابع متهكماً: 'أذكر الكثير.. الكثير من الكلمات والأوراق المتطايرة في كل مكان، ليس بالضرورة أن يكون لها الكثير من المعنى.'
والأسبوع الماضي، لوحت طرابلس بإمكانية اتخاذ إجراءات ضد المصالح الأمريكية في البلاد ما لم تتقدم أمريكا باعتذار رسمي.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أكد في وقت سابق أن تعليقاته لم تكن موجهة كهجوم شخصي على القذافي، قد التقى بالسفير الليبي لدى واشنطن، في محاولة لحل الأزمة التي تسببت بها تصريحاته، في الوقت الذي يستعد جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، وكبير الدبلوماسيين الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط، للسفر إلى طرابلس للقاء المسؤولين الليبيين.
وفي هذا السياق قال كرولي: 'آسف لأن تصريحاتي أصبحت عقبة أمام إحراز مزيد من التقدم في علاقاتنا الثنائية.'
وكان الرئيس الليبي قد دعا الشهر الماضي إلى 'الجهاد' ضد سويسرا قائلا إنها دولة كافرة 'تدمر بيوت الله،' في مزيد من التصعيد للتوتر الذي يلف العلاقات بين الدولتين.
وأضاف الزعيم الليبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية الرسمية 'سويسرا الكافرة الفاجرة التي تدمر بيوت الله، هذه التي يجب أن يُعلن عليها الجهاد بكل الوسائل.. قاطعوا سويسرا، قاطعوا بضائعها، قاطعوا طائراتها، قاطعوا سفنها، قاطعوا سفاراتها.'
وتوترت العلاقة بين الدولتين بعد اعتقال أحد أبناء القذافي في جنيف لفترة قصيرة في عام 2008، ثم الإفراج عنه وإسقاط الاتهامات الموجهة له، لكن ليبيا قطعت إمدادات النفط لسويسرا وسحبت مليارات الدولارات من حسابات في أحد البنوك السويسرية واعتقلت اثنين من رجال الأعمال السويسريين العاملين في ليبيا.
وأفرج عن أحدهما لكن الآخر أجبر على مغادرة السفارة السويسرية في طرابلس حيث كان يحتمي ونقل إلى معتقل لقضاء عقوبة بالسجن لمدة أربعة أشهر.
وكانت سويسرا قد قررت عدم منح تأشيرات دخول لقائمة ضمت 188 ليبياً، بينهم الرئيس الليبي وأفراد عائلته ومسؤولين كبار، بينما ردت ليبيا بوقف إصدار تأشيرات الدخول لجميع مواطني دول الاتحاد الأوروبي في منطقة 'شينغن' باستثناء بريطانيا.
ويذكر أن الزعيم الليبي أثار في خطابه أمام الجمعية العمومية لمجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الماضي عاصفة من المواقف المثيرة للجدل، فرفض وجود الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي اسماه 'مجلس الرعب'، واصفاً حق الفيتو بأنه 'إرهاب.'
واتهم 'مصانع تابعة للمخابرات' بإنتاج فيروس أنفلونزا الخنازير، وطالب بالتحقيق في الحروب التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة ما جرى بالعراق وأفغانستان، إلى جانب اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، متحدثاً عن دور إسرائيلي بالقضية، وكشف أن عناصر من القاعدة موقوفة في ليبيا، اعترفت بأن مبنى الأمم المتحدة يشكل هدفاً للتنظيم.
وطلب القذافي نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك بسبب مشقة الوصول إليها، وفارق التوقيت الكبير بينها وبين سائر دول العالم، محذراً من أن المبنى مستهدف من تنظيم القاعدة بناء على معلومات توفرت لديه من اعترافات عشرات عناصر القاعدة الذي أوقفهم الأمن الليبي.
تعليقات