يوم انتخابي عراقي دامٍ

عربي و دولي

بدء فرز الأصوات، وأوباما يهنؤهم لصياغة مستقبلهم

1231 مشاهدات 0

عراقيون يخضعون للتفتيش قبيل الدخول إلى أحد مراكز الاقتراع

بدأت عمليات فرز الأصوات في آلاف مراكز الاقتراع بالعراق بعد دقائق من إغلاق الصناديق مساء الأحد، في حين أشارت مصادر إلى أن النتائج الأولية لن تتضح قبل الأربعاء، بينما قالت الأمم المتحدة أنها ستبدأ في إصدار تقارير حول اتجاهات التصويت في كل محافظة، بعد فرز 30 في المائة من الأصوات فيها على الأقل.

وذكرت الأمم المتحدة أنها ستراقب عمليات الفرز وستطالب باستبعاد نتائج الصناديق المشكوك بها، وفيما أعلنت أجهزة الأمن العراقية حظر التجوّل حتى فجر الاثنين في بغداد أصدر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بياناً وجّه فيه التهنئة لـ'ملايين العراقيين الذي رفضوا الوقوع فريسة الخوف جراء أعمال العنف.'

وكانت صناديق الاقتراع في العراق قد أغلقت أبوابها عند السادسة مساء بتوقيت بغداد، مسدلة الستار على يوم طويل من التنافس السياسي الذي سيفضي إلى نتائج جديدة على مستوى السلطة في البلاد، في وقت نفذّت فيه الحركات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، أكثر من 60 عملية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 38 شخصاً، وجرح 110 آخرين.

وقد شهدت ساعات الصباح الأولى في العراق توافد المقترعين إلى المراكز المخصصة لاختيار نوابهم، بينما كانت قذائف الهاون تتساقط على مناطق مختلفة من العاصمة بغداد.

وأفادت مصادر أن من بين 30 قذيفة هزت بغداد خلال ساعات الانتخابات الأولى، سقطت 3 منها في المنطقة الخضراء الحصينة، التي باتت تعرف بـ'المنطقة الدولية'، غير أنها لم تسبب خسائر في الأرواح.

وجاءت معظم الخسائر في الأرواح والإصابات جراء قذيفة هاون سقطت في حي بشمال شرقي العاصمة العراقية، بغداد، فيما انفجرت عبوة ناسفة في وسط مدينة باجي بشمال العراق ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص بحسب ما أفادت الشرطة العراقية.

وفي حي الأمل بجنوب بغداد فجر مسلحون مبنى سكنياً ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 8 آخرين بجروح، جلهم من المدنيين، بحسب وزارة الداخلية العراقية.

ونقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء عنت شهود عيان قولهم إن انفجاراً ضخماً هزّ منطقة الشرطة الرابعة جنوبي بغداد أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.

وذكر الشهود للوكالة الوطنية العراقية للأنباء: 'أن انفجاراً وقع في عمارة سكنية واقعة في تقاطع الشرطة الرابعة وهناك سقوط للضحايا تحت الأنقاض بانتظار وصول الدفاع المدني إليها.'

وأضاف الشهود أن نساء وأطفال ما زالوا عالقين تحت الأنقاض بعد تفجير عمارتهم، مؤكدين أن انفجارات أخرى حدثت في مناطق قريبة مثل منطقة المواصلات لم تعرف أسبابها.

وفي نينوى أعلنت مفوضية المحافظة إغلاق ثلاثة مراكز لتعرضها لهجمات بقذائف الهاون.

وفي خبر آخر، قالت الوكالة إن انتحارية فجرت نفسها قرب أحد المراكز الانتخابية بجانب الكرخ ببغداد.

وكان العراق قد شهد سلسلة من الهجمات، الخميس الماضي، مع بدء الانتخابات 'الخاصة' للفئات التي لن يمكنها المشاركة في انتخابات الأحد، وأسفرت عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل، بظلال من الترقب على الشارع العراقي، تحسباً لهجمات محتملة، خصوصاً بعدما دعا تنظيم 'القاعدة' العراقيين للبقاء في منازلهم وعدم المشاركة في تلك الانتخابات.

وأعلنت السلطات العراقية، بحسب ما نقلت محطات التلفزيون الرسمية، حظراً على الدراجات النارية في بغداد منذ الاثنين الماضي وحتى إشعار آخر، فيما ستفرض، اعتباراً من صباح الأحد، حظراً على السيارات الخاصة لمدة يومين، في كافة المدن العراقية، كما قررت فرض إجراءات استثنائية على التنقل بين المحافظات.

وفي الأثناء، أعلن تنظيم القاعدة في العراق، العامل تحت إطار ما يعرف بـ'دولة العراق الإسلامية' فرض 'حظر تجول' في البلاد الأحد، وخصوصاً في المناطق السنية، وذلك لمنع المشاركة في الانتخابات المقررة ذلك اليوم، واعتبر أن الدعوة تأتي لحفظ 'سلامة أهلنا' من الهجمات التي قد يشنها التنظيم.(التفاصيل)

وعلى صعيد العملية الانتخابية، توجه القادة السياسيون في العراق إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وكان الرئيس العراقي، جلال الطالباني أول المصوتين من القادة السياسيين.

واستبعد طالباني، الذي أدلت زوجته بصوتها في مركز انتخابي بكركوك، حدوث تغيير في الخريطة السياسية بعد الانتخابات البرلمانية.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بعد أن أدلى بصوته في الانتخابات التشريعية إن 'المواطنين سيتوجهون للانتخابات بشكل حاشد رغم التهديدات الأمنية.'

كذلك أدلى، نائب الرئيس العراقي السني، طارق الهاشمي، بصوته في الانتخابات النيابية، فيما أدلى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، برهم صالح يدلي بصوته في احد مراكز السليمانية.

وكانت مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء العراق قد فتحت أبوابها صباح الأحد، بانتظار أن يدي ما يقارب من 19 مليون عراقي بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لاختيار 325 عضواً في مجلس النواب، من بين أكثر من 6200 مرشحاً، يمثلون ما يزيد على 80 تنظيماً وحزباً سياسياً، في خامس تجربة انتخابية يشهدها العراق منذ العام 2003.

وتعتبر هذه الانتخابات الثانية التي يتم فيها اختيار جميع أعضاء البرلمان، الذين سيشغلون مقاعدهم النيابية لفترة تمتد إلى أربع سنوات.

ومن جهته هنأ الرئيس الامريكي باراك أوباما العراقيين يوم الاحد على الانتخابات البرلمانية رغم التفجيرات والهجمات الصاروخية التي قتلت 38 شخصا على الاقل.

وقال أوباما في بيان أصدره البيت الابيض 'أكن احتراما عظيما لملايين العراقيين الذين رفضوا الاذعان لاعمال العنف والذين مارسوا حقهم في التصويت اليوم.'

وأضاف 'ان مشاركتهم تظهر أن الشعب العراقي قد اختار أن يصوغ مستقبله من خلال العملية السياسية.'

واشار اوباما الى ان مفوضية الانتخابات المستقلة العليا بالعراق ستواصل العمل في الايام القادمة لفرز الاصوات والتحقيق في الشكاوى.

وقال 'أشيد بالحكومة العراقية وقوات الامن العراقية لتوفيرها الامن لحوالي 50 ألف غرفة اقتراع في اكثر من ثمانية الاف مركز اقتراع في انحاء العراق.'

وأضاف 'نشعر بالحزن للخسارة الفادحة للارواح اليوم ونحترم شجاعة وتصميم الشعب العراقي الذي تحدى مرة أخرى التهديد لتعزيز ديمقراطيته.'

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك