شبكة المرأة تجدد مطالبة البرلمانيات بدعم الكوتا
محليات وبرلمانمارس 7, 2010, منتصف الليل 1167 مشاهدات 0
باركت الدكتورة فاطمة العبدلي الأمينة العامة لشبكة المرأة جميع النساء بيومهن العالمي والذي يُصادف 8 مارس وهنأت بصورة خاصة البرلمانيات الكويتيات الفاضلات بهذا اليوم وخاصة أنهن يحتفلن بهذه المناسبة في منتداهن الأول اليوم، ولأول مرّه وهن يتبوّأن أربعة مقاعد في مجلس الأمة الكويتي. وأكدّت على ضرورة تفعيل أدوارهن في السلطة التشريعية لمزيد من الحقوق لنساء الكويت، وخاصة بوضع بصماتهن في تحقيق شعار الأمم المتحدة لهذا العام في الاحتفالية المئوية وهو ' المساواة في الحقوق..فرص العمل المتكافئة..تقدم للجميع '.
وصرّحت... يحتفل العالم هذا العام بمئوية أول مؤتمر تحدث عن حقوق النساء في كوبنهاجن 1910م حين قررت الاشتراكية الدولية، إعلان يوم للمرأة، يوم يكون ذا طابع دولي، وذلك تشريفا للحركة الداعية لحقوق المرأة وللمساعدة على إعمال حق المرأة في الاقتراع ووافق المؤتمر الذي شاركت فيه ما يزيد على 100 امرأة من 17 بلدا على هذا الاقتراح بالإجماع، ولم يحدد المؤتمر تاريخا للاحتفال بيوم المرأة. وكان ميثاق الأمم المتحدة، الذي وقع في سان فرانسيسكو في عام 1945، أول اتفاق دولي يعلن المساواة بين الجنسين كحق أساسي من حقوق الإنسان، ومنذ ذلك الوقت، ساعدت المنظمة على وضع مجموعة تاريخية من الاستراتيجيات والمعايير والبرامج والأهداف المتفق عليها دوليا بهدف النهوض بوضع المرأة في العالم. كما يحتفل العالم بمرور 15 عام على منهاج بيجين (1995) الذي كان مفصلا محوريا في حقوق المرأة. وسوف تُقام العديد من الفعاليات في العالم لاستعراض تاريخ نضال المرأة من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية على امتداد قرن من الزمن تقريبا ولمناقشة و استعراض الانجازات التي تحققت للمرأة والطموحات المستقبلية من أجل مزيد من التقدم . وقد اتسع نطاق الاحتفال بهذا اليوم بعد أن أعلنته الأمم المتحدة يوما عالميا للمرأة وأفردت له أربعة مؤتمرات عالمية. واتخذ عمل الأمم المتحدة من أجل النهوض بالمرأة أربعة اتجاهات هي: تعزيز التدابير القانونية؛ وحشد الرأي العام والعمل الدولي؛ والتدريب والبحث، بما في ذلك جمع الإحصاءات المصنفة بحسب نوع الجنس؛ وتقديم المساعدة المباشرة إلى المجموعات المحرومة. واليوم أصبح عمل الأمم المتحدة يستند إلى مبدأ تنظيمي رئيسي يقول بأنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم لأكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خطرا إلا بمشاركة المرأة وتمكينها الكاملين على الصعيد العالمي.
وصرّحت العبدلي بما أن المرأة كثيرا ما تكون أشد تأثرا بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنموية ومن ثم يجب أن تشترك في عمليات صنع القرار في جميع المجالات بنفس القوة وبنفس الأعداد. وبيّنت أن التقارير الدولية مازالت مجحفة بحق النساء حيث ما زلن يشكلن أقليات في برلمانات العالم ما نسبته أقل من 20%، وفي الكويت بالتحديد تمثل المرأة نسبة 7% بين المجلسين التنفيذي والتشريعي، مقابل نسبة السقف المطلوبة من الأمم المتحدة بأن تصل نسبة النساء إلى 30% في عام 2005. وأنه في حين يظل تمثيل المرأة في البرلمانات منخفضا بصورة خاصة في البلدان العربية فمتوسط مشاركة المرأة في مجالس النواب في المنطقة يبلغ 8.2 % فان مشاركتها قد تضاعفت في السنوات الثماني الماضية وساعدها في ذلك إلى حد كبير تحديد حصص لها ضمن 'نظام الكوتا' بالترشيح والانتخاب وليس بالتعيين من خلال تطبيق نظام القوائم النسبية. وأن الكوتا نظام عادل وإنساني يسعى إلى تحقيق التمييز الايجابي في المجتمعات الذكورية التي تحارب المشاركة السياسية للمرأة في الحياة العامة، وذلك بموجب ما تؤكده الاتفاقية الدولية (سيداو) للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لعام 1979 الملزمة لدولة الكويت منذ 1994 ، وبتوقيع الكويت على الاتفاقية تدخل حيز التطبيق وتعد بمثابة قانون داخلي. حيث جاء بالتحديد في الفقرة الأولى من المادة الرابعة من الاتفاقية والتي توصي بالتدابير المؤقتة لتعجيل إحقاق العدالة في الحقوق والواجبات. وكثيرة هي الدول (يفوق عددها ال 100 دولة) التي تطبق آلية الكوتا وذلك لتقليل الهوة بين تمثيل الرجال والنساء ولرفع الظلم الاجتماعي والسياسي عن المرأة بما يتوافق مع دساتيرها الوطنية. وهي ليست تدابير تمييزية ضد الرجل، بل تُساهم في تحقيق الديمقراطية الفعلية وتُعزز دور المجلس في النهوض بالمجتمع. وهي طريقة علاجية آنية لخلق مساحة أكبر للمرأة في الحياة السياسية، ويقصد بها تخصيص مقاعد للنساء بالبرلمان أو نسبة محددة بقوائم الأحزاب في الانتخابات المختلفة كأسلوب يضمن لهن الوجود السياسي الذي قد يُحرمّن منه بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية معينة.
وتذكّر العبدلي بأنه حالياً وفي الوضع الراهن لأداء المجلس الحالي لا نعتقد نحن في شبكة المرأة بأن الأوضاع مؤاتية أمام المرأة لنيلها مزيدا من الدعم والتمثيل البرلماني ولا نتصور أن حظوظها في الانتخابات مساوية لحظوظ الرجل، لاسيما مع الرؤية المجتمعية التي تحتاج لمزيد من التوعية والقناعة بأن المرأة قادرة على إحداث التغييرات وأن الرجل في المضمار السياسي ليس أفضل منها وأن المعيار الوطني يتمثّل بالكفاءة في الأداء لأي نائب في البرلمان ذكرا كان أو أنثى. وخير مثال على ضرورة هذه الرؤية تراجع مؤشر تمثيل النساء بعد 50 سنة من الحقوق البرلمانية والسياسية في المجالس النيابية المختلفة في جمهورية مصر العربية (وهي أول امرأة تحصل على حقوقها في المنطقة) والتي تتراوح ما بين 0.5 % في أول مجلس تشريعي بعد ثورة 1952 و2 % في المجالس المتعاقبة عدا مجلس 1979الذى بلغت مشاركة المرأة فيه 8.9% بسبب تخصيص نسب من المقاعد للنساء (بنظام الكوتا). وفى مجلس 1987 انخفضت نسبة تمثيل النساء إلى 3.9% في ظل نظام القائمة النسبية الذي ألغى بدوره بعد ذلك ليسجل التمثيل النسائي بعد ذلك مزيداً من التراجع حيث وصل إلى 1.6% عام 1990 ثم 2.2% في مجلس 1995 وبلغت في الانتخابات الأخيرة 1.8 %...والذي أكد على استمرار الرجوع لآلية الكوتا.
وقالت إن يوم المرأة العالمي فرصة للتمعّن في دور الجميع في تحسين وضع المرأة و الرجل، و لتحويل الالتزامات المتفق عليها دولياً إلى أفعال. وإن ضمان المساواة بين الرجل والمرأة و تمكين النساء تحدّّ عالمي بالغ الأهمية، ولا بد من العمــل على تحديــد الطريقة المثــلى لتحقيق تكافــؤ توفر التدريــب والتعليم، ومرافق الرعاية الصحية، والقروض ومرافق التسويق والتكنولوجيا المناسبة من أجل النساء. وأن ردود الأفعال حول قضايا مختلفة في الأوساط المختلفة إبان مناقشة أحقية المرأة في التعيين كقاضية أو تجنيس أبناء الكويتية أو الرياضة النسائية أو تقلد المناصب القيادية أو مكونات المناهج التعليمية كلها تكشف وجود مشكلة ثقافية في المجتمع الكويتي وتعكس طبيعة الأنماط الفقهية الدينية المستمدة من أعراف لها موقف تجاه دور المرأة السياسي حيث وتؤكد تغلّب الثقافة الذكورية على العمل السياسي والعمل العام... وعليه ارتأت كثير من الديمقراطيات لتحقيق المعادلة الوطنية المتوازنة لابد أن تحتل قضية المرأة وتمكينها السياسي أجندة مُتخذي القرار والقيادات السياسية.
وطالبت شبكة المرأة النائبات الفاضلات بتبنّي حوار مجتمعي يضم جمعيات النفع العام والناشطين السياسيين والمنظمات الحقوقية للتشاور حول المُقترح المنتظر نظام الكوتا ... الذي من شأنه أن يمهد الطريق لوصول المرأة بالشكل الطبيعي لقبة البرلمان، ويوفّر الفرصة لتثبت المرأة إمكانياتها وتؤكد قدرتها على كسب ثقة المجتمع. وأن رؤية شبكة المرأة لطرح نظام الكوتا لا يعبّر عن جعله وسيلة دائمة لوصول المرأة وتمكينها في المعترك الانتخابي، إنما هو وسيلة مؤقتة إلى أن تتهيأ الظروف بالشكل الصحيح وأن يتقبل المجتمع المرأة كالرجل بكل الظروف وأن لا تُحارَب المرأة كما هو الآن جراء دخولها للعمل السياسي... فوجود النائبات في لجنة المرأة البرلمانية فرصة لا تُعوض...
وأنهت العبدلي تصريحها بأن شبكة المرأة أخذت قرارا استراتيجيا في هذه المناسبة... وهو تبنّي الاحتفال الوطني السنوي بيوم المرأة الكويتية وستكون الانطلاقة الأولى في الذكرى الخامسة لنيل الحقوق السياسية والتي ستصادف يوم الأحد الموافق 16 مايو 2010.
تعليقات