في جمعية الصداقة الكويتية البريطانية
محليات وبرلمانوزير الخارجية: 'بريطانيا' شريك وحليف يعتمد عليه وجدير بالثقة دائما
فبراير 25, 2010, منتصف الليل 1263 مشاهدات 0
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ان بريطانيا يمكنها أن تعتمد تماما على أن الكويت 'شريك وحليف يعتمد عليه وجدير بالثقة' دائما.
وأشاد الشيخ الدكتور محمد الصباح خلال حفل عشاء استضافته جمعية الصداقة الكويتية البريطانية هنا الليلة الماضية بالعلاقات التاريخية بين الكويت والمملكة المتحدة والتي تتطور في المجالات السياسية والاقتصادية وكافة المجالات الأخرى.
وكان الشيخ محمد المتحدث الرئيسي في هذا الحدث الذي أقيم في فندق كونوت وسط لندن بمشاركة أعضاء بارزين في جمعية الصداقية الكويتية البريطانية وشخصيات عامة ونواب برلمانيين وممثلي وسائل الاعلام.
ويتزامن الحدث مع احتفالات دولة الكويت بالأعياد الوطنية.
واستعرض الشيخ محمد التطور المستمر في العلاقات بين الكويت وبريطانيا عبر السنوات قائلا ان الروابط بين البلدين بدأت في منتصف القرن الثامن عشر.
وأشار في هذا الصدد الى أهمية 'المعاهدة الشهيرة' للتعاون والصداقة الموقعة في عام 1899 بين الكويت والمملكة المتحدة.
وأضاف ان دولة الكويت قررت منذ استقلالها في عام 1961 اعتماد الحياد الايجابي في الانقسام الايديولوجي بين الشرق والغرب.
ومضى قائلا ان دولة الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي السابق في أوائل الستينات ولعبت ايضا دورا بناء للغاية في الحوار بين الشمال والجنوب الذي عرف باسم 'لجنة براندت'.
وتابع 'لكن مع سقوط جدار برلين وانهيار العالم ثنائي القطب لم تخسر الكويت مواقفها لكنها في الواقع أعادت تنسيق سياستها الخارجية لترتكز بشكل جيد على الشرعية والقانون الدولي'.
ولفت الى العدوان العراقي على دولة الكويت في عام 1990 قائلا انه 'عزز التعهد والالتزام الشامل والقاطع بسيادة القانون وسلوك المواطنة عالميا'.
وتطرق الشيخ الدكتور محمد الصباح الى عملية السلام في الشرق الأوسط قائلا ان الكويت 'تبنت بايمان كامل مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق' التي طرحتها اللجنة الرباعية المعنية بعملية السلام في المنطقة.
وأشار الشيخ الدكتور محمد الصباح في هذا الصدد الى أن اسرائيل تواصل عدوانها وتحديها للقانون الدولي.
وأوضح أن دولة الكويت تدين بشدة 'السياسة الاسرائيلية للاستيلاء على الأراضي والأنشطة الاستيطانية غير القانونية والأسوأ من ذلك جميعا الاغتيالات الأخيرة التي لا تستهدف الأفراد فحسب وانما أيضا اغتيال التراث التاريخي والثقافي للشعب الفلسطيني كما نرى من خلال قضية الخليل'.
وبشأن الملف الايراني أوضح وزير الخارجية الكويتي ان الكويت تؤيد تماما حق طهران في السعي لامتلاك تكنولوجيا نووية سلمية.
وأضاف أن الكويت في الوقت نفسه 'تشجع بقوة ايران على الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي وابداء الشفافية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية'.
وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي على ''من مصلحتنا تجنب فرض عقوبات على ايران بقدر ما هو من مصلحة ايران لنقل رسالة من الطمأنينة والنوايا السلمية للعالم بأسره'.
وعلى الجبهة الاقتصادية أشار الى أن 'احدى الاستراتيجيات الأساسية والجوهرية لمرحلة ما بعد استقلال الكويت هي تكوين مواطن عالمي وأنجع وسيلة لدعم هذه الاستراتيجية كانت من خلال انشاء الصندوق الكويتي (للتنمية الاقتصادية العربية) في ديسمبر عام 1961 بعد ستة أشهر فقط استقلالنا'.
وأضاف أن أمير البلاد في ذلك الوقت الشيخ عبدالله السالم الصباح 'أراد توجيه رسالة من الشعب الكويتي لبقية العالم ها نحن مقبلون على موجة من التغيير لكننا لن ننسى أصدقاءنا في الشدة'.
كما أشار الشيخ الدكتور محمد الى أن رئيس البنك الدولي في ذلك الوقت روبرت ماكنمارا أشاد بالتدابير الانسانية السخية لدولة الكويت قائلا ان 'الكويت تعلن استعدادها لتقاسم ثرواتها في المستقبل مع جيرانها العرب'.
وتابع أنه 'بعد نصف قرن وبفضل الدعم الحقيقي من أمراء الكويت المتعاقبين والشعب الكويتي وسع الصندوق الكويتي نطاق عملياته لأكثر من 100 دولة حول العالم ما يجعله أكبر مؤسسة لمساعدات التنمية بعد البنك الدولي'.
وأكد ان هذه الحقيقة دفعت الكويت لتكون واحدة من انشط اللاعبين في مجال التنمية ومحاربا قويا ضد الجوع والفقر والتخلف.
وأضاف نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ان أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح قرر في أوائل حقبة الخمسينيات توظيف ثروة دولة الكويت بشكل أكبر من أجل زيادة الثروات المالية.
وأوضح أنه أنشأ من أجل هذا الغرض أول صندوق ثروة سيادي في العالم في منتصف حقبة الخمسينيات في لندن تحت اسم مكتب الاستثمار الكويتي.
وأضاف أنه في عام 1976 وقع الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح قانونا لانشاء صندوق للأجيال المقبلة يشمل عملية مكتب الاستثمار الكويتي بأكملها.
وتابع ان هذه الفكرة الثورية بفرض ضرائب على أبناء الجيل الحالي لصالح أطفالهم الذين لم يولدوا بعد 'شهادة على بعد نظر قيادة الكويت وخصوصا للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح'.
وقال ان الكويت شرعت للتو في تنفيذ 'خطة تنموية طموحة للغاية من بنات أفكار الأمير الحالي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح'.
وأضاف أن الكويت تخطط لانفاق ما يعادل 85 مليار جنيه استرليني على مدى السنوات الأربع المقبلة في اطار هذه الخطة.
وقدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي دعوة الى أصدقاء الكويت البريطانيين للمشاركة في مشاريع التنمية بالكويت.
وشدد في هذا الصدد على أن الكويت لديها مدونة قانونية أثبتت مرونتها وفاعليتها في اقامة العدل والانصاف.
وأضاف 'بالاضافة الى ذلك فان سجل الكويت كشريك ومستثمر عالمي يتحدث عن نفسه'.
وكان سفير دولة الكويت هنا وعميد السلك الدبلوماسي الأجنبي في المملكة المتحدة خالد الدويسان أكد في تصريحات مقتضبة أهمية علاقات التعاون والصداقة التاريخية والدائمة بين الكويت والمملكة المتحدة.
وأضاف أمام حشد الحضور الكبير ان بريطانيا وقفت الى جانب الكويت 'في أوقات الشدة وفي أحلك الأيام'.
وأوضح أن 'هذا دليل على عمق وقوة هذه الصلات التاريخية بين بلدينا'.
وأعرب السفير الكويتي عن شكره وتقديره للدور الذي يقوم به كبار أعضاء جمعية الصداقة الكويتية البريطانية من أجل المضي قدما في تحقيق أهدافها النبيلة.
وشارك موظفو سفارة الكويت وأعضاء من الجالية الكويتية هنا في هذا الحدث.
تعليقات