استمرار التراشق بين 'الوطن' و'الراي'، بودي مخاطبا 'ابنه' خليفه علي الخليفه للمرة الأخيرة: جمعت أسرة بودي ثروتها من التجارة منذ مئات السنين، فمن أين أتيت بثروتك؟ ولم نمارس فجورا في الخصومة أو سوقية في اللغة مثلما في صحيفتكم

زاوية الكتاب

كتب 930 مشاهدات 0


 
رسالة إلى خليفة الصباح
تحية طيبة وبعد, كنت آليت على نفسي عدم الرد على الترهات التي حفلت بها جريدتكم منذ وقت طويل ضدنا، وكنت افضل ألا اخاطبك علنا، لكني اجد نفسي مضطرا الى فعل ذلك بعدما قرأت المقال الموقع باسمكم على الصفحة الاخيرة من «الوطن» وكله عني شخصيا.
عزيزي خليفة
زرتني يوم تسلمت رئاسة تحرير «الوطن» طالبا بعض الارشادات والنصح فأسهبت معك وقلت لي يوم غادرت انك ستأخذ بالنصائح، لكن الواضح تماما انك لم تفعل بل فعلت العكس وتركت لبعض السفهاء وتجار القلم والخائبين مهنيا والمعقدين شخصيا ادارة دفة العمل وبقيت انت صورة اشرافية يزينون لك كل يوم وكل ساعة اخطاءهم على انها نجاحات ويأخذون المؤسسة التي يعملون بها وسمعة صاحبها من فشل الى آخر ثم يوهمونك ان بذاءتهم وشتائمهم ضد الآخرين هي الدليل على الانتصار... نقول البعض لأننا نكن التقدير والاحترام لغالبية الزملاء العاملين في مؤسستكم.
لقد حذرتك يا ابني لكن مكائدهم غلبت واكبر برهان على ذلك المقال الذي اعدوه لك ونشر باسمك في الصفحة الاخيرة.
من اعد لك المقال يا خليفة فاته ان يذكر ان الحملة على «الراي» وعليّ شخصياً بدأت قبل زمن طويل من فتح تلفزيون «الوطن» بل حتى قبل التفكير بتأسيس تلفزيون. او هل نسيت الوسطاء الذين زارونا في كل مرة كنا نتعرض فيها لهجوم سفيه ليقولوا لنا ان الشيخ غير موافق وهو لام الكاتب او المحرر او المخبر، وكنا نتغاضى محملين الوسطاء النصائح نفسها التي وجهناها اليك يا ابني عندما زرتنا.
إذاً، فلنتفق على ان شتائم «الوطن» ضدنا لا علاقة لها بتأسيس تلفزيون وما قالوه لك عن غيرة وتنافس.
وطالما انهم يقولون فتصدق ويقررون فتوقع ويكتبون فتنشر، فلا بأس من ان يوهموك ان صحيفتك هي الاولى وبمسافة كبيرة عن «الراي» او ان تلفزيونك نجح في اسبوعين في تحقيق ما عجز تلفزيون «الراي» عن تحقيقه في اربع سنوات (ملاحظة: كان على من أعطاك المعلومة ان يكون دقيقا لان عمر تلفزيون «الراي» ثلاث سنوات) او يمكنهم ان يوهموك ايضا ان شبكتي «فوكس نيوز» و«سي ان ان» مهددتان بالاقفال نتيجة خطف تلفزيونكم الاضواء منهما فالمثل يقول «رزق....» وما دام عباقرة الردح والشتم يوهمونك بذلك فلا بأس «اذا كان القاضي راضي»، لكن اسمح لنا يا ابني ان نتمنى عليك عدم المحاضرة بعادات وتقاليد اهل الكويت، اذ يكفي ان تقرأ عددا واحدا من صحيفتك، اي عدد، لتكتشف كم هي عقيمة محاضرتك وكم هي بعيدة عن رأي الناس الحقيقي.
نحن يا خليفة هوجمنا لمدة اشهر بالاخبار والمقالات في صحيفتكم فردينا بـ «ثرثرة»، وكان على الذين اعدوا لك المقال ألا يقنعوك بأن الخوف من المنافسة دفعنا إلى الهجوم فنحن نرد ولا نهاجم... واذا كان الامر كذلك، فمن بدأ بالهجوم هو الذي يعيش هاجس المنافسة حتى ولو غابت عنه اخلاقيات المنافسة الشريفة.
الموضوع الآخر الذي تطرقت اليه في مقالك هو استفادتنا من الجريدة لحصد مشاريع تجارية اخرى. ايضا اذكرك يا ابني انني لم اتسلم منصبا حكوميا لاستغله لمصالح خاصة، كما اذكرك ان اسرة بودي تمتهن العمل التجاري منذ مئات السنين، ومشروع الصحيفة بحد ذاته كان مشروعا تجاريا سبقته مشاريع كثيرة ولحقته مشاريع كثيرة. واهل الكويت يعرفون كيف نعمل وكيف كبرت مشاريعنا لكننا نسألك انت يا ابني ونتمنى عليك ان تكشف لاهل الكويت كيف عملتم وكيف كبرت مشاريعكم وما هي مصادر أموالكم. او تدري، اوجه لك نصيحة بأن لا تفعل كي لا يؤثر ذلك على مسار التحقيق.
ان الفضل في نجاح صحيفتنا يعود بعد الله تعالى الى احتضان اهل الكويت لها لانها صوت الناس، والى العاملين المهنيين المخلصين فيها، والى ادارة من مال حلال حلال لا يعرف الحرام.
الموضوع الثالث الذي طرحته هو انني اسميت والدك الشيخ علي الخليفة «المتهم» علي الخليفة. هو الآن يخضع لتحقيق مستمر من لجنة محاكمة الوزراء بأي صفة؟ اذا كان هناك من صفة اخرى يمثل بموجبها امام التحقيق فنحن مستعدون لاعتمادها، والمتهم بريء حتى يثبت العكس فلماذا الاعتراض. نقول ذلك وانتم تدركون تقديرنا واحترامنا الكبيرين لعائلتكم الكريمة.
اما بالنسبة الى رأينا في عدد من النواب وخلال محطات سياسية معينة فهو رأي اعلناه ولم نخجل به، وهذه هي الكويت تسمح بالخلاف والاختلاف تحت سقف القانون والديموقراطية والحريات، وحتى النواب الذين ذكروا في المقال الموقع باسمك كانت مواقفهم في محطات مختلفة متناقضة تجاه بعضهم. كنا نبدي الاعتراض لكن مساحات صحيفتنا لم تغلق لحظة امام عرضهم لمواقفهم لان الصحيفة ملك لاهل الكويت جميعا... انما لم يسجل التاريخ ولن يسجل فجورا في الخصومة وسوقية في اللغة ورخصا في المواجهة كالذي اعتمد في جريدتكم واستخدمتم يا ابني للأسف الشديد غطاء له.
ثم تحدثتم عن التطرق الى شرف بنت، ونتحداك ان تذكر اننا اتينا على اسم اي بنت تصريحا او تلميحا، اما انتم فلكم باع طويل في هذه الامور ويكفي ان نحيل القراء الى افتتاحية «الوطن» بتاريخ 13-9 - 2007 وكيف حشرتم اسماء نساء في تناولكم لقضية سياسية... وأرجوك يا ابني أرجوك، من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجارة وهذه من النصائح التي لم تأخذ بها، وأزيدك اليوم نصيحة أخرى بوجوب عدم المحاضرة بالعفاف خصوصا اذا سمحت لك الظروف ان تقرأ ما نشر في صحيفتك في اليومين الماضيين.
أما عن وقوفنا ضد فتح تراخيص الصحف ثم موافقتنا لاحقا ومعارضتنا لفتح تلفزيونات جديدة فنسألك متى تم ذلك واين؟ قلتم انكم كنتم مع فتح تراخيص جديدة للصحف منذ عام 1993 واعتقد ان لم تخني الذاكرة انك كنت ما زلت في المدرسة آنذاك، لكن – وان لم تخني الذاكرة ايضا- فقد وقفت انت ضد قانون المطبوعات الجديد عندما صرت رئيسا للتحرير وعقدت لذلك اجتماعات في جريدتك دعوت لها عددا من رؤساء التحرير واستثنيتنا لاننا مع القانون... والزملاء احياء يشهدون.
عزيزي خليفة
لقد آليت على نفسي ألا أدخل مباشرة في سجال أعرف أن مجرد دخولي إليه سيسيء لي، لكنني احببت ان ارد عليك لمرة واحدة فقط خوفا عليك من التمادي في سحق شخصيتك امام مجموعة من المنافقين والسفهاء والرداحين والمطبلين والمعقدين، وحرصا على تشجيع الشباب للانطلاق في العمل الاعلامي بشكل سليم وصحيح. فمن حرضك يا ابني يصح به المثل: «يهذري المهذري من حر السخونة».
نصيحة أخيرة يا إبني، لا تترك لمن حرضك تفسير ما قلته لك اليوم بل استعن بأحد كبير من اسرتك او من محبيك فهم في النتيجة سيخافون عليك أكثر من الذين أوصلوك إلى ما أنت فيه من أوهام.
مع وعدي لكم بأني لن أرد شخصياً على حفلة الردح المقبلة... دمتم سالمين.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك