حمد المري يرى أن التعصب الحزبي وراء العنف الطلابي، وينتقد بشدة الأحزاب السياسية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 28, 2007, 8:10 ص 670 مشاهدات 0
التعصب الحزبي وراء العنف الطلابي
حمد سالم المرى
لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال في العصبية القبلية والطائفية (دعوها فإنها منتنة) على رغم أنه كان صلى الله عليه وسلم يفاخر بنسبه العربي القرشي إلا أن مفاخرته لم تجعله يتعصب لقومه على حساب القبائل العربية الأخرى فالكل سواسية عنده فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى) ومع ذلك نجد أن هناك من يلبس عباءة الدين مسمياً نفسه بالتيار الإسلامي يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية وهو في الحقيقة حزب سياسي متعصب لأهداف مؤسسيه السياسية المتمثلة في الوصول إلى مراكز القرار السياسي أو على الأقل التأثير على هذه المراكز. فهذا الحزب وغيره من أحزاب سياسية ذات توجهات وأيديولوجيات مختلفة تحاول بشتى الطرق السيطرة على كافة النقابات العمالية والجمعيات المهنية من أجل تأسيس قاعدة جماهيرية كبيرة تؤازرها مستقبلاً في الانتخابات البرلمانية والحكومية. وقد بدأت فكرة سعي هذه الأحزاب السياسية بالسيطرة على النقابات العمالية والجمعيات المهنية في جمهورية مصر العربية إبان الاحتلال البريطاني لها وكان أقوى هذه الأحزاب في ذلك الوقت الحزب القومي وحزب الأخوان المسلمين الذي أسسه حسن البنا عام 1933 ميلادية.
أما في دولة الكويت فقد بدأت الأحزاب السياسية الخفية أولاً بالسعي للسيطرة على كليات الجامعة كونها النقطة الأولى التي يبدأ فيها الشاب الكويتي نضوجه السياسي ولهذا سعى حزب الأخوان المسلمين كغيره من أحزاب سياسية للسيطرة على الجمعيات الطلابية لهذه الكليات في الوقت الذي سعى فيه للسيطرة على الاتحاد العام لطلبة الجامعة وهذا من وجهة نظر الممارسة الديموقراطية عمل طبيعي وصحيح غير ان هذه الأحزاب السياسية ومعها حزب الأخوان المسلمين الذي أطلق على قائمته الانتخابية اسم (الائتلافية) أخرجت العمل الطلابي من مساره الصحيح المتمثل في الدفاع عن مطالب الطلبة وحل مشاكلهم الأكاديمية وتمثيلهم في المنتديات الجامعية العربية والعالمية دون أي انتماء سياسي أو تعصب قبلي وطائفي لتصبح هذه الجمعيات الطلابية مركزاً للتنافس السياسي الحزبي والطائفي والقبلي بل أن حزب الأخوان المسلمين في الكويت وممثله الجامعي (قائمة الائتلافية) بدأ يسير على خطى الذراع العسكرية لحزب الأخوان المسلمين العالمي الممثل في حركة حماس في فلسطين فكما هو معروف بأن المخطط الاستراتيجي والأب الروحي للحزب يقع في مصر في الوقت الذي يكون فيه حزب الأخوان المسلمين في الكويت والمتمثل في إحدى الجمعيات الخيرية الكبيرة الممول المالي لهذا الحزب وحركة حماس هي الذراع العسكرية. فحركة حماس استخدمت العنف مع كل من يخالفها في المنهج وينافسها سياسياً كما فعلت مع حركة فتح عندما منعت أتباع هذه الحركة من إقامة صلاة الجمعة في الساحات العامة في قطاع غزة التي تسيطر عليها حماسـ لا نعلم لماذا لم يصلوا في المساجد وإصرارهم على الصلاة في الساحات العامة؟ ـ واستخدام العنف الجسدي المسلح الذي أسفر عن مقتل بعض أعضاء حركة فتح أما عندنا في الكويت فقد قامت الائتلافية باستخدام العنف الجسدي وإثارة الشغب مع كل من نافسها في الانتخابات الجامعية وكان آخرها ضرب زميل صحفي.
وتاريخ العنف الطلابي مع هذه القائمة يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي عندما سعت القائمة للسيطرة على مقاعد الاتحاد وقد استمر هذا العنف بين كل فترة وأخرى دون أن يكون هناك رادع بسبب نفوذ هذا الحزب في مجلسي الأمة والوزراء وقيام بعض أعضاء مجلس الأمة المنتمين للحزب بالضغط السياسي على إدارة الجامعة للتوسط لهؤلاء الطلاب المثيرين للشغب حتى لا تتم معاقبتهم ولهذا يعتبر قرار لجنة النظام الجامعي بفصل رئيس لجنة المستجدين في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت إثر اعتدائه على المحرر الصحفي قراراً حكيماً وجريئاً نتمنى من إدارة الجامعة أن تجعله بداية انطلاقة لعهد جديد للانضباط الجامعي بعيداً عن التعصب الحزبي لأن جميع أعمال العنف والشغب الطلابي في كليات الجامعة نابع من التعصب الحزبي السياسي الذي هو أشد من التعصب القبلي والطائفي على رغم أنها جمعياً منتنة.
بسبب خروج العمل الطلابي عن سيره الصحيح وصل الأمر إلى قيام بعض القبائل الكويتية بعمل إعلانات لإجراء انتخابات فرعية لخوض انتخابات كليات الجامعة والمعهد التطبيقي فهذه الممارسة نتاج للممارسة الخاطئة للقوائم الطلابية بمختلف اتجاهاتها لصبغ هذه الانتخابات بالعمل السياسي.
التصريح الصحفي لقائمة الوسط الديموقراطي في كلية العلوم الاجتماعية الذي قالت فيه ان سبب وجود الشعب المغلقة هو قرار تطبيق منع الاختلاط في الفصول الدراسية تضليل للجمهور خاصة الجمهور الطلابي لأن مشكلة الشعب المغلقة قديمة جداً قبل أن يصدر هذا القانون ويرجع السبب في قلة الهيئة الدراسية في الجامعة من جهة وعدم وجود مبان جديدة تستوعب ازدياد الطلبة فالحل الصحيح هو بناء مدينة جامعية متكاملة وتعيين أكبر قدر ممكن من الأساتذة الكويتيين وغير الكويتيين ممن تشهد لهم بالكفاءة والخبرة.
قد يقول البعض بأنني متحامل جداً على التيارات الإسلامية (الأحزاب السياسية الإسلامية) دون غيرها من تيارات أو أحزاب وهنا نوضح لهؤلاء بأنني ضد كل حزب سياسي لأن التحزب يعني الولاء لهذا الحزب دون غيره مما يعني إثارة الفتنة والخراب ولنا في الأحزاب السياسية العربية عظة أما تركيزي على التيارات السياسية الإسلامية كما تحب أن تطلق على نفسها لأن خطرها أشد على المجتمع من التيارات السياسية ذات التوجه الليبرالي والعلماني لأن هذه الأخيرة مكشوفة للعيان أما الأحزاب السياسية الدينية فهي مستترة بعباءة الدين لتحقيق أهدافها السياسية مدلسة على الشعب دينهم كونهم يصبغون كل عمل يعملونه بالدين حتى ولو كان بعيداً كل البعد عن المنهج الصحيح للشريعة الإسلامية.
تعليقات