نواب كتلة العمل الوطني يهوون اشعال الحرائق في كل اتجاه، هكذا يراهم فؤاد الهاشم ويثمن تدخل الخرافى لصالح العنزي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 28, 2007, 8:08 ص 562 مشاهدات 0
رسالة الخرافي و«بلطجية» الوطني..!!
فؤاد الهاشم
كل رجال المطافيء في العالم بأسره يعرفون ان هناك مرضاً نفسياً قد يصاب به شخص واحد من كل عشرة ملايين نسمة، ويبدأ عمره من العاشرة ـ او الثامنة ـ وحتى سن الثمانين اسمه.. «الرغبة في اشعال.. حريق»، ثم.. التلذذ بمشاهدة النيران ـ وسماع صوتها ـ وهي تأكل نفسها إن لم تجد.. ما تأكله! هذا في العالم الأول، أما ـ عندنا في العالم الثالث وداخل الكويت ـ فقد رزقنا الباري عز وجل بـ.. «كتلة» من النواب تسمى بـ «كتلة العمل الوطني» لدى عدد من أعضائها هذه الهواية الغريبة و..الشاذة في اشعال الحرائق في كل اتجاه.. وصوب! رسالة رئيس مجلس الأمة السيد «جاسم الخرافي» الى النائب العام بشأن الافراج عن النائب «خضير العنزي» دون سداد الكفالة المالية المطلوبة أخذت زخماً وحجماً كبيرا جدا، وجاء «عصاعص ورؤوس» من ـ ما يسمى ـ بالتجمع الوطني وأخذوا يتبارون في اشعال اعواد الثقاب ورش البنزين على هذه الرسالة وعلى صاحبها، واعتبروها.. «تدخلا في أعمال السلطة القضائية» ثم قاموا بزيادة النفخ ـ من «حمالة الكير» ـ فأصدروا بيانا «نددوا فيه بموقف الرئيس الخرافي ليكثر الحديث عن تلك «الرسالة الغامضة» التي اخذ الناس يبحثون عن تفاصيلها ومكوناتها وسطورها ـ ومنهم انا شخصيا ـ حتى نشرت بعض الصحف نصها، فاطلعت عليها، فإذا هي مليئة بكلمات الاحترام والتقدير والتوقير للقضاء الكويتي والثناء عليه، والتأكيد على عدم التدخل في مجرياته! بصراحة شديدة، لقد اعتقدت ـ لأول وهلة ـ أنها.. رسالة غرامية بعث بها الرئيس «الخرافي» الى «القضاء» برمته ولا علاقة لها.. «بالتدخل والتجاوز وتحويل مجرى سير العدالة».. الى آخر فذلكات وتنظيرات عشاق اشعال الحرائق في كل الفصول الأربعة! في ختام رسالته يقول «الخرافي».. «انه يرجو ان يتم الافراج عن العضو خضير العنزي بحكم وظيفته البرلمانية والتي تعتبر سندا كافيا لاتمام هذا الافراج»!! السلطة القضائية ـ مشكورة ـ تفهمت تلك السطور الجميلة وردت التحية بأحسن منها عندما اصدر النائب العام بيانا ـ أو تصريحا ـ أشاد فيه برئيس المجلس وبالدور الذي يضطلع به وبالأسلوب الذي اتبعه، وطريقة التفاهم الايجابية التي سادت روح العلاقة بينهما، وعلى هذا الأساس قبل النائب العام رسالة الرئيس وافرج عن النائب العنزي ودون كفالة مالية بعد أن أخذت النيابة بالرأي القانوني الذي يستند الى أن النائب «شخصية اعتبارية» ويمثل الشعب ويجوز ان يكفل نفسه!! انتهت المشكلة عند هذا الحد، ولعل النائب «خضير العنزي» يتعلم شيئاً من هذه التجربة تجعله يقتبس خيطاً من حكمة «الخرافي» وان استعمال الدماغ أفضل وأقوى بكثير من استخدام.. اللسان!!
.. «جاسم الخرافي» ـ برسالته هذه ـ فقد قام بصد كارثة عن البلد في مجال الحريات وحقوق الانسان لا تحمد عقباها لو أن النائب أودع السجن دون ان يدفع الكفالة، ليصبح عندنا ليس سجين رأي فحسب، بل عضو برلمان محبوس، وتلك مصيبة بحق الديموقراطية الكويتية ليتحول «خضير» ـ ليس الى بطل كويتي فحسبـ بل بطل عالمي اسمه «نيلسون مانديلا.. خضير»! يكفينا ملاحقة الكويت من قبل منظمات حقوق الإنسان في العالم وفي الأمم المتحدة ومن وزارة الخارجية الأمريكية حول «الخدم وتجارة البشر» فكيف نضيف الى ظهر بعيرنا.. قشة جديدة؟!
***
.. ما يسمى «بالتجمع الوطني» يذكرني عبر بعض أعضائه بتجمع «البلطجية» في قصص نجيب محفوظ داخل الحارة المصرية القديمة، فان كان المبتلى من جماعتهم، دافعوا عنه دفاع «القطوة عن عيالها» مثلما حدث مع النائب «محمد الصقر» حين أدين بالسخرية من سيدنا آدم عليه السلام فصدر عليه حكم بالحبس لمدة ستة اشهر مع النفاذ فأخذ ـ هو وجماعته ـ يردحون ويشطحون و«يتناقزون» ضد القضاء الذي كان عادلا معه فألغى حكم محكمة الاستئناف مبدأ حبسه فنفذ منها كما ينفذ «الجربوع» من تحت عجلات سيارة مسرعة على خط.. العبدلي ليلاً!
***
.. وبالمناسبة، فإن النائب «الصقر» يتحرك هذه الأيام في منطقة «الصليبيخات» لأنها دخلت ضمن دائرته الانتخابية مع التعديل الجديد، ويقف في نفس الوقت ضد أحد أبناء قبيلة لها وزنها ومكانتها في الدائرة، فهل هذا تصرف أرعن ـ كالعادة ـ من النائب أم ان روح العداوة المتأصلة والسارية داخل شرايينه ضد كل ما هو «مناطق خارجية» ما زالت.. تعمل؟!
***
.. الخلاصة: من الطبيعي ان يتعرض الرئيس الخرافي ـ وهو اطفائي الحرائق السياسية ـ لهذا الهجوم من مشعلي الحرائق، لكن رسالته الحكيمة كانت «خرطوم مياه باردة» أنقذت سمعة البلد و«الكتلة الاسلامية» أشادت به وبموقفه، وكذلك فعل كل شرفاء الكويت!
***
.. آخر المقال عبارة عن خبر جديد وطريف:
.. نائب «كويتي» بعث ببرقية الى وزارة الخارجية الايرانية يقول فيها ان رئيس تحرير جريدة يومية.. ضخم الجثة على استعداد لمنح السفارة الإيرانية في الكويت صفحة كاملة مجانية لتنشر فيها نفيا لما جاء في هذا العمود ـ قبل أيام ـ عن «اللقاء الايراني ـ الاسرائيلي» في «تايلند» عقب سقوط الطائرة التايلندية!
المفاجأة كانت كالتالي.. «وزارة الخارجية الايرانية.. رفضت الاقتراح رفضاً قاطعاً!! ونقول للنائب «الكويتي» ورئيس التحرير ـ بالفارسية ـ «بباخشى آغا»، ومعناها بالشامي.. «لا تواخذونا، وبدكم تسامحونا» و.. «هاردلك.. يا حظي»!!
تعليقات