من يتباكى أولا على الوحدة الوطنية يظن أنه بذلك سيخدع الأخرين بشعار المظلومية، لكن هذه الخدعة باتت مكشوفة للعقلاء.. مقطع من مقالة ضاري المطيري
زاوية الكتابكتب فبراير 4, 2010, منتصف الليل 1354 مشاهدات 0
«الوحدة الوطنية» أصبح شعاراً مخيفاً
الخميس 4 فبراير 2010 - الأنباء
هذه الأيام ما إن تقرأ افتتاحية صحيفة أو مطلع تصريح أو مقدمة مقال يؤكد على أهمية الوحدة الوطنية، أو يحذر من شق الصف الكويتي، إلا وتضع يديك الاثنتين على قلبك تحسبا لما ستقرأ بعد ذلك في صدر الموضوع وخاتمته التي قد تناقض أوله وتهدمه، وتظل تلهث بسؤال الله السميع العليم الستر والأمن والعافية، من تتمة التصريح وباقي المقال.
الكثير صار يضرب الوحدة الوطنية بشعار الوحدة الوطنية، ويشق الصف بمسمى وحدة الصف، ويسفه الآخر بدعوى احترام الآخر، وصارت القضية عند البعض هي امتثال المثل المعروف «طقني وبكى وسبقني واشتكى»، فمن يتباكى أولا على الوحدة الوطنية يظن أنه بذلك سيخدع الأخرين بشعار المظلومية، لكن هذه الخدعة باتت مكشوفة للعقلاء.
انظر على سبيل المثال إلى مقترح طلب جلسة خاصة للوحدة الوطنية، وانظر كيف يتجرأ القاتل فيمشي في جنازة القتيل، انظر إلى بعض الأسماء التي موه بها المقترح لترى أن منهم الطائفي الذي لا يرى سوى أبناء طائفته، ومنهم الطبقي الذي يرى الناس كلهم «لفو» إلا ربعه، وبعدين يقولون وحدة وطنية، أي وحدة وأي بطيخ!
وانظر إلى تصريحات البعض ومقالاتهم، فأحدهم عودنا في تصريحاته الكثيرة التي تجلب الصداع بالتأكيد على ولائه المطلق للكويت قيادة وشعبا، والحث على أهمية رص الصفوف وضرورة احترام الآراء المخالفة، ثم يختم تصريحه بوصف خصومه بمبغضي الحسين بن علي رضي الله عنه، وسبحان الله من هم مبغضي الحسين؟ وأين هم؟ ولماذا لا يسمهم؟ وهل هناك مسلم حقيقي لا يوالي الحسين وأبا الحسين وجد الحسين صلى الله عليه وسلم؟! ولو قدر وجود مثل هؤلاء في مجتمعا الكويتي المحافظ والأصيل، ألا يحق لهم أن تحترم آراءهم ووجهات نظرهم كما يزعم صاحب التصريحات، خاصة أنه دائما ما يضع يده في أيدي منكري نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الملل الأخرى تحت مسمى وحدة الأديان.
أخيرا:
صدام حسين دش الكويت بشعار تحرير فلسطين! وبوش وهق الجيش الأميركي في أفغانستان والعراق بشعار نشر الديموقراطية والحرب على الإرهاب! ونحن في الكويت على أبواب فتنة طائفية خطيرة تحت شعار الدفاع عن الوحدة الوطنية تارة، وحرية الرأي والصحافة تارة أخرى، ومشكلتنا ومصيبتنا من الذي لا يتعلم من أخطائه ولا من أخطاء غيره.
تعليقات