ذعار الرشيدي يستغرب الهجوم على غزفة التجارة وتصويرها كأنها عدو الشعب رقم واحد، وأن البعض يريد ضربها كما ضرب «مشروع الآنة»
زاوية الكتابكتب يناير 29, 2010, منتصف الليل 1258 مشاهدات 0
الكليب و«مشروع الآنة» وضرب غرفة التجارة
الجمعة 29 يناير 2010 - الأنباء
لم أملك يوما في حياتي بقالة ولا حتى بسطة ولم أفكر في ممارسة التجارة رغم أنها ?يروس حميد يجري في دماء جميع الكويتيين، ولا أعرف أين يقع مقر غرفة تجارة وصناعة الكويت، ولكنني أعرف المنطق بل وأعشقه وأصبح وأمسي عليه، فلا شيء أعترف به لوزن الأشياء التي تختلف علي سوى المنطق.
وما أثاره أخيرا النائب الفاضل د.حسن جوهر حول وضعية الغرفة أمر مشروع له كنائب ليتساءل بوصفه نائبا ائتمنته الأمة ليكون رقيبها ومشرعها، ولا غبار على تساؤل جوهر ولكن الغبار كل الغبار جاء بعد ما أثير وراء الإجابات التي وردت على سؤال جوهر من قبل البعض، فهناك من تناول مانشيتات إجابات أربعة وزراء حول وضعية الغرفة وبدأ يصور «الغرفة» التي تجمع تجار الكويت وكأنها خارجة على القانون، بل حامية حمى الخروج على القانون، ولا أعرف سببا للهجوم على الغرفة وبهذه القوة والشراسة إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها.
صورت الغرفة وكأنها عدو الشعب رقم واحد، ولم يتبق لمتلقفي الإجابة سوى طباعة صور وأسماء تجار الكويت على ورق لعب والمطالبة بالإطاحة برؤوسهم والقبض عليهم ومحاكمتهم علانية.
الغرفة قامت بمرسوم ولمنفعة عامة وما زالت قائمة ولم تتعارض مع القوانين اللاحقة، هذا على الأقل ما تقوله جميع المجالس النيابية منذ العام 1962 حتى اليوم وإلا لكان جميع أعضائها كاذبين مقصرين وهو ما لا يمكن أن يقنع أحدا، وغرفتنا شأنها شأن جميع الغرف التجارية في جميع بلدان العالم مؤسسة نفع عام غير ربحية بشخصية اعتبارية مستقلة وتمثل القطاع الخاص «يوجد هذا التعريف في جميع غرف دول خلق الله»، وما حصل خلال اليومين الأخيرين حول محاولة النيل من الغرفة أو استهدافها لأسباب لاتزال حتى اليوم خفية، يذكرني بحكاية رواها لي العم د.صالح العجيري عن «مشروع الآنة» الذي قام به التاجر المعروف المرحوم سلطان الكليب عام 1935، وكان المرحوم الكليب قد أطلق مشروعه عندما وجد أن كثيرا من المتسولين يقصدون السوق القديم ويقومون بالطواف على التجار في محلاتهم طلبا للمساعدة ورأى الكليب أنه لا يعرف من الصادق ومن الكاذب من هؤلاء المتسولين ومن المحتاج ومن المدعي، فجاء بفكرة الصناديق المغلقة «حصالات تبرعات» وأسماها «مشروع الآنة» وتطوع معه عدد كبير من شباب الكويت لحمل تلك الصناديق المغلقة والطواف بها على التجار وعلى كل تاجر أن يضع آنة واحدة فقط في الصندوق على أن تعاد الصناديق بمعرفة الكليب والشباب المتطوعين معه لتوزيعها على الفقراء، وبدأ المشروع ينجح ويمنح كل ذي حق حقه واختفى المتسولون المدعون وارتاح التجار ورواد السوق، غير أن بعض التجار من البخلاء ومعهم لفيف من الحساد لم يعجبهم هذا المشروع الخيري وأطلقوا إشاعة مفادها أن «سلطان الكليب حكم في الكويت وبدأ يجمع الضرائب» وبدأوا يرددونها ويروجون لها حتى تم إلغاء مشروع الكليب الخيري ومات مشروعه في سنته الأولى، فقط لأن البعض كان لا يريد أن يدفع الآنة أو حسد التاجر الخير الكليب على مشروعه الخيري.
«الغرفة» اليوم وبعد أكثر من 50 عاما من التوافق الضمني عليها حكوميا وشعبيا يريد البعض ولهدف لايزال غير مفهوم أن يضربها كما ضرب «مشروع الآنة» وإن كان مشروع الآنة قد ضربه الحسد والبخل فضرب الغرفة اليوم لا هدف أراه يلوح في الأفق له إلا إذا كان جزءاً من صراع يخلط السياسة بالتجارة، وهذا ما لا أتمناه.
تعليقات