رحلة شقا مسلسل ملهم للعبر الإنسانية. بعض ما كتبه سامي خليفه

زاوية الكتاب

كتب 1037 مشاهدات 0


 
«رحلة شقا»!
أثبتت المسلسلات الاجتماعية المحلية وبعض البرامج الترفيهية المنوعة التي تبثها يومياً، ومازالت، القنوات الفضائية الكويتية، حجم التدني في المستوى القيمي للعاملين بالوسط الفني عموماً للأسف الشديد! فالأعمال الدرامية المعروضة متمردة على العادات ومتجرئة على الأعراف، ومنتهكة للتقاليد الطيبة، التي جبل عليها أهلنا في الكويت إلى درجة أظهرت لنا جيلاً جديداً من الفنانين غير المنتسبين إلى ذوق ولون العوائل والأسر الكويتية المتعففة والمحافظة، وهي الغالبية الساحقة والسواد الأعظم في المجتمع، وبقدر حالة التعطش التي يعيشها أبناء الأسر لمشاهدة ما هو جديد الدراما المعروضة في هذا الشهر المبارك جاءت حالة الإحباط التي انتابت أسرهم جراء كم التفسخ والتحلل فيها من جانب، وما يخدش الحياء والحشمة والعفّة!
وما يؤسف أن تغض المؤسسات القيمية، الرسمية منها والأهلية، النظر عن تلك التجاوزات الصارخة التي تهز المجتمع وتؤسس لتغيير سلبي للغاية قد لا يحمد عقباه مستقبلاً حين يتصدى من يفتقد إلى القيم لمعالجة قضايا ومشاكل يعاني منها المجتمع، أو أن تتصدى بعض شركات الإنتاج التي تميل إلى الإثارة من أجل الكسب المادي الرخيص على حساب قيم المجتمع المحافظة ومبانيه العقائدية، وبالتالي لا نملك سوى أن نصرخ في آذان المعنيين طالبين منهم التدخل لوقف هذا البعض الذي لا يملك في نظري أهلية التصدي، واستعمال أسلوب الوقاية من خلال الردع القانوني وغيرها من الوسائل الأخرى التي تحمي شهر رمضان المبارك من هكذا برامج!
وأمام هذا الكم الكبير من الترهات باسم الفن والإبداع، نستثني دراما اجتماعية تبث يومياً على حلقات في تلفزيون أبو ظبي بصورة جادة ولغة هادفة من دون أن تطرق باب الإثارة الرخيصة، وباسم «رحلة شقا». هذا المسلسل الذي يتحدث عن معاناة فئة «البدون» في المجتمع الخليجي عبر تسليط الضوء على قصة عائلة سحبت منها الجنسية، واستعراض كم المشاكل التي تواجهها وحجم المعاناة التي يعانيها أفرادها بصورة يمكن استلهام عبر إنسانية يمكن لها أن توعي المجتمع وتلفت أنظاره إلى هذا الجزء المهم من مجتمعنا.
نعم، نريد مسلسلات اجتماعية هادفة تسلط الضوء على مشاكلنا لتعالجها بروح مسؤولة، ولا نريد مسلسلات اجتماعية هدفها الإثارة من أجل الكسب المادي الرخيص. ونريد البرامج الترفيهية المسلية، ولكن لا نريدها على حساب انتهاك أعرافنا وتقاليدنا وقيم مجتمعنا، والله من وراء القصد.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك