حسن كرم ينتقد العطية

زاوية الكتاب

كتب 646 مشاهدات 0



الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يمثل رأي من..؟!
كتب:حسن علي كرم
الوضع في العراق ليس مأزقا وحيدا وقع فيه الامريكيون وحدهم ولا همّا يتلظى بناره الامريكيون وحدهم، وانما مأزق وهمّ تتقاسم فيه دول المنطقة كلها بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي الست وعلى الاخص الكويت والسعودية، بل بات هما ومأزقا لمعظم بلدان العالم، ولو لم يكن كذلك، لما كان هذا الاهتمام، ولما كانت مؤتمرات تعقد ومؤتمرات تنفض وكل ذلك والمحور واحد وهو العراق والوضع الخطير في العراق، وامريكا عندما جلبت قواتها الى المنطقة ودخلت الاراضي العراقية واطاحت بالنظام الصدامي العدواني المستبد وحررت الشعب العراقي من شماله الى وسطه الى جنوبه من ظلم وجور النظام البعثي، لم تفعل ذلك في معزل عن بلدان المنطقة أو في غياب التفاهم والاتفاق على تفاصيل الخطة، فكل دول المنطقة لعبت الادوار التي كانت مطلوبة منها من تقديم المساعدات والتسهيلات إن على الارض أو في الجو أو في البحر.
بمناسبة اعلان الرئيس الامريكي بوش في شأن مقترحه الخاص بعقد مؤتمر للسلام في واشنطن في الخريف المقبل لبحث قضية الشرق الاوسط، سارع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد عبدالرحمن العطية الى اصدار بيان صحافي نشرته الصحف في نهاية الاسبوع الماضي، يوضح فيه موقف دول المجلس من المؤتمر الموعود، ولعل ابسط ما يمكن وصف البيان انه يخلو من العمق السياسي، يقول السيد العطية في بيانه »ان المجلس (يقصد مجلس التعاون) يريد ان يكون مؤتمر السلام الذي دعت واشنطن الى عقده شاملا ومتوازنا وألا يكون (وهنا بيت القصيد) هدفه مساعدة الامريكيين على الخروج من المأزق العراقي وفي مكان آخر من البيان يبدي خشيته من ان يكون الهدف من المؤتمر »ربط تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط بتطورات الوضع في العراق في محاولة لاستقطاب الدول العربية (؟؟) لمؤتمر هدفه الحقيقي المساعدة في الخروج من المأزق العراقي«.
يجدر بنا هنا ان نسأل هل بيان الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي هذا يمثل رأيه الشخصي ام يمثل رأي الدول الست في المنظومة أم يمثل رأي بعض دولها؟ ذلك ان هذا البيان يذكرنا بشروط المشنوق صدام حسين عندما ربط انسحاب قواته من الكويت بانسحاب سورية من لبنان واسرائيل من فلسطين وذلك بهدف خلط الاوراق وتعطيل الانسحاب من الكويت، لا علاقة لقضية الشرق الاوسط بالمأزق العراقي، فكل قضية تبعد عن الاخرى، واذا كان هدف مؤتمر السلام المقبل استقطاب الدول العربية (حسب بيان العطية) لمساعدة امريكا في الخروج من المأزق العراقي، لمَ لا، هل يسيء الامين العام مساعدة الدول العربية في حل المسألة العراقية؟ وهي مسألة كل الآراء تجمع على انها خطيرة تهدد امن واستقرار المنطقة وبخاصة دول الجوار..؟
لعل بيان السيد العطية يشعرنا كأنه لا يريد حل المأساة العراقية نكاية في الامريكيين رغم معاناة العراقيين اليومية ومتجاهلا خطر الوضع هناك على دول المنطقة وبخاصة دول المنظومة الخليجية التي هو امينها العام، ثم ليت العرب تحركهم الحمية والشهامة العروبية المضرية فيهبوا لمساعدة اخوتهم العراقيين وحل معاناتهم، فالامريكيون لن يغيظهم اذا ما سارع العرب لنجدة اخوتهم العراقيين لأن الفائدة في النهاية ستصب في مجرى الجميع، ولكن اين يكمن هذا الحل العربي، اذا كان بعض عرب الجوار وبعض عرب الخليج بدلا من مساعدتهم على اطفاء النيران في العراق يساعدون على تأجيجها ويزيدون معاناة العراقيين..!!
قد لا يكون مؤتمر السلام المقبل الفصل الاخير والخاتمة السعيدة لقضية طالت فصولها المأساوية ولكن رفض حضوره أو ربطه بقضايا اخرى قد لا يكون ايضا معقولا أو منطقيا، وعليه نرجو الا يكون بيان السيد العطية صدا لتصريحات مماثلة يطلقها من حين لآخر الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك