قاعدة نووية إسرائيلية متحركة في الخليج
عربي و دولييناير 25, 2010, منتصف الليل 7979 مشاهدات 0
في صيف عام 2000م قامت غواصة من سلاح البحرية الاسرائيلي من طراز دولفين Dolphin قرب سريلانكا بإطلاق صاروخ جوال cruise missile فدمر هدفه القابع في سكينة مثلنا على بعد ألف ميل.
والدولفين غواصات هجومية، تعمل بالديزل والكهرباء بصمت لتنفذ عمليات المراقبة تحت الماء أولانزال الضفادع البشرية لمهاجمة الموانئ، والتعرض لخطوط المواصلات،وهي مناسبة للعمل في أعالي البحار وفي المياه الضحلة ايضا. وتتسع لطاقم من 35 رجل، و سرعتها القصوى 20 عقدة ومدى عملياتها 4500 كلم. وتستطيع البقاء تحت الماء 90 يوم، ومسلحة بقواذف عيار 533 ملم و 650 ملم، وبالصاروخ الإسرائيلي الجوال بوباي Popeye Turbo القادر على حمل رؤوس نووية كالذي نجح في تجربة سريلانكا .
ومنذ ان نزع وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس في نهاية عام2006م غطاء سرية القدرة النووية الاسرائيلية في شهادة له امام لجنة علنية في الكونغرس، تبنت اسرائيل عقيدة الردع النووي Nuclear Deterrence على لسان رئيس وزرائها السابق إيهود المرت بقوله مهددا ايران “I rule nothing out.”
وفي زمن انضواءنا تحت مظلة مبادرة اسطنبول بشروطها الرمادية، وانشغالنا بالمعارض التسويقية للسلاح الغربي في المعارض الجوية في دبي والمنامة، والمؤتمرات الخطابية في حوار الخليج وأمن الخليج وغيره،و في زمن القوة الناعمة كما تريد اقناعنا السيدة كلنتون،وفي غمرة أنشغالنا بالمشهد السياسي الاقليمي بضجيجه الذي غطى على المشهد العسكري بادواته التي هي اصدق إنباء من الكتب كما قال ابو تمام. في غمرة ذلك كله تحدثت وسائل الاعلام قبل اسبوع عن ان اسرائيل في طريقها لنشر عدد من الغواصات من طراز دلفين Dolphin المانية الصنع في مياه الخليج العربي.
إن من يدرج مايجري تحت مظلة استعراض القوة ضد ايران فقط يعيش واهما. ففيما يشبه التشفي أوردت عدة وسائل اعلام عربية وخليجية مايصور ايران وهي في حالة هلع جراء اقتراب تجول الغواصات الاسرائيلية في المنطقة ، فهل وصلت بنا حالة بلادة الاحساس بالخطر لدرجة بعد التهديد عن المنطقة كلها؟فكيف تجاهلنا إدراج اسرائيل بعلانية لسلاح الغواصات لتنفيذ عقيدتها النووي؟.
لقد سبق لغواصات سلاح البحرية الاسرائيلى الخمس من النوع نفسه أن قامت بمناورات في البحر الاحمر عابرة قناة السويس للوصول الى مياه بحر العرب للتقرب من اهدافها في الخليج العربي والاحاطة بنا لنصبح وجها لوجه مع عدو طالما اعتبرناه بعيدا ، فهي وسيلة مثالية للتهديد لانها تجعل الأهدافها أكثر قرباً وأقل كلفة، مقارنة بالممرات الجوية الشاقة فوق دول المواجهة .
إن السلاح الوحيد المضاد لسلاح الغواصات هو سلاح الغواصات نفسه أو طائرات الهليوكبتر القناصةللغواصات،ومع تركيز دول الخليج بشكل رئيسي على سلاح الجو كوسيلة ردع وحيدة، نلاحظ انكشاف مشين وقصور غير مبرر في تطوير البحرية الخليجية لمقاومة الغواصات ليس الاسرائلية فحسب بل وحتى الايرانية من صنف كيلو المحدودة القدرات،فطائرات الهليوكبتر في دول الخليج العربي مصممة للبحث والانقاذ ومهاجمة الدروع وكسح الالغام ومهاجمة قطع السطح البحرية،وليست مجهزة لكشف وتدمير الغواصات.أما لسلاح الغواصات فلا تملك البحرية الخليجية إلا طموح من قبل المملكة العربية السعوية الشقيقة مازال في طور المشروع . وعليه فإن قاعدة الصواريخ النووية الإسرائيلة المتحركة في الخليج ليس تهديد لايران فحسب كما تصوره اسرائيل، بل إخلال لامن الخليج وانتهاك لطروحات عقيمة عدة حول جعل منطقة الخليج منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل .
تعليقات