ليستمر الحوار قبل عروبة الخليج أو فارسيته

عربي و دولي

2720 مشاهدات 0


لا نتفق مع من ينكر إن لاخواننا  في جمهورية ايران الاسلامية حق في الخليج،بل أزعم كما كنت أقول لاستاذي في اللغة الفارسية إن كل ذرة اكسجين في مياهه هي فارسية بما تحتويه من بروتونات ونيونرونات والكترونات، لكن كل ذرتي هيدروجين في تكوينه هي عربية ،مما يعطينا حق تسميته بالخليج العربي دون حاجة للرجوع لادلة حفظها اطفالنا في المدارس. ورغم قناعتي بعروبة الخليج إلا ان خبرا قصيرا  قد لفت انتباهي، و مفاده ان نائبا كويتيا يحتج على حضور استاذ جامعي كويتي لملتقى يعقد في طهران  ويشير اسمه الى أن الخليج فارسي .

  وهنا نشير الى انه قد عقد في طهران يوم امس 'ملتقى الخليج الفارسي الدولي التاسع عشر' تحت شعار 'الخليج الفارسي التحديات والآليات الأقليمية' ويحتوى جدول اعماله على مواضيع عدة ،منها  ما يتعلق بالبيئة باعتبارها محورا للتعاون الاقليمي بين ايران ودول مجلس التعاون ، لكن عقلية الهجوم الايرانية كانت مسيطرة على تفكير وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي الذي أعلن ان إقامة الجزر الصناعية النفطية التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة هي تلويث للبيئة،متناسيا ان الزيت المحتمل تسربه منها لن يقتل 30 مليون نسمة في يومين كما هي الحال لوتسرب اشعاع من مفاعل بوشهر المقابل لتلك الجزر.ونطرح عليه حل بديل وهو إعادة ابوموسى والطنبين لابوظبي  لتكون مصبات نفطية حتى لايزعجه تلوث الخليج . كما ضمت اجندة الملتقى موضوع أمن واستقرار الخليج والتوجهات والتحديات الاقليمية ،وموضوع التوسع العسکري باعتباره تهديدا لاستقرار وامن الخليج ، وكذلك آثار الازمة المالية العالمية على دول المنطقة ، ثم  الاستقرار في العراق باعتباره محورا للتعاون الاقليمي .

 نعود لموضوع الاحتجاج على زيارة الاستاذ الكويتي لطهران، فنبين أن الملتقى المشار اليه هو التاسع عشر،مما يعني عقده على مدى السنوات الطويلة الماضية، كما يعني حضور هذه المؤتمر في السنوات الماضية من قبل مفكرين أجانب وعرب و خليجيين .  فقد شارك في المؤتمر الحالي خبراء ومفکرون وشخصيات من 16 دولة مختلفة، وقدم فيه  بحوث يسيل لها لعاب الباحث في العلاقات الدولية  لفهم العقلية الايرانية في عصر الجمهورية الاسلامية ، بل إن الباحث الخليجي هو أول الشغوفين بمعرفة ماطرح هناك، ولماذا الاصرار على  تحدي العالم ، ثم لماذا فارسية الخليج . وقد وصل الى الامانة العامة للملتقى 70 مقالا لمفکرين ايرانيين ، بالاضافة الى25 بحثا اجنبيا  من بين مشاركين من المانيا ورومانيا وفرنسا واليابان والکويت والبحرين وقطر وعمان وسوريا ولبنان ومصر والسودان والصين بالاضافة الى مفکرين من روسيا والهند وباکستان.

 لقد كتبنا في جريدة  الالكترونية مايزيد على 50 مقالا عن ايران فقط ضمن محور أمن الخليج ،ولم يكن فيها ماينم عن ارتياح لسياسة ايران الخارجية تجاه دول الخليج العربي،لكن حجم إدراكنا لعروبة الخليج يوازيها حجم قناعتنا بأن أمن الخليج العربي مرتبط بمدى النجاح في بناء جسور الحوار ثم التفاهم ثم الثقة على جانبي هذا البحر الغني بخيراته وتناقضاته .

إن تطرف القوميين الفرس المنكرين عروبة بعض اجزاء الخليج  لايقل عنه تعنت من يستكثر أن يرى مشاركة باحث كويتي او خليجي في التواصل العربيالايراني. فماذا لو كانت ورقة عمل الباحث الكويتي  لاقناع الايرانيين  بعروبة الخليج، أوفكرة لفتح آفاق أرحب للتعاون بين الطرفين . ولماذا لم يتم رجم الاستاذ الدكتور الفاضل  عبد الله النفيسي أو المفكر الاسلامي الكبير فهمي هويدي فقد شدا الرحال مرارا الى طهران، وما اكثر من سيتم رجمهم بناء على هذه المعادلة القاصرة ، فقد شارك الكثير من باحثي ومحللي  العلاقات الخليجية  في عدة مؤتمرات دولية كانت تعقد تحت عناوين انجليزية  من ضمنها  كلمة الخليج الفارسي  Persian Gulf ولم ندرك حينها أن لاءات  العرب الشهيرة التي اقرت في  قمة الخرطوم عام 1967م و تضمنت 'لا للاعتراف بإسرائيل، ولا للتفاوض معها، ولا للسلام معها' لا زالت قائمة وتشمل جمهورية ايران الاسلامية . فهل سوف نشاهد قريبا عناوين  ' تم إلقاء القبض عليه حال عودته من مؤتمر..كذا .. ' كما في عصور الانحطاط العربية، لتضاف الى قيود الحريات الفكرية الاخرى المزمع سنها قريبا في الكويت  ؟ .

د.ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك