تسجيل الهوسات ـ برأي عزيزة المفرج ـ يوفر للدولة فرصة ذهبية للوقوف في وجه النواب الذين لا يوجد على لسانهم سوى تجنيس البدون
زاوية الكتابكتب يناير 19, 2010, منتصف الليل 1474 مشاهدات 0
زواج كـعيبـــري
كتب عزيزة المفرج
فقط لوحة كبيرة لصدام ما كان ينقص ذلك الحفل العراقي، المتخفي بقناع البدون الذي جرت فعالياته في أحد المناطق الكويتية، الذي انتشر تسجيل له على اليوتيوب انتشار النار في الهشيم. حاضروا حفل الزفاف، شباب، في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم، أي أنهم من مواليد السبعينات والثمانينات، أي أنهم يمثلون الجيلين الثاني والثالث للبدون من جيل الآباء ممن وفدوا إلى الكويت في الستينات، وقاموا بإخفاء ثبوتياتهم للتمتع بالمعاملة المماثلة للكويتيين في ذاك الوقت الذي اختفت فيه البصيرة. هذان الجيلان من مواليد الكويت، وحسب الادعاءات المكتوبة و(المقيولة)، أنهم يحبونها، ويحملون الولاء لها، ويستحقون جنسيتها، وأنهم لا ينتمون لبلد آخر غيرها، فإذا كان المحبون، الموالون، المستحقون، يبدون لهجة وسلوكا وعاطفة كأنهم قد وصلوا للكويت للتو من البصرة والناصرية وأبو الخصيب وباقي مناطقهم هناك، فماذا نقول عن الآباء الأولين جماعة مسيلمة الكذاب، ممن يدعون أنهم ليسوا عراقيين، ولكن بدو رحل، أدى ترحالهم في البادية إلى حرمانهم من نيل الجنسية الكويتية. من شاهد التسجيل رأى تلك التهويسات والدبكات العراقية من نوعية (ها خوتي ها) التي تذكرنا بزمن الاحتلال العراقي للكويت، مضافا إليها نفحات من قلة الأدب الطائفية. هؤلاء الناس ممن يدعون تبعيتهم للكويت ملأوا الدنيا صراخا وضجيجا، و(صكو راسنا) بالأكاذيب بأن الكويتيين يحرمونهم حق العيش، ويمنعون عنهم حق التعليم، ولا يعطونهم حق العلاج، ولا يسمحون لهم بالزواج، وحتى الموت لا يخلو من إيذائهم، فإذا بهم يتمتعون بجميع هذه الميزات، ولولاها لما كان لهم وجود من زمان، ولما كان لدينا شباب بعشرات الآلاف من أبنائهم بتلك الأعمار، يمثلون خطرا شديدا على الكويت، بتشجيع من بعض نواب الأمة الذين لا يرون بأسا في خروجهم بكامل عددهم على الدولة، والتجمع أمام مجلس الأمة لانتزاع حقوقهم من الكويت، وكأنهم أبناؤها لا أبناء بلدانهم الأصلية. أنا، كنت من ضمن ممن ينادون بمنح هؤلاء حق الإنسانية من تعليم ووظائف تؤمن لهم العيش الكريم، مع معرفتي بأن الدولة ممثلة ببعض مؤسساتها ومعها الشعب الكويتي غير مقصرين معهم وإلا لما ظلوا متشبثين بالبقاء على هذه الأرض مع جميع ما يدعون من مضايقات لهم، ولكن الانطباع المخيف الذي يخرج به من يشاهد ذلك التسجيل يجعله حذرا مما يطالب لهم فيه. هذا التسجيل يوفر للدولة فرصة ذهبية للوقوف في وجه النواب الذين لا يوجد على لسانهم سوى تجنيس البدون، وحقوق البدون، من أجل خاطر أقاربهم من تلك الفئة، مع رفض مطالباتهم تلك، فليس من صالح الكويت أن يصبح أكثر شعبها من العراق، وalready لدينا منهم ما يكفي، وعليه نرجو من النواب بورمية وعسكر العنزي والدقباسي وغيرهم من الحاملين لراية البدون أن يضعوا مصلحة الكويت وشعبها قبل أي مصلحة أخرى، كما نرجو عدم التشكيك بهذا التسجيل كما هو متوقع، فلم تفقد الكويت مئات من مواطنيها على أيدي العراقيين ليأتي هؤلاء النواب ويكافئوهم بالتجنيس، ومشاركة الكويتيين في أرزاقهم. ليكن لديكم قرار واضح، وحازم؛ من يريد منهم أن يخرج ثبوتياته الأصلية ويعمل بها فحبا وكرامة، ومن يدعي عدم امتلاكها فالكويت تتعذّره، وأرض الله واسعة.
تعليقات