الكويت في دراسة أمريكية

محليات وبرلمان

الأمن، الاصلاح ،والسياسة الأميركية

2685 مشاهدات 0


 

 

في 9 من ديسمبر2009م كتب  كينيث كاتزمان Kenneth Katzman  المختص في شئون الشرق الاوسط  تقرير بعنوان 'الكويت:الامن،الاصلاح ،والسياسة الاميركية.' Kuwait: Security, Reform, and U.S. Policy' وهو عضو في مؤسسة خدمة ابحاث الكونغرس الاميركية  Congressional Research Service المعروفة بتقديم ابحاث للمشرعين الاميركيين نظير مائة مليون دولار في العام.

يضم التقرير المكون من 11 صفحة عناوين عدة منها النزاع بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية في الكويت ، ازمة 2009م السياسية ثم الانتخابات ،قضايا حقوق الانسان ،التعاون الاميركي الكويتي في العراق ، وتحت عنوان رئيسي قضايا السياسة الخارجية  نجد هناك العراق ،الصراع العربي الاسرائيلي ،التعاون ضد التطرف الاسلامي ،ثم السياسة الاقتصادية ، كما ضم التقرير مقدمة مختصرة ، خريطة الكويت وجدول بتشكيلة مجلس الامة 2008-2009م بناء على الانتماء وجدول آخر بالمساعدات الاميركية للكويت واغراضها ، واخيرا معلومات للاتصال بالكاتب .

في ملخصه يذهب التقرير الى إ أهمية الكويت تأتي من دورها  المحوري في  قضية التدخل الاميركي في العراق لفترة عقدين من الزمن . كما يقول بأنها تمر بازمة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية بسبب الهيمنة السياسية لبيت الحكم. ويضيف التقرير في مارس 2009م قادت المماحكات الى حل دستوري للمجلس هو الثاني له خلال عام واحد وقد قاد الحل الى انتخابات جديدة في 16مايو2009م .

الشلل السياسي ادى الى إلغاء وتأخير مشاريع طاقة رئيسية ، منها ماكان من نصيب شركات طاقة اجنبية، كما عطل اجراءت اقتصادية كان على الكويت القيام بها لتجاوز ازمة التمويل والاقتصاد العالمية . ويضيف لقد جاء المجلس الجديد بخمسين عضوا بينهم وجوه جديدة عدة واربع نساء هي المرة الاولى لهن في الوصول الى البرلمان منذ ان اقرت الحكومة حقوقهن السياسية في عام 2005م . لكن المجلس الجديد لم يؤدي للحد من الخلاف السياسي، أو التقدم في انجاز مشاريع حيوية، مع بقاء امكانية حل المجلس  والدعوة لانتخابات جديدة كأمر قائم  .

في مجال دورها الاقليمي تراجعت الكويت عن المملكة العربية السعودية، وبقية دول مجلس التعاون التي ظهرت اكثر تحركا في الساحة . حيث لم يكن للكويت دور يذكر  في القضية الفلسطينية، أو في قضية دور ايران في امن الخليج العربي والترتيبات السياسية هناك .

 أما مع العراق فقد قامت الكويت ببناء صلات بزعماء عراقيين من مختلف الاطياف السياسية ،كما ان للكويت مشاركات ايجابية هناك،لكن البلدين لا زالا مختلفين حيال كيفية اغلاق ملف الامم المتحدة في مرحلة مابعد صدام .

خطورة التقرير تأتي من كونه مصدر مهم  للمعلومة للمشرع وراسم السياسة الخارجية الاميركية، وما يقلقنا هو عدم الدقة في بعض النقاط التي سطرها الكاتب وهو بالمناسبة من  موظف سابق  لوكالة المخابرات المركزية الاميركية مما يعطي طروحاته طبيعة المؤامرة ، بل ان جل بياناته مستقاة من تقارير الوكالة التي لا يثير اهتمامها  الجاوانب الايجابية في نظرتها للدول .كما يؤخذ عليه عدم الاختصاص في الشئون الكويتية تحديدا ، حيث كتب في المقاطعة الاميركية لليبيا وايران ،وله اوراق عن المنظمات الارهابية ، وفي حرس الثورة الايراني .

من نقاط عدم الدقة في تقرير كاتزمان  Kenneth Katzmanتصويره العلاقة بين فرعي جابر وسالم في اسرة الصباح الكرام  بأنها مستمرة في حالة' ما تحت درجة الغليان' . كما ان وزير الاشغال اسمه فادي صفر ،كما لم يكن استجواب وزير الدفاع بناء على تهمة  قضايا فساد في  عملية شراء الاسلحة  كما ذكر المحلل . و يذهب  المحلل لتقريرالى ان الجمود الحالي يمكن تحريكه -كما يرى البعض- بتعديلات دستورية تؤدي الى الحد من نفوذ الاسرة الحاكمة لصالح مجلس الامة ،لكن لا مؤشرات على ان الاسرة الحاكمة سترضى بتحجيمها . وفي مجال حقوق الانسان يرى كاتزمان ان حكومة الكويت لا زالت عاجزة عن حل قضية الاتجار بالبشر وان الكويت في اسوأ مراتب التقييم وهي الثالثة “Tier Three” .كما ان هناك كما يقول قضية كبيرة اخرى يتم تجاهلها في الكويت  وهي  قضية العنف ضد النساء . وفي العلاقة مع العراق يذهب المحلل الى ان تعيين الفريق الركن علي المؤمن  كسفير للكويت في بغداد ليس لكونه الرئيس السابق لمركزالمساعدات الإنسانية  بل هو اعتراف كويتي  بأن العراق قد اصبحت تحت السيطرة السياسية الشيعية .

 ولعل من نافلة القول الاشارة هنا الى ان مستقبل العلاقات الكويتية مع الدول الفاعلة والمنظمات الدولية تعتمد الى حد كبير على دراسات مستقاة من مراكز الابحاث والدراسات، وفي غياب التشجيع الحكومي لمراكز الابحاث المحلية والاقليمية لتكون مصدر صادق و قريب من صنع الحدث  لصانع السياسة المحلي والغربي فإن العواقب هي نمو دور مراكز الابحاث الغربية والتي إن لم تتبع أهواء دولها والقائمين عليها فسوف تكون ضحية القصور في فهم حقيقة مايجري  واستيعاب خصوصية كل دولة .

د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك