فترة مجلس الامة الماضية ابرزت لنا روحا عدائية غير مبررة لبعض الاعضاء، لذا قرر مرزوق الحربي الصيام سياسيا
زاوية الكتابكتب سبتمبر 23, 2007, 12:37 ص 579 مشاهدات 0
اللهم إني صائم.. سياسيا
مرزوق فليج الحربي
في رمضان تهدأ النفوس وترق القلوب وتخشع الجوارح وتصفد مردة الشياطين وتفتح ابواب الجنان وتغلق ابواب النيران ويطمئن الانسان ويعيش في جو روحاني بديع فلا تسمع من الناس الا الكلمة الطيبة والتهنئة بتقبل الصيام والقيام.
ووسط هذا الجو المفعم بالايمان ندعو الله ان تعم رحماته على امتنا الاسلامية عامة وعلى وطننا خاصة وعلى جميع اهله ونخص منهم الاخوة اعضاء مجلس الامة وندعو الله بتقبل صيامهم وقيامهم. وندعوهم لمحاولة العيش مع هدوء هذا الشهر الكريم وان يقللوا من تشنجاتهم وهجومهم، وان يصوموا سياسيا مثل صيامهم الايماني، وان كان البعض يطلق مصطلح »الاسلام السياسي« بزعمهم على العمل السياسي للجماعات الاسلامية فأنا نتمنى ان يكون هناك »صيام سياسي« للاخوة اعضاء مجلس الامة ويتمثل هذا الصيام بالامساك عن المهاترات والصراخ واطلاق الاشاعات والتهديدات بداع وبدونه على كل شيء وعلى اي شيء ومن »الصيام السياسي« كذلك التوقف عن التصريحات في الصحف والوعود والتنديدات والمقترحات الورقية لان كلها تأتي من باب »آفات اللسان« واللسان من الجوارح التي يجب ان تصوم.
والذي يدعونا لهذا الصيام هو حالة مجلس الامة الذي لم يهدأ حتى في اجازته الصيفية وكأنه على صفيح ساخن وانشغلت الساحة السياسية باستجوابات ومبادرات وتهديد وزراء واستقالة آخرين وانتقلت حالة التشنج السياسي لمؤسسات المجتمع المدني والمنتديات السياسية من ديوانيات وندوات جماهيرية ومطالبات آخرها اعادة المطالبة باسقاط القروض.
وان كنا نجزم بحرص اعضاء المجلس على مصلحة البلد وعلى المحافظة على مكتسبات المواطنين الا ان فترة مجلس الامة الماضية ابرزت لنا روحا عدائية غير مبررة لبعض الاعضاء فخلال عمر المجلس انطلقت مئات التصريحات والتهديدات للوزراء وقدمت مئات الاسئلة وقرأنا عشرات التصاريح الصحافية للسادة الاعضاء كما قدمت تصورات لاستجواب بعض الوزراء بل طالت قائمة الاستجواب كل الوزراء بما فيهم رئيس مجلسه وفوق هذا شهدنا عددا من المشاجرات والضرب تحت الحزام بين الاعضاء بسبب حرب المصالح الشخصية، والمطلوب من الاعضاء في هذا الشهر الفضيل الصوم عن كل هذا وتقديم حسن النية لجدية التعاون والرقي بأعمال مجلس الامة.
تعليقات