سعود العصفور يكتب عن اختلال ميزان القوى بين السلطات الثلاث، مؤكدا أن الميزان مال وبقوة نحو السلطة التنفيذية
زاوية الكتابكتب يناير 5, 2010, منتصف الليل 754 مشاهدات 0
سعود عبدالعزيز العصفور
إما الخروج وإما الخروج!
من يرد أن يدير حكومة بلد من دون معارضة فعليه أن يحزم حقائبه ويستقل أول مكوك فضائي صاعد إلى سطح القمر، وأستطيع أن أضمن له أن يدير حكومته كيفما شاء ومن دون أن يعترض طريقه أحد، لا استجوابات ولا أسئلة برلمانية ولا حاجة إلى تشكيل وزاري، فهو الرئيس والوزير والوكيل والمدير والموظف والعامل والشعب وكل شيء يخطر له على بال! أما هنا على كوكب الأرض وبين خلق الله البشر، فمادامت هنالك سلطة وحكومة وإدارة فلابد أن تكون هنالك معارضة، وكلما ازداد «فشل» هذه السلطة ازدادت «حدة» المعارضة وتطرفت أساليبها، وقوانين الطبيعة تصر على أن لكل فعل رد فعل مساويا له في المقدار ومعاكسا له في الاتجاه، واتجاه حكومتنا بالتأكيد يقود إلى التهلكة مع سبق الإصرار والترصد!
تضييق الفضاءات أمام المعارضة ومحاولة حصرها في زاوية ضيقة من خلال التحكم والسيطرة على الاعلام بأنواعه واستخدام الأموال العامة والخاصة في سبيل ذلك، وتسليط الساقطين والساقطات وأرباب السجون وخريجي مسلسلات الإسفاف عليها، ومحاصرتها في المجلس وخارجه، حتى وصل الأمر إلى التشنيع عليها لتواصلها مع أبناء الشعب الكويتي الذي انتخبها، لن يقود إلا إلى مزيد من الاحتقان والضغط المتصاعد الذي سيقود بعد ذلك إلى الانفجار! تهدر كرامات الناس وتسرق أموالهم العامة وتحجب آراؤهم ويطعن في ولاءاتهم ووطنيتهم، ثم يطلب منهم أن يلتزموا الصمت باسم الحفاظ على الوطن من الفتن والمفاسد! متناسين أن أبشع أنواع المفاسد وأكثرها تدميراً هو أن يعتقد شخصٌ ما أنه فوق القوانين وأن له السلطة المطلقة أن يفعل بالآخرين وحاضرهم ومستقبلهم ما يشاء، ويتجه إلى خنق حريات المعارضين وإخراسهم بقوة السلطة والمال السياسي!
اختلال ميزان القوى بين السلطات الثلاث هو أمر لا يمكن لأي متابع أن يتجاهله، فالميزان مال وبقوة نحو السلطة التنفيذية والأسباب عديدة وواضحة للجميع، وهذا الاختلال وتزامنه مع التضييق على الأصوات المعارضة في البلد لن يقود إلا إلى أمرين أحلاهما أمرّ من الحنظل، إما أن تخرج المعارضة على القانون، لأن المزيد من التضييق يعني المزيد من التطرف وسيطرة المتطرفين، وإما أن تخرج المعارضة من البلاد، وننضم إلى بقية دول العالم الثالث المصدرة لمعارضيها، وها نحن نقرع أجراس الخطر في وقت مبكر جدا لعل صوتها يصل إلى من يهمهم الأمر ليتداركوه قبل فوات أوانه!
تعليقات