الحسد شماعة الفشل، فحوى مقالة أحمد البغدادي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 22, 2007, 11:44 ص 684 مشاهدات 0
'الحسد' شماعة الفاشلين
استخدام كلمة »الحسد« في الكويت, تذكرني بمصطلح »الاستعمار الذي استخدمته الأنظمة العربية كشماعة لتبرير فشل الأنظمة الوطنية التي جاءت بعد التحرر منه, في التنمية الوطنية. وكذلك يستخدم القوميون الاستعمار كشماعة للمشكلات الحدودية, ويتناسون أن تراثهم يغص بالصراعات الحدودية على الماء والكلأ. والكويتيون اليوم الله يحفظهم مع حكومتهم ما عندهم شغلة ولا مشغلة إلا الاتكاء على كلمة »الحسد« لتبرير فشلهم في كل شيء, في التعليم والاقتصاد والعمل السياسي, والمجال الاجتماعي, واعتقد أنهم لن يترددوا في استخدام ' الحسد' كشماعة لتردي المعايير الأخلاقية وانتشار الرشوة في المجتمع والدولة . ولا شك أن هذا الاستخدام يعود إلى التراث الكويتي الذي ينوح الكثيرون على أطلاله, حيث الاعتقاد ب¯ »العين الحارة«. التي مؤداها حسد البعض ممن يملكون ويتمكنون من التحكم في »عيونهم الحارة«, لبعض من الناس على نعمة يحوزونها . ولا يملك الحاسد سوى عينه الحارة لإحداث الضرر بالمحسود. وربما هذا صحيح على المستوى الشخصي, لكن حين ينتشر استخدام الكلمة لتبرير كل فشل للحكومة والمجتمع في جميع المجالات, فنحن ولا شك, أمام كارثة عقلية, لأنه لا يصدق مسألة الحسد إياها إلا من يفشل في تحقيق أهدافه, فلا يجد مبررا سوى الحسد, يستخدمه كشماعة لتعليق هذا الفشل عليه. والمصيبة أن كثيراً من الناس استمرأوا هذه الكذبة اللطيفة للنفس وكونها جميلة الوقع على الاذن الكويتية, وارتاحوا. وإذا سألت عن أسباب فشل البرلمان في مهمته الخاصة بالتشريع, وفشل الحكومة في مجال التنمية, وفشل المؤسسات في عملها, قالوا لك »الحسد«!! ولا شك أن هذا »الحسد« صناعة كويتية, بل هو الشيء الوحيد الذي يمثل كونه اختراعا كويتيا صرفا, ولا ينقص الكويتيين إلا تسجيل براءة اختراع استخدامه بشكل لا عقلاني . في حين أن الحقيقة واضحة ولا لبس فيها ولا غموض, وهي أننا فاشلون في كل شيء, وحيث أننا حريصون على عدم محاسبة المقصرين والفاشلين فلا يوجد لدينا عذر, فجاء أحد أبالسة الإنس, واخترع فكرة الحسد العام أو الحسد الاجتماعي. والناس مرتاحة, لأنه لا يمكن وضع معايير واضحة ومحددة للحسد, وبالتالي يكون الجميع بمنجاة من المحاسبة, فالحسد ليس مجرما يمكن إلقاء القبض عليه, أو معاقبته, وهو لا يتعدى كونه وهماً لا معنى له في الأنشطة الحكومية والأهلية . لذلك أتقدم باقتراح تخصيص يوم كويتي للاحتفال ب' الحسد', ولنسمه يوم الحسد الكويتي, وذلك لشكره وتقديم درع احتفالي له باعتباره المنقذ الرسمي والأهلي لحالة الفشل والإحباط التي يعاني منها المجتمع الكويت وحكومته. بل ويمكن لمخترعي ألعاب الأطفال صنع لعبة, ولنسمها ' بو حسدة', لكي يتمكن كل فاشل في مجال عمله من تمزيقها علشان 'يبرد' قلبه أو كبده وبنكرياسه. لأن هذا الحسد الملعون هو السبب في تردي أحوالنا. فالدول تحسدنا على التعليم عندنا, فيتعمد مسؤولو وزارة التربية عدم تصليح البرادات والمكيفات, ولا يستلم الطلبة كل كتبهم, ونقص في المكاتب . ويحسدوننا على الخدمات الصحية المجانية فيحترق المستشفى ولا من يحاسب ويعاقب, ولا يحصل المواطن الذي لا واسطة نيابية لديه, حتى على غرفة أو موعد قريب لعملية جراحية, فضلا عن العلاج في الخارج . ولا نقول سوى أن يعين الله الكويتيين وحكومتهم على هذا »الحسد« المؤذي. ترى, لماذا لا يخصصون جائزة لمن يأتي برأسه......ويريحنا منه?!! |
السياسه
تعليقات