سعود السمكه يشكو لجابر المبارك حال المخافر

زاوية الكتاب

كتب 847 مشاهدات 0


إلى معالي النائب الأول وزير الداخلية والدفاع
22/09/2007  الاسبوع الماضي اخبرني صديق عن حادثة، تعرض لها وتتعلق في صميم وظيفة الامن.. يقول الصديق: انه خرج من احد البنوك يحمل ظرفا من الحجم الكبير بيده ثم ركب سيارته وذهب الى منطقة الشويخ الصناعية ليشتري بعض ما يحتاجه حيث ركن سيارته وذهب يتسوق باحثا عن الاغراض التي ينوي شراءها وبعد اقل من نصف ساعة وحين رجع الى السيارة وجد زجاجها مكسورا بغرض السرقة طمعا بالظرف الذي بداخلها والذي كان معه وقت خروجه من البنك.. لكن الحمد لله، الله ستر ولطف لان صديقنا كان 'حويطا' اذ افرغ الظرف من محتواه وحمل المبلغ الذي بداخله معه في جيبه وترك الظرف داخل السيارة.
لكن ليس هذا هو الموضوع.. فالموضوع حين ذهب صديقنا الى المخفر المعني بالمنطقة يخبرهم عن الحادث الذي تعرض له خرج معه شرطي عادي ولم يكن متخصصا بتقصي الاثار بمسرح الجريمة، ولما شاهد السيارة قال لصاحبنا: تعال بها الى المخفر!.. قال صاحبنا: اذا حركت السيارة ربما تختفي اثار الجريمة؟.. قال الشرطي: هذا هو الاجراء!
يقول صديقنا ركبت السيارة وذهبت الى المخفر وبعد عدة اتصالات مع وكيل النيابة ليتم وصف الحادثة ان كانت جناية ام جنحة تقرر ان وصفها جنحة، وفي هذه الحالة يتولى التحقيق فيها محقق المخفر.. طيب وين المحقق؟! قالوا: المحقق في دسمان.
يقول صاحبنا: ذهبت الى دسمان وكان الوقت الساعة الرابعة عصرا.. فقال المحقق: تعال بعد الفطار، ولما ذهب بعد الافطار قالوا له: اذهب الى المخفر احضر اثبات حالة (ملاحظة المخفر في الشويخ الصناعية والتحقيق في دسمان) يقول: ذهبت الى المخفر، قالوا العسكري الذي عاين الحادث بعد ما داوم، ثم جلست انتظر حتى وصل واخذت منه اثبات الحالة ورجعت الى المحقق في دسمان.. عندها شرع المحقق في التحقيق معي ولما خلص قال: تأخذ هذه الاوراق وتسلمها للمخفر، يقول: اخذت الاوراق وعدت الى المخفر ولما تسلموا اوراق التحقيق اعطوني وصلا بالتسلم.. وقالوا عد الى دسمان وسلمه الى المحقق ليطمئن بأن الاوراق وصلت الى المخفر!! 'خمسة مشاوير بين المخفر ودسمان' شيء يحير ويفر الراس، اليس كذلك؟!.. ويقولون احنا في عصر التكنولوجيا ونمارس ثقافة الحداثة!!
ان الذي يرى الكم الامني ويشاهد مظاهره الجميلة من حيث آلياته الملونة وانوارها المتلألئة وهي تتمختر بالشوارع والطرقات لا شك انه يشعر بالزهو والفخر لهذه التظاهرة الامنية التي تعبر حتما عن المتانة الامنية.. لكن للاسف حين يجد الجد وتحين لحظة الامن الحقيقية يكتشف المرء ان هذه التظاهرة ليست سوى تعبير عن الكم وليس النوع الذي يبدو من خلاصة هذه الحادثة ان بيننا وبينه امرا بعيدا.
نضع هذه الحادثة بين يدي معالي النائب الاول وزير الداخلية ووزير الدفاع علها تحرك المياه الآسنة في مؤسسة الامن.
سعود السمكه

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك