هل تنهي الكويت الجفوة بين الدوحة والقاهرة ؟!

خليجي

2539 مشاهدات 0

الرئيس المصري وأمير قطر

 لا أدري لماذا تتحاشى وسائل الاعلام العربية  الجفوة بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر والتي لا نحاول أن ننفخ رمادها ولاتنضخيمها بقدر سعينا لجذبها الى نقطة الاضواء لعلنا نجد مخرجا يساعدنا في تجاوز هذه الغصة الّتي يتحشرج بها الصدر العربي رغم بساطتها وصعوبه دلالاتها في الوقت نفسه ،فهي ازمة امتطت  توافه الامور مؤخرا بشكل مؤلم ، وهي بلا شك صغائر يتجاوزها رجل الدولة بيسر لو أراد  لكنها أداة  لشحن رجل الشارع العادي يقع فيها ليتشكل  في وجدانه رمز آخر من رموز تعثر النظام العربي .

و نقر أولا إن اطلاعنا على مسيرة العلاقات المصرية| القطريةمحكومة بسقف قراءاتنا، وليس بعلاقاتنا مع صناع القرارفي العاصمتين ،فمصادرنا فيها فرص كثيرة للزلل،وجهل بما يدور في عقول الساسةا لايقل سعة عن العلم بما يفكرون به .فقد قيل بأن الجفوة تعود لاسباب سياسية نتيجة اتساع النوافذ القطرية بدرجة حولت المبادرات السياسية في نظر الطرف الاخر الى تسابق على الريادة المستقبلية للنظام العربي، فكان هناك طرف يقول بأن الريادة  تتطلب ان تكون فاعل ومؤثر في بلورة الاجندة السياسية في البيئة الحالية . بينما يذهب الطرف الاخر الى أن الريادة تتطلب الاستعداد والامكانات والقدرة على استخدامها بحكمة واتزان. ولعل اطرف ما قرأت في هذا السياق هو ان الجفوة الحالية هي اقتصادية كروية بل وفنية، فقد قيل إن مصر كانت المستثمر العربى الأول فى الجزائر باستثناء صناعة النفط ، وأمام عجز الشركات القطرية عن منافسة نظيراتها المصرية في الجزائر امتشقت قطر سلاح الاعلام لدس الأخبار التى تشوه صورة مصر وكان في ثناياها القضية الفلسطينية، بل يذهب البعض الى ان آلة الاعلام القطرية قد نجحت  فى إيقاع المصريين والجزائريين في خلاف مباراة كأس العالم سيئة الذكر، أما الاسباب الفنية ففي ماكتبة د.عمروا عبد السميع في الاهرام 8 ديسمبر2009م من أن هناك تهجم شرس على (مصر-مبارك) من خلال أغنية بذيئة  ساقطة بعنوان (شحاتين..شحاتين)  التي لم تتطلب منه مجهودا ليعرف ان لهجتها خليجية وان المطربين  قطريين !!

وعلى مستوى رجل الدولة يلاحظ المراقب حركة مد وجزر واضحة في  التواصل المصري |القطري  خلال فترة زمنية تقل عن الشهر ،حيث  أجرى الرئيس المصري حسني مبارك  في منتصف  شهر نوفمبر 2009م اتصالاً مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، وكانت تلك  المكالمة قناة استبشرنا  باستمرارها ،حيث عاد الاتصال  بين الدوحة والقاهرة  بعد انقطاع استمر منذ القمة العربية الطارئة  في الدوحة  يناير 2009م . هذا التقدم في عملية التواصل تعثر حين قام رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف  بجولة خليجية في الفترة من 2 الى 8 من ديسمبر2009م  الجاري قادته عبر جميع دول مجلس التعاون لدعم الجانب الاقتصادي والاستثماري في علاقات بلاده الثنائية مع هذه الدول باساثناء الدوحة.لكن الامل عاد مرة اخرى ونحن نرى وزيرالطاقة القطري عبدالله بن حمد العطية مع المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري الذي قال بتوصية (اوابك) بتكليف دولة قطر للاعداد لمؤتمر الطاقة العربي في مايو 2010م ، بل وترحيب قطر بالمبادرة المصرية لانشاء شركات مشتركة مختصة للصناعات البترولية .

إن مصر هي البعد العربي لامن الخليج،والدوحة هي صاحبة المبادرات الجسورة في المحيط الاقليمي والعربي، والكويت كانت مقر اجتماع قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الثلاثون ،وقد اكد عدة خبراء أن  صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد أمير الكويت قد ادار قمة ناجحة بكل المقاييس  ،كما نجح من قبل في القمة الاقتصادي في يناير 2009م.صحيح أن الرئيس المصري حسني مبارك لم يحضر قمة التعاون 30 لكن مصر كانت حاضرة في البال كما هي دائما وهاهي الفرصة تقبل مرة أخرى بزيار الرئيس حسني مبارك للكويت، فهل تنجح الكويت في زالةالجفوة القطرية المصرية من خلال مساع حميدة  ؟

د.ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك