اتحاد المحامين: أبوابنا مفتوحة للجميع دون استثناء
محليات وبرلمانديسمبر 23, 2009, منتصف الليل 1082 مشاهدات 0
في ظل مشاركة نيابية وحضور لقيادات في عدد من مؤسسات المجتمع المدني، وحشد من المحامين والمحاميات، افتتح اتحاد المحامين الكويتيين مساء أول أمس، مقره في خطوة جاءت لتؤكد جدية مساعيه ليكون ممثلا فاعلا عن رجال القانون ولاسيما أصحاب مكاتب المحاماة.وأكد رئيس اتحاد المحامين الكويتيين المحامي ناصر الهيفي في حفل الافتتاح أن هذا الانجاز لايعد نصرا شخصيا لنا -نحن أعضاء مجلس الإدارة-، بل هو انتصار للقيم وتجسيد لمبادئ الحرية والأسس الديمقراطية التي تنعم بها بلادنا.وشبه الهيفي افتتاح المقر بالحلم، حين قال مخاطبا زملاءه المحامين: «نعم أيها الزملاء كان حلما وأملا يراودنا جميعا، وكنا وأنتم معنا نحسبه بعيد المنال، ولكننا عملنا حتى أصبح حقيقة ملموسة على أرض الواقع، وعلى الرغم مما واجهناه من صعوبات ومعيقات وتحديات، صمدنا وجابهناها، والحمد لله وصلنا لمبتغانا».وشدد على أن الاتحاد «ستكون هذه المنظمة النقابية بإذن الله غرسا جديدا في أرض مجتمعنا لتسهم في زيادة أواصر التعاون البناء مع الجميع، لخدمه أبناء هذا الوطن من خلال الأهداف التي نسعى لتحقيقها، وسنسير في طريقنا لنعبر كل الحواجز وفق الخطط الموضوعة والدراسات الجادة التي قام بإعدادها زملاء وأصدقاء لكم بمساعدة متخصصين في كل المجالات، لنساهم بها لدفع مسيرة العمل العام بما يعود بالنفع على أبناء وطننا». وأشار الهيفي إلى إن إنشاء وتأسيس وقيام هذه المنظمة النقابية ما كان ليتحقق لولا جهود المخلصين الذين اخذوا على عاتقهم عبء المبادرة الأولى، مشددا على أن المسيرة ستستكمل بكم من خلال تعاونكم وتفاعلكم معنا. «ستكون أبواب الاتحاد دائما مفتوحة، وسنمد أيدينا للجميع حتى لمن وقف ضد فكرة إنشاء الاتحاد وحاول عرقلة ظهوره». مشددا على أن هذه المنظمة - الاتحاد- لن تكون حكرا على احد أو ملكية خاصة تورث، «سنسلم الراية إلى كل من يجد في نفسه القدرة على العطاء، لن تكون أبدا ميدانا للصراع والتكالب على الوجاهة أو الظهور الشخصي، بل ستكون دارا لحملة لواء القانون والمدافعين عنه، وملاذا آمنا لأصحاب الحقوق». وأضاف الهيفي ستتسع دارنا لكل الفئات ومختلف التيارات وجميع التوجهات، ولكنها لن تكون أبدا منبرا للتخريب أو التأزيم أو إذكاء الصراعات، بل ستكون نبراسا هاديا للوصول إلى شاطئ الأمن والأمان دون تجاوز على القوانين المعمول بها ذات الصلة، وبنفس الوقت في رحاب الحريات والمبادئ الراسخة في دستورنا، والأسس التي وردت في الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الكويت وأصبحت جزءا من القانون الوطني، واعرب في ختام كلمته عن شكره وتقديره إلى كل من ساهم في إنجاح مسعانا لخدمتكم.كلمة اتحاد العمالوأعرب رئيس الاتحاد العام لعمال الكويت خالد مطلق العازمي عن سعادته بافتتاح مقر اتحاد المحامين ونقل تهاني كافة العاملين والحركات النقابية من عمال الكويت لاتحاد المحامين بهذه المناسبة.وأشاد العازمي بانطلاقة اتحاد المحامين الكويتيين واعتبره لبنة جديدة تضاف إلى بنيان المجتمع المدني الكويتي الذي يشكل واحدا من الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها نظامنا الاجتماعي الديمقراطي، مؤكدا إن المحامون هم الصوت الذي ينادي بالعدالة وإحقاق الحق، وهم الأداة التي تدافع عن المظلوم، وتعمل على تحصيل الحقوق لأصحابها وترفع الظلم عن الأبرياء وتخفيف القسوة عن المحكومين، وتطبيق القوانين تطبيقا عادلا وحازما، وبدونهم لا تقوم ديمقراطية حقيقية في المجتمع، إذ أن العدالة الاجتماعية تعد واحدة من الركائز الأساسية للديمقراطية. وأكد العازمي أن الطبقة العاملة الكويتية تحتاج دوما للمساعدة القانونية للحصول على حقوقها وتحقيق مطالبها وصيانة مصالحها الاقتصادية والاجتماعية، وحماية مكتسباتها من الضياع، ولفت إلى أن التشريعات العمالية الكويتية وضعت قبل عشرات السنين وأصبحت كثيرة العيوب وتخلفت عن مواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد «لقد وجدنا في المحامين الكويتيين سندا قويا يدعم مطالبتنا بإيجاد قانون جديد للعمل في القطاع الأهلي، وبفضل الله تمكنا من تحقيق هذا المطلب الهام، وهاهو القانون الجديد أصبح اليوم قيد الانجاز وفي مراحله الأخيرة من النقاش والإقرار في مجلس الأمة استعدادا لإصداره في وقت قريب بإذن الله، ومن أجل تطبيق هذا القانون بعد صدوره سنحتاج دائما إلى مساعدة حقوقية من اخواننا وزملائنا المحامين الكويتيين.وتمنى العازمي لاتحاد المحامين التوفيق والنجاح في مهامه ومسئولياته الوطنية البناءة، وأن يكون افتتاح المقر حافزا جديدا للمزيد من العطاء، ودافعا لتعزيز دوركم الفاعل والمؤثر في إطار مؤسسات المجتمع المدني، لدعم وتقوية النظام الديمقراطي وتوسيع اطر الحريات العامة وتحصين الحقوق التشريعية للشعب.وأختتم قائلا: نأمل أن تستمر وتتطور وتتعمق أكثر أواصر علاقات التعاون البناء فيما بين اتحاد المحامين الكويتيين وبين الاتحاد العام لعمال الكويت من أجل تحقيق المزيد من التقدم والتطور والنمو والازدهار وتوسيع اطر العدالة الاجتماعية في الكويت.تطلعات عريضةأما أمين سر الاتحاد المحامي سعد الخنه، فعبر عن آمال عريضة وتطلعات كبيرة تحدو الاتحاد، ليكون لبنة فاعلة وبناءة في خدمة هذا الوطن الكريم، «نريده أن يكون اتحادا مؤمنا بلغة العمل قبل أي شيء آخر، يتصدى بأسلوب مؤسسي ومنهجي لقضايا المجتمع الهادفة، كواحد من مؤسسات المجتمع المدني في دولتنا العزيزة».وأضاف الخنه نريده أيضا أن يكون أرضا خصبة تتبنى وترعى أفكار الزملاء وتساهم في تنمية المجتمع ورفع نسبة الوعي القانوني لديه، مقدما أفكارا ومشاريع تعود في النهاية بالنفع والفائدة أولا على هذا الوطن الغالي، ومن ثم على الزملاء أصحاب المكاتب. وقدم الخنه عرضا موجزا عن أغراض الاتحاد وأهدافه، حيث أفاد بأن الاتحاد يقوم على رعاية مصالح أعضائه والدفاع عن حقوقهم، والعمل على تحقيق مطالبهم الجماعية أمام مختلف الجهات وتبني المشروعات الداعمة لذلك. كذلك وضع آلية لمساعدة ورثة ممارسي المهنة في إدارة شؤون مكتب مورثهم بعد وفاته للحفاظ على أحقيتهم في مقابل مؤخرات الأتعاب وغير ذلك من الحقوق. وأضاف تقديم المشورة والمساعدة اللازمة للأعضاء والعمل على حل مشكلاتهم، فضلا عن تبني المشاريع والبرامج التدريبية المواكبة لكل ما هو متطور وحديث مع ضرورة التعاون مع كافة الجهات المعنية وإبرام بروتوكولات التعاون المهني مع المنظمات المناظرة سواء في الداخل أو في الخارج، إلى جانب إنشاء صندوق للضمان الاجتماعي وآخر للإدخار. ووجه الخنه خلال كلمته «دعوة الاتحاد ورسالته لزملائه المحامين والمحاميات، مفادها: لنعمل سويا للرقي بالجانب القانوني في بلدنا، طالما أننا نملك جميعا قدرات وطاقات تمكننا من الوصول إلى الأهداف المرجوة، مؤكدا أنه متى ما تكاتفت الجهود، «ندرك قدرتكم الجبارة والفاعلة في المساهمة سواء بتعديل بعض التشريعات المعوجة أو إتمام ما نقص منها وفق الآليات المعتبرة والقنوات القانونية بالطريقة الملائمة والأسلوب الأمثل، فضلا عن المساهمة بأي فكار أو مشاريع تنموية أخرى». البيان الصحافي واصدر الاتحاد بمناسبة افتتاح مقره بيانا صحافيا، حمل عنوان: «لماذا اتحاد المحامين؟»، هذا نصه:إن افتتاح مقر اتحاد أصحاب مكاتب المحاماة اليوم (مساء أول من أمس) يعد علامة فارقة في تاريخ رجال القانون في الكويت، ليس لكونه جناحا جديدا يحلق في سماء الديمقراطية في هذا البلد الذي جبل أهله عليها منذ التأسيس فحسب، وإنما لكونه منظمة نقابية تأسست وفقا للقانون رقم 38/1964، ليهبها ذلك مزيدا من الحرية والمرونة في تحقيق أهدافها التي تصب في خدمة أعضائها من أصحاب المكاتب، ولاسيما أنها تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن مكتسباتهم وتبني قضاياهم.ويأتي افتتاح مقر الاتحاد ليكون بمثابة إعلان عن صدق العزيمة وصلابة الإرادة لاستكمال المسيرة رغم كل الصعوبات والتحديات، فمن يمتلك إرادة بقوة الفولاذ لابد أن تتحطم عنده القيود الوهمية التي يحاول البعض إيهام الآخرين بأنها تعجزهم وتحول دون وصولهم لأهدافهم، ولكن مع العمل والإصرار كان لابد من الوصول إلى الغاية المنشودة، خصوصا عندما تمتزج هذه الغاية بالصدق والإخلاص، فلا مجال إذن للتوقف أو انتظار تسويف الآخرين، فمن يعمل ينتظر النتائج ومن يزرع لا بد له أن يحصد. إن رسالة الاتحاد كانت واضحة منذ البداية برعاية مصالح أعضائه والدفاع عن حقوقهم، ومساعدة أصحاب المكاتب مالياً حسب الإمكانات المتاحة، فضلا عن تمثيلهم في مطالباتهم الجماعية أمام مختلف الجهات، ناهيك عن تبني مشروعات القوانين التي تهم المهنة ومزاوليها، بخلاف محاربة أدعياء المهنة والدخلاء عليها. إن أهداف الاتحاد لا تقف عند ذلك، وإنما تشمل تقديم المشورة والمساعدة اللازمة للأعضاء والعمل على حل مشكلاتهم، والمحافظة على مكتسباتهم المهنية، إلى جانب وضع آلية لمساعدة ورثة ممارس المهنة في إدارة شؤون مكتب مورثهم بهدف حماية حقوقهم في مقابل مؤخرات الأتعاب وغيرها، كما انه يذهب إلى الذود عن حرية وكرامة الأعضاء والتمسك بشرف المهنة، وتبني مشاريع البرامج التدريبية الحديثة مع ضرورة التعاون مع كافة الجهات المعنية وإبرام بروتوكولات التعاون المهني مع المنظمات المناظرة داخل الكويت وخارجها.إن سعي الاتحاد لإنشاء صندوق الضمان الاجتماعي للزملاء المحامين المتفرغين للمهنة، هو ضمان آخر يسعى الاتحاد إلى تبنيه من أجل مستقبل أعضائه بعد سن العجز عن ممارسة المهنة، وكذلك إنشاء صندوق للادخار، إضافة إلى تبني المشاريع الاستثمارية لدعم مهنة المحاماة بأنواعها، بخلاف تأسيس لجان للاتحاد بغرض خدمة الأعضاء، وإحصاء مكاتب المحامين والعمل على تلبية متطلباتهم المهنية والثقافية والاجتماعية، والعمل على إيجاد موارد عمل للمكاتب. وختاما: ففي الوقت الذي يستذكر فيه الاتحاد ما واجهه من تحديات في مرحلة انطلاقته الأولى، وما تعرض له من محاولات مجحفة لإيقاف قطار تقدمه، إلا أن العزيمة والإصرار على تحقيق مصالح إخواننا المحامين أصحاب المكاتب جعلت القطار يستمر في انطلاقته نحو هدفه المنشود غير عابئ بمحاولات إيقافه.وعليه يعلن الاتحاد أن أبوابه مفتوحة للجميع دون استثناء، في مهمة لا تقف عند فئة معينة أو مجموعة بعينها، وإنما وفقا لرسالة مفادها خدمة الأعضاء غاية ليس لها حدود، عملا لا قولا، في جو من التفاني لتحقيق ما عجز عنه الآخرون!
تعليقات