القوى الناشئة تفرض نفسها ... ولا عزاء لمن يتحرك متأخرا
محليات وبرلمانديسمبر 23, 2009, منتصف الليل 5363 مشاهدات 0
في مقالة كي لا تحترق الكويت مع كل إستجواب كي لا تحترق الكويت مع كل إستجواب
قلت 'بعض من الحشد الإعلامي الذي تزامن مع إستجواب سمو رئيس الوزراء كان غير وطنيا و خلص إلى نتيجة واحدة مفادها أن هذا الإستفزاز الخطير لشرائح معينة في الشعب الكويتي سينتج عنه للأسف ردة فعل لا تقل تأثيرا وحجما عن الفعل ذاته .
وفي مقالة 'لتكن الأسرة الحاكمة واضحة : هل يقف أحد منها مع حملة التشكيك بولاء الكويتيين أم أن السكوت علامة الرضا؟ '
قلت الآتي 'من الضروري أن تقوم الأسرة الحاكمة إما عبر الديوان الأميري أو جهات أخرى بتحديد موقف'الشيوخ ' مما يحصل فهل هناك شيخ معين يقف وراء حملة تمزيق الشعب الكويتي إلى شرائح ضعيفة يسهل السيطرة عليها ؟'
وفي مقالة 'دور القوى الناشئة في التأثير على المشهد السياسي في الكويت : حالة مساندة محمد عبدالقادر الجاسم '
قلت ' إذن الوضع لم يعد كما كان في السابق والقوى الناشئة أصبحت سيدة الموقف , ولم يعد الكويتيين مضطرين لأن ينتظروا ,كما في الأيام الغابرة, الدعم من النخب السياسية التقليدية حتى يتم دعم قضية ما '
وها أنا أعود للتو من المظاهرة الأكبر في تاريخ الكويت السياسي الحديث والتي شارك فيها نحو 10 آلاف كويتي في ديوان النائب خالد الطاحوس في منطقة العقيلة حضروا قبلها تجمع جماهيري خطابي تعهد فيه نحو 20نائبا بإقالة وزيري الإعلام , والداخلية في حين ظهرت أنباء جدية تنبيء عن إستجواب قريب لرئيس الوزراء .
إذن شق صف الوحدة الوطنية بإسم الدفاع عن الأسرة الحاكمة كان يتطلب موقفا مبكرا من أعضاء الأسرة الحاكمة كي لا يدفعوا ثمن قيام غيرهم بإثارة الفتنة في الكويت بإسم الدفاع عن الأسرة الحاكمة في قضايا سياسية بحته .
ربما حتى في دوواين الأثنين لم يحظى رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون بهذا التكريم الشعبي العفوي فالهتافات إنطلقت بعفوية ' أحمد الرئيس ... حيوا السعدون ' كما أن قيام 10آلاف كويتي للسعدون لحظة وصوله المهرجان الخطابي كان أمر له دلالات كبيرة وعميقة ولهذا فإن الفريق الحكومي الذي يدير الصراع السياسي ساهم بطريقة أو بأخرى بعودة الوهج والنجومية لكتلة العمل الشعبي ولعرابها بعد أن كان يتوقع أن تذبل في مجلس الأمة في تشكيلته الحالية .
من يملك ذرة واحدة من المنطق والعقل لا يخسر مكونا رئيسيا في الكويت بهذه السهولة وعبر حماقة سياسية لا يوجد ما يبررها فالقبائل التي كانت في معظمها تساند الحكومة تقليديا ولم تكن تفضل صفوف المعارضة لأسباب عديدة ولكن وبعد الإستهداف الواضح للقبائل من خلال إجراءات ميدانية تتمثل في إقتحام مناطقهم بالمدرعات الخفيفة وعبر التشكيك المستمر عبر وسائل الإعلام بولاء القبائل من قبل أشخاص مشبوهين ومقربين لبعض ابناء الاسرة الحاكمة كل ذلك جعل التظاهرة الحاشدة امس في منطقة العقيلة تعلن بداية مرحلة جديدة من العمل الوطني تكون فيه القبائل هي من تقود ولكن وفق أسس وطنية لا قبيلة .
المهرجان الخطابي تضمن ملاحظات مهمه جدا توضح مدى إستيعاب النسيج الكويتي الوطني لكل المتغيرات وقدرته على التصدي لاي محاولات عزل يتم تكثيفها هذه الأيام ضمن مشروع ' فرق تسد ' الغبي .
وقوف آلاف الحضور وغالبيتهم العظمى من أبناء القبائل لأمين عام التحالف الوطني الحضري خالد الفضالة تقديرا وإحتراما لما يطرحه من مواقف وطنية .
رفع آلاف الحضور وغالبيتهم من ابناء القبائل السنة لــ 'عقلهم' وهي رمز للكرامة والرجولة للنائب حسن جوهر ولأبناء الطائفة الشيعية إستجابة لنداء من جوهر طلب فيه إحترام تنوع المجتمع الكويتي ودعا فيه ايضا إلى قبول الآخر فكان ذلك بحق نقلة جديدة في العمل الوطني كسرت القالب التقليدي الذي يصور أن القبائل تقف موقفا عدائيا من الشيعه في الكويت وهو وهم كبير يروجه منظري مشروع 'فرق تسد ' الغبي .
قيام الحضور بالترحيب الحار بكل من النائب السابق عبدالله النيباري , والكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم , والكاتب والناشر أحمد الديين وقيام شباب صغار السن بترديد هتافات تشيد بالنيباري وقيام بعضهم بحمل النيباري على الأكتاف كل ذلك بين مدى متابعة أبناء القبائل لتطورات الأوضاع السياسية ومدى تقديرهم للرموز والبارزين سياسيا وإعلاميا , وكذلك إنفتاحهم سياسيا بعيدا عن القبيلة السياسية .
إدارة المهرجان من قبل الأخ منذر الحبيب وهو شاب وطني من الإخوة الشيعة وهو ينتمي للكويت قبل كل شيء كان أمرا لافتا يبين أن القبائل وحينما تجمعت في عقر دارها مناطقيا لم يكن محل إستغراب أن يدار هذا التجمع الذي ضم كل شرائح المجتمع الكويتي من قبل شاب ينتمي لشريحة أخرى بل وربما لم يلاحظ أحد ذلك. وربما مجرد ذكر هذه الملاحظة يكون في غير محله لان هذا هو الوضع الطبيعي في الكويت .
هذا التجمع الحاشد والمتنوع من حيث الحضور والمسيرة التي أعقبته تم من قبل القوى الناشئة التي تحدثنا عنها في مقال سابق وهي القوى غير التقليدية التي إستطاعت أن تكون المحرك الرئيسي للعمل الوطني في الكويت لأسباب عديدة من أهمها أنها لا تعمل وفقا لحسابات الربح والخسارة .
هذه القوى , الناشئة, سواء كانت من قوى سياسية ككتلة العمل الشعبي او مظلة العمل الكويتي او قوى 1111او صحف الكترونية كجريدة الآن التي كان لها دور في إنجاح الحدث او الشبكة الكويتية الوطنية وغيرها من المدونات وكتاب المقالات والاعلاميين الذين نزلوا الى الميدان حينما فشلت قوى سياسة في التأثير , هذه القوى الناشئة أثبتت حنكتها وقدرتها على تحريك الأحداث والتحكم بها وتوجيهها ما جعل قوى سياسية تنضم إليها في هذا المهرجان غير المسبوق حيث حضر الإخوان المسلمين , والمنبر الديمقراطي , والتحالف الوطني الديمقراطي , والحركة السلفية وغيرهم
الأوضاع تتغير ومن لا يستوعب هذا التغير فحتما لن يجد له مكانا في الطليعة , والعمل الوطني لم يعد حكرا على مناطق أو أعراق و قوى إقتصادية فالشعب الكويتي لم يعد رهينا لتكتيكات سياسية ومصلحية بل اصبح منذ ظهور القوى الناشئة ملتزما بمن يلتزم بالخط الوطني وبالمنهج الدستوري فلا غرابة أن يجتمع الرمز أحمد السعدون بالظاهرة مسلم البراك بالداهية فيصل المسلم بالمحنك خالد العدوة وبالفطين جمعان الحربش وبالمتوقد خالد الطاحوس وبالصريح وليد الطبطبائي وبالعنيد محمد عبدالقادر الجاسم وبالمطلع أحمد الديين وبالمؤثر سعد بن طفلة وبالمباشر زايد الزيد ليكونوا وغيرهم من النواب والإعلاميين والكتاب والمدونين خلطة ليست سرية إستطاعت أن تحشد لأكبر تجمع ومظاهرة سياسية في العصر الكويتي الحديث .
هذه القوى الناشئة التي أسماها البعض المعارضة الجديدة وإعتبرها , ظلما , نبتا شيطانيا هاهي تفرض نفسها على المشهد السياسي وتستقطب قوى عريقة وتشعل الغيرة في قوى أخرى تهاوت وتغازل شبابا وطنيا ينتظر فرص إثبات الوطنية
الرسالة إن لم تصل أمس فبالتاكيد نحن أمة في خطر .
تعليقات