الخيانة ليست مقتصرة على الأزواج فقط

محليات وبرلمان

2923 مشاهدات 0


عندما نسمع كلمة 'خيانة' دائما ما نربطها في الأزواج، بينما هناك أنواع كثيرة ترتبط بعملنا أو بصداقتنا، وحتى بالوطن الذي يعتبر أكثرها إيلاما، فالخيانة سلاح قاسي على الفرد عندما يكتشفها، فتراه يصعق خاصة إن أتت من شخص لا تتوقع أبدا أنه من الممكن أن تكون به هذه السمة، فتجد الصديق يفاجأ بخيانة الأمانة من صديق له ويكاد لا يصدق ما يحدث، لاسيما في بداية معرفته بذلك الخبر الصاعقة، وتجده ينكر ويتهرب حتى يرى الدلائل بعينة، والخيانة ليست مقتصرة على أصحاب السمات السيئة والمجرمين وغيرهم، فلا علامة مميزة للخائنين، فقد لا يكون أكثر منهم وداعة وبراءة وهذا ما يجعل الإنسان ينخدع بهم، ومنهم من يستغل تلك السمات الجاذبة حتى يستطيع أن يصل لهدفه المنشود، ومن ثم يرمي ورائه أي شيء دون اهتمام حتى وإن كان شخصا عزيزا عليه أو بالأحرى شخص أوهم أنه عزيز عليه.

الخطورة في هذه الأيام أن التمييز بين الصالح والطالح غير ممكنة في الكثير من الأحيان، فتجد الحل الوحيد هو الموقف، فإذا أتى باكرا فقد أنقذ من أنيابه واختصر الزمن الذي كان سيقضيه منخدعا به، أما من طالت به السنين بمعرفة هذه النوعية من البشر فصدمتهم أكثر ألما عليهم و يتحسرون على الزمن الذي قضوه معهم، وعلى المواقف التي جمعتهم معا،  وحتى على المجهود الذي بذل من أجلهم، وأكثر الناس قوة من يتألم لحظتها ثم يبتسم ابتسامة حزن ومن ثم يسير في حياته واضعا أمامه هذه الخيانة درسا لن ينساه يتعلم منه، و يتقي من مواقف أخرى قد تصيبه، وآخرين تجدهم لا يستطيعون تغير ما في أنفسهم، فالشفافية واضحة على معالمهم، فيكونون كالمرمى الذي يقع به الكثير من الناس الغير مخلصين والسيئين، فلا الأيام علمتهم شيئا ولايرغبون بتغير رؤيتهم نحو ما يروه من أصناف الناس، وكأنهم متمسكين بأمل بأن هناك الكثير من الخيرين بهذا المجتمع، يسيرون وهم متفائلون ومبتسمون على الرغم من الخيانة والألم الذي لحق بهم، جراء الخسارة التي قد تلحق بعضهم، فالحياة مليئة بأصناف كثيرة من الناس المختلفة، والنوايا لا يكشفها إلا الحذق ومن يمتلك مهارة نادرة و هم قلة في المجتمع، والذين يستطيعوا أن يحكموا على الناس من خلال بعض التصرفات وبعض الألفاظ البسيطة التي لا ينتبه لها الناس البسطاء، فتجده تميز عن غيره بأنه يعلم جيدا أن من يحيطون به من البشر قد يمتلكون سمات الوحوش في داخل قلوبهم، لكن ارتدوا أقنعة مزيفة ليوهموا من حولهم بصورة مغايرة لهم، وهذه هي الحياة مليئة بأصناف كثيرة من البشر، تختلف طبائعهم وشخصياتهم، ولعل الشخصية الخائنة هي أسوأهم.

 

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك