قمة الكويت 30 و منغصات أرض الاحلام
عربي و دوليديسمبر 13, 2009, منتصف الليل 1335 مشاهدات 0
' إذا تجاوز هذه الازمة فهو رجل لا يقطع السيف رأسه ' قالها لي محدثي الكهل في ثالث أيام عيد الاضحى ردا على سؤالى إن كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي قادر على تجاوز مشاكل الديون التي تمرّ بها دبي الشقيقة الآن. ولم يقل محدثي ذلك من باب استحالة نجاح شيخ الانجازات في ايجاد مخرج للازمة ولكن من الفرصة التي سنحت له ليثبت انه رجل المشاريع الضخمة والقادر على القفز فوق الموانع ، فمن يستطيع ان ينسى ان الرجل كما تقول سيرته يعمل وفق خطة لتسويق دبي من خلال تحقيق ثلاثة عناصر هي تسويق دبي،و تحقيق مصداقيتها في قدرتها على تنفيذ ما تعد به، واخيرا أن جميع ما تقدمه دبي يجري في مناخ آمن ومكتوب له النجاح. فقد سوق ونجح في مشاريع عملاقة مثل مهرجان دبي للتسوق، ومطار دبي ، وطيران الامارات ،وبرج العرب ،ومشروع النخله ، ومدينة دبي للانترنت، وقطار دبي وحكومة دبي الالكترونية وغيرها الكثير .
قشعريرة الصدمةالتي أرسلتها مشاكل الديون الحالية تجاوزت أسواق المال حول العالم الى الجانب المظلم من النفس البشرية، حيث كشفت روح التنافس بشكله القبيح لدى البعض ، ليس على إمارة دبي أو دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بل الخليج العربي باجمعة . فقد قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الأزمة ليست وليدة اليوم, بل حان الوقت لتدفع دبي فاتورة سنوات طويلة من الرفاهية انطلقت فيها للأمام دون توقف لتتحول إلي واحة من ناطحات السحاب وصالات التزلج علي الجليد والأحلام التي لا تنتهي. أما صحيفة تايمز البريطانية فقد عادت لتكرار ما قاله الثعلب اليهودي هنري كيسنجر قبل عامين بان الطفرة النفطية الاخيرة هي عملية نقل غير مشروعة لاموال الغرب لايدي العرب ، حيث ذكرت تايمز أن هذه الأزمة يمكن أن تحقق بعض المنافع لبريطانيا. وأوضحت كيف تحولت دفة الاستثمار العالمي من الغرب في اتجاه الشرق, خاصة لدول الخليج الغنية بالبترول, الأمر الذي ألحق الضرر بالأسواق الغربية, خاصة السوق البريطانية. فأزمة دبي تشير إلي إمكان إعادة تدفق الأموال من الشرق إلي الغرب وان بريطانيا هي المكان الامثل للاستثمار وليس الخليج العربي .
لقد قيل ان الولايات المتحدة كانت ولا زالت ارض الاحلام القابلة للتحقيق فتم تسويق مايعرف بالحلم الاميركي American Dream ، لكن دبي والخليج العربي بصورة عامة جعلت الحلم الاميركي الذي تم تسويقة لعقود يتوارى خجلا امام الاحلام التي تم تحقيقها في الزاوية الجنوب شرقية من جزيرة العرب . ولطالما عاني الخليجيون من القوالب النمطية التي تفرض عليهم، ليس فقط من الغربيين بل من الاخوة العرب في بعض الاحيان. فمنذ العقد الخامس من القرن الماضي والكثير من الشباب العربي يحققون احلامهم بخطوات بدأ معظمها على ارض الخليج العربي،و أنضم اليهم في العقد الثامن شباب آخرون من شرق أسيا ثم ليصبح الخليج بخيره مصدر رزق للكثير من شعوب العالم . خليج الرخاء هذا كما لاحظ المراقبون يملك قابلية التحول السريع الى بؤرة ازمات، لكنها كانت فيما مضى ازمات مشروعة لم يكن بالامكان تجاوزها ، ومن تلك الازمات الصدمة النفطية الناتجة عن نصر اكتوبر1973م ، والحرب العراقية الايرانية 1980م ثم الغزو العراقي الغاشم وحرب تحرير الكويت 1991م . الحملة العربية على الخليج العربي كانت أقل شدة وتميل الى اللوم وتحميل المسؤولية . ففي ثاني ايام عيد الاضحي اعتبر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء أشرف ريفي أن تمويل المجموعات الإرهابية في لبنان إجرامي محلي أو خليجي المصدر، حيث ساونا في الخليج مع المجرمين . فقد قال ريفي في حديث الى مجلة الدفاع الفرنسية عن تمويل المجموعات الارهابية في لبنان،بعضها كما يشير عدد كبير من التقارير، يعتمد على تمويل آت من بلدان الخليج العربي باتجاه المدارس الدينية، والمنظمات السلفية- ثم استدرك- وأقول الخليج، ولا أعني الحكومات بالضرورة. وبذلك تبنى ريفي مقولة بوش الابن أن منظماتنا الخيرية هي منابع الارهاب التي يجب تجفيفها ، وفي الوقت نفسه ترك الابواب مشرعة لمنظمات الاغاثة المسيحية لتضع يدها بيد الحكومة السويسرية فيتم جز اعناق منارات المآذن ليس هناك فقط بل في اسيا وافريقيا من خلال هجمة مؤسسات الاغاثة التبشيرية التي احتلت مواقع مؤسساتنا التي تم تجفيفها.
أما في أول أيام العيد وبمقال طويل بعنوان (الايدي الايرانية) فقد حمل رئيس تحرير جريدة الاهرام المصرية الاستاذ أسامة سرايا بعض الخليجيين أزمة الكرة مع الجزائر!
فهو كما يقول حرفيا 'لا يستبعد أن تكون الجفوة الأخيرة التي حدثت بين مصر والجزائر بعد مباراة لكرة القدم من صناعة الأصابع الإيرانية الخبيثة والممتدة, (باستخدام دوائر عربية خليجية تتنافس علي المشروعات الاقتصادية) وتريد التأثير علي مكانة مصر في مجالات سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية في المنطقة العربية كلها. مفسرا ذلك
أن كثيرا من الأصوات أو الصحف الجزائرية التي استخدمت في معركة لكرة القدم بين البلدين خرجت بعناوين تعيد التذكير بكامب ديفيد. . ويضيف سرايا 'إن هذه صحف مأجورة إيرانيا, ولا ننسي أن إيران لا تستخدم صحفا فقط, بل تستخدم بلادا وطوائف عربية في معركة كبيرة وممتدة لفرض مصالحها الإقليمية ودورها ومستقبلها علي حساب العرب جميعا ومستقبلهم وقضاياهم.. وأصحاب الأدوار الرخيصة كثيرون, واللوبي الإيراني يتغلغل وسط العرب جميعا وفي كل البلدان العربية.' فمن هي الدوائر العربية الخليجية ومن هم اصحاب الادوار الرخيصة بيننا الذين يريدون خلسة طعن القلب وضرب الرأس وهي مصر بالنسبة لنا ؟
يقترب الخليجيون من قمة الكويت 30 الحاسمة ،بملفات أقتصادية محملة بالنجاحات، منها التعاون التجاري و الاتحاد الجمركي و السوق الخليجية المشتركة والمواطنة الاقتصادية و الاتحاد النقدي والعملة الموحدةو التعاون في مجال الطاقة والمواصلات و الاتصالات وغيرها الكثير ، وهي في محصلتها النهائية دعم وإثراء للاقتصاد العربي ، وهي جزء ايجابي مؤثر من التجارة الدولية ،لتثبت بما لايدع مجال للشك ان هذه المنظمة الاقليمية التي تضم دوله الست لم تكن نزوة وطنية لحاكم ولم تقم بايحاءات من أحد كما أنها لم تقم موجهة ضد أحد،بل مرحلة من تطور تاريخي حتمتها القواسم المشتركة بين شعوب المنطقة.
فهل خليج الخير مسؤل بحق عن الازمة الاقتصادية وعن الارهاب بل وحتى عن الهزائم الكروية، أم انه ارض تحقيق الاحلام ومصدر الخير لاهله وشعوب العالم ؟
تعليقات