وحيد رغم كثرة المحيطين بك؟!

محليات وبرلمان

2735 مشاهدات 0


 

كثير هم الأشخاص الذين يعيشون حولك، وقد لا يتوقف هاتفك عن الرنين يوميا، ودائما ما يسأل عنك الأصدقاء لدعوتك حضور المناسبات الاجتماعية، وعندما تذهب لزيارة أحدهم تجدهم يستفسرون عن مواضيع متعددة معك وقد يصنفك الناس بأنك شخص اجتماعي وذو شبكة علاقات كبيرة، ورغم كل هذا تشعر أنك وحيد، و المقصود هنا بهذه الوحدة ليست بما حولك من محسوسات أو بعدد الأفراد المحيطين حولك، بل المقصود هو  من هم المقربين فعلا لك، الذين يشعرون بك جيدا.. يتألمون لألمك ..ويبتسمون عندما تكون سعيدا.. ويسعون دائما لتفقد أحوالك.. ويقفون معك في المواقف الصعبة.
 فعندما تمر بإحداها  لتلتفت خلفك بانتظار احد ممن تعرفهم ليساندك، فلا تجد أحدا أو قد يترائى لك أن هناك أحدا يقف بعيدا يلوح بيديه لك فتكتشف الواقع أنه لا يوجد أحد،   فإعلم أنك وحيد بالفعل.

الحياة التي نعيشها وخاصة مع  نمطها السريع جعل تكوين العلاقات المتينة والصداقات الثمينة هي بمثابة عملة نادرة جدا هذه الأيام، فليس المعيار لقياس نجاحها بالعدد الذي نملكه من المعارف والأصدقاء والأحباء الذين يحيطون بنا، بل بالأهداف المنشودة من تلك العلاقات و النتائج المثمرة التي تأتي لنا من خلالها، فقد يكفي وجود شخص أو اثنين بمقابل هؤلاء الناس جميعا  لأنهم ببساطة استطاعوا أن يكونوا على قدر استحقاق هذا القرب لك،  بسبب ما امتلكوه من سمات لاتوجد لدى أي فرد آخر حتى لو كان من أقرب الناس إليك، استطاعوا أن يشعروك بالسعادة الحقيقية بقربهم وتمكنوا من الوقوف معك بأشد المواقف حتى لو معنويا، فوجودهم يغني عن ألف شخص، وكثيرة هي العناصر التي لابد أن تتوافر بمن يستحق أن يكون فعلا شخص مقرب لعقلك و قلبك في آن واحد، فإن لم تتوافر تلك السمات بالأشخاص الذين يحيطون بكم، فاعلموا أنكم ليسوا الوحيدون بذلك الأمر فهناك الكثير من هم مثلكم!!  

والحل يكمن بإنتقاء أصدقاء أخيار عرف عنهم ايمانهم وتقواهم ورفعة أخلاقهم وغيرها من السمات المختلفة ، وكذلك شجاعتهم وقوتهم بالوقوف بجانب الحق أيا كانت الظروف، فقد تجد نفسك يوما ما ستحتاج لشاهد أو شاهدة حق بتهمة أصابتك، أو معضلة اعترضت طريقك، فلن تجد إلا من أحسنت معرفته وصداقته ، أما من جمعتك معهم علاقات مصلحية فستجدهم أول من يتنازل عنك وأحيانا لايكتفون بذلك بل يقفون ضدك.

ولهذا قال الصادق يوسف:

(فَمَا أَكْثَر الأَصْحَابَ حِينَ تَعُدُّهُمْ... ولَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ)


 

 

 

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك