أنور الرشيد ينقل عن ((الآن)) قصة الحمير
زاوية الكتابكتب سبتمبر 16, 2007, 9:28 ص 650 مشاهدات 0
الرأي
المحلي
حتى الحمير لم تسلم
أنور الرشيد
الأحد, 16 - سبتمبر - 2007
الخبر الذي نشر على موقع «الآن» الالكتروني حول عمر حمير
الشرق الأوسط مقارنة ببقية خلق الله من حمير العالم،
بصراحة خبر أثار السخط في نفسي باعتباري من مناصري الحمير
وطالبت في فترة من الفترات بإنشاء جمعية حمير كويتية تهتم
بالدفاع عن الحمير، فالخبر يقول إن حمير الشرق الأوسط يبلغ
عمرها المتوسط سبع سنوات بينما متوسط عمر حمير بقية العالم
أربعون عاما. وتذكر منظمة الزراعة والأغذية الدولية
(الفاو) ان سبب قصر عمر حمار الشرق الأوسط يرجع إلى
المعاملة السيئة التي يعامل بها الحمير، مع أن ديننا
الحنيف يحثنا على الرفق بالحيوان وأن الله ادخل عجوزا
النار جراء حبسها قطة ومنع الطعام والشراب عنها، إلا أن
المعاملة السيئة لحمير الشرق الأوسط فاقت كل التوقعات حتى
قصر عمره، الآن وبعد هذا الخبر المفجع حقيقة لابد لنا من
تحليل هذا الأمر والبحث له عن حل عل وعسى أن يطيل بعمر
حمير الشرق الأوسط وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الحمير، لذا
لجأت الى أحد الإخوة المهتمين والمنضمين إلى صوتي بحماية
الحمير وقلت له الحق يا سيدي فدراسة الفاو تقول بأن عمر
حمير الشرق الأوسط سبع سنوات بينما عمر الحمير التي تعيش
خارجه أربعون سنة، فدعنا نصدر بيانا نستنكر فيه هذه
المعاملة السيئة التي تعامل بها حمير الشرق الأوسط على
الأقل ليعرف العالم المتمدن أن هناك مجموعة تطالب بالحد من
سوء المعاملة التي يتعرضون لها، فقال لي: يا عزيزي إذ رجعت
الأمور إلى الحمير فهذا يمكن أن يكون أهون الأمرين، فنحن
منذ زمن ندافع عن الحمير وجماعتنا يضحكون علينا جراء هذا
النشاط المحموم بالدفاع عن الحمير، وهناك من عاب علينا
الدفاع عن الحمير دون أن نتطرق الى الدفاع عن الإنسان في
الشرق الأوسط، فقلت له نعم فهم محقون ولكن ما العمل إذ كان
الشخص الذي ندافع عنه هو من يسيء معاملة الحمير؟ فأيهما
نبدأ به فلدينا حالة غريبة في الشرق الأوسط، فالسلطة تفش
خلقها بالمواطن والمواطن يفش خلقه بالحمار والضحية هو
الجلاد، فكيف نحل هذه المعضلة؟ فإذا بدأنا بإنقاذ المواطن
من بطش السلطة لكي لا يفش خلقه بالحمار بطشت بنا السلطة
نحن أيضا، وإن طالبنا مواطني الشرق الأوسط بعدم البطش
وبعدم معاملة الحمير معاملة سيئة قوبلنا بهجوم كاسح من
الآخرين الذين يقولون: تتركون الدفاع عن المواطن وتدافعون
عن الحمير، فماذا عسانا فاعلين هل نترك الأمر من دون حل؟
فقال: لنطلب عقد مؤتمر وطني لمناقشة هذا الأمر، فقلت له
أرجوك لا تذكر لي مؤتمر وطني لأن هذا يثير في نفسي الغثيان
فكل مؤتمر يعقد لمناقشة قضية ما يصدر عنه أروع التوصيات
وتستغلها السلطة لتلميع نفسها على أنها سلطة ديموقراطية
سمحت للمواطنين بمناقشة مستقبلهم بكل حرية إلا أن تلك
التوصيات تصبح في النهاية لا قيمة لها ومجرد حبر على ورق،
كما أن هناك برلمانات عريقة دورها هو الدفاع عن المواطنين
وعن مصالحهم ولا اعتقد أن هناك احدا في هذا البرلمان أو
ذلك يملك الحس الإنساني ويطرح قضية معاملة حمير الشرق
الأوسط، فهم مشغولون بأمور أهم من معاملة حمار مثل مؤخرة
روبي وشخابيط نانسي عجرم ومسلسل لم يروه مثل خطايا لها
ثمن، إلى آخر الأمور المهمة التي ستلحقنا بركب الحضارة
الإنسانية، فاتفقنا أخيرا على أن نعتذر لحمير الشرق الأوسط
ونقول لهم لا مفر: التعذيب أمامكم، والموت ناقصين عمر أيضا
أمامكم ولا حل لكم إلا الانتحار الجماعي الذي قد يوقظ ضمير
هذه الأمة البائسة وتفيق من سباتها الأبدي الغارقة فيه حتى
شحمة أذنيها.
الوسط
تعليقات