خضير العنزى يثمن الخطوة التى اتخذت بمنح البدون العسكريين جوازات سفر مدتها 5 سنوات ويدعو لإعطاء بقية البدون حقوقهم
زاوية الكتابكتب سبتمبر 16, 2007, 7:18 ص 639 مشاهدات 0
كم نحتاج لنكتشف خطأنا؟
خضير العنزي
الخبر الذي نشرته 'القبس' الاثنين الماضي على صدر صفحتها الاولى والذي يفضي الى
تعليمات صدرت بمنح البدون العسكريين جوازات سفر لمدة خمس سنوات مع عدم السحب وذلك
تقديرا لجهودهم الكبيرة في خدممة الكويت هو خبر قد ادخل السرور على نفوس الناس
الضعفاء، وهو تقدير كان يجب ان يكون لهؤلاء الابطال منذ سنوات ولكن ان يأتي خير من
الا يأتي مثل هذا القرار.
ولكن ايضا كم نحتاج الى سنوات اخرى حتى نعطي بقية البدون حقوقهم، وكم نحتاج من جهد
او ازعاج حتى نكتشف ان سياساتنا التعسفية ضد اخواننا البدون هي سياسات كارثية
وخاطئة؟
لا نود التعليق على ذلك الخبر لكن ما لفت انتباهي هو ان اصدار الجوازات لهؤلاء
العسكريين الابطال جاء مبررا بدورهم الكبير في خدمة البلاد.
والسؤال: هل كنا غافلين طيلة السنوات الماضية عن ذلك الدور؟ هل كنا لا نعلم ان منهم
من شارك في حربي 1973 و 1967 على جبهات القتال العربية باسم الكويت، وهل كنا لا
نعلم انهم تصدوا للعدوان الغاشم في عام 1990 فمنهم من استشهد ومنهم من اسر ومنهم من
غادر مع الجيش الكويتي المنسحب في بر السعودية؟ أكنا نجهل انهم دخلوا مع جيش
التحرير وادوا واجبهم البطولي، في الوقت الذي خان فيه من خان وخذل البلاد حتى من
ابنائها؟.. مع هذه الاسئلة نقول جزاكم الله خيرا فشمعة خير من ان نلعن الظلام،
فتكريم العسكرين البدون بمنحهم جوازات سفر لمدة 5 سنوات مع عدم السحب هو حفظ
لكرامتهم ولا نقول إلا انها خطوة تشكرون عليها، ولكن ماذا عن البقية من الحقوق
الانسانية: حق العمل، وحق التنقل، وحفظ كرامة الناس وحقهم في اصدار ميلادية
لاطفالهم وحق الزواج وحقهم في بطاقة تعريف بدلا من 'البهدلة' في نقاط التفتيش
ووقف تحويلهم الى سجن الابعاد بل ووقف التعسف ضدهم بجميع اشكاله والوانه؟
قد يقول شخص وماذا عملتم يا اعضاء مجلس الامة لهذه الفئة المحرومة؟ والحقيقة انني
اسمع مثل هذا العتب باستمرار وكأن الحل بيدي او بيد خمسة او حتى عشرة نواب ونقولها
صراحة: غير كم نائب لايتجاوزون، اذا بالغنا، عدد اصابع اليد الواحدة فان المجلس
والحكومة ضد اي حل لمشكلة البدون، ولكل اسبابه، وهي تتنوع من اسباب مصلحية او
مناطقية او فئوية، او انتخابية او سياسية، وهي مشكلة قد تداخلت فيها المصالح
وشعبتها دهاليز السياسة فمن الظلم والاجحاف بحق النواب القلة الذين حملوا راية
لوائها عن قناعة ان نحملهم وحدهم حل مشكلة تراكمت لاكثر من نصف قرن. نعم، مقتنعون
بان البدون مظلومون ومنتهكة حقوقهم، ويواجهون ضغطا غير انساني وادواتنا لرفع هذا
الظلم اما السؤال البرلماني او الاقتراح بقانون او المناشدة في تصريح او ندوة عامة
او ضغط اعلامي وكل ذلك قد اتخذناه، لكن الاغلبية وهي وسيلة الديموقراطية غير
متوافرة لنا فيكون مصير مقترحاتنا الفشل والسقوط لهذا نجاهد قدر الامكان لتوفير
الممكن في اعطاء البدون حقوقهم.
وسنستمر بإذن الله حتى لو بقينا وحدنا في رفع صوت المظلومين والمحرومين.
القبس
تعليقات