شملان يوسف العيسى يستغرب التأخر فى بحث تطورات الوضع الأمني على الحدود الكويتيةـ العراقية والمخاوف الناجمة عن الانسحاب العسكري البريطاني من جنوب العراق
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2007, 2:28 ص 478 مشاهدات 0
تو الناس: لماذا العجلة؟ (2ـ1)
د. شملان يوسف العيسى
نشرت الزميلة القبس يوم الاثنين 10 سبتمبر خبراً في صفحتها الأولى عن عزم مجلس
الوزراء في اجتماعه الاسبوعي بحث تطورات الوضع الأمني على الحدود الكويتيةـ
العراقية والمخاوف الناجمة عن الانسحاب العسكري البريطاني من جنوب العراق وذكرت
الصحيفة أن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع سيستعرض بالتفاصيل أبعاد
مخاطر الانسحاب البريطاني من العراق وسيعرض آلية لضمان أمن الحدود، وأكدت الصحيفة
أن الانسحاب البريطاني أدى إلى ما يمكن وصفه بالاستنفار السياسي والأمني لمواجهة
فلتان أمني على الحدود إذ ان الانسحاب البريطاني يعني ترك الحدود من الجانب العراقي
تحت رحمة المليشيات بدءاً من فيلق بدر وجيش المهدي ورجال مقتدى الصدر، وأن هؤلاء
لديهم أجندة خاصة بهم (انتهى الخبر).
هل يُعقل أن تبحث حكومة الوضع الأمني في العراق بعد انسحاب بريطانيا من البصرة
الآن.. ماذا كانت الحكومة تدرس طوال هذه السنين الطويلة. سأذكر تجربتي الخاصة مع
الحكومة وأنا متأكد بأن غيري من الأكاديميين والسياسيين الحريصين على البلد بذلوا
جهوداً ربما أكثر مني لترشيد القرار وعقلنته وإعطائه بعداً استراتيجياً قبل أن
تتفاقم الأمور ويتم اتخاذ قرارات غير مدروسة.
بدأت محاولتي الشخصية مع المسؤولين في الحكومة لحثهم على إنشاء مركز للدراسات
الاستراتيجية ومن خلال المركز يتم إنشاء وحدة متخصصة بالشأن العراقي، لمعرفة كل ما
يدور في العراق من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وغيرها، حتى نتفادى كل
الأخطار المتوقعة من الجارة الكبرى وجاءت محاولتي الأولى تحديدا في عام 1981 بعد
بدء الحرب العراقية الإيرانية حيث حضرت فعاليات مؤتمر علمي في الولايات المتحدة خصص
لدراسة أبعاد الحرب الإيرانية العراقية على دول المنطقة، وقد فوجئت بحجم المعلومات
والتفاصيل التي يعرفها الطلاب العاملون في مراكز البحث في الجامعات الأمريكية، أو
مراكز البحث الخاصة عن كل من العراق وإيران منها مثلا: أسماء العسكريين، الأحزاب
السياسية، النخبة السياسية في البلدين، الأسلحة والأمن، ونواحي القوة والضعف في كل
بلد، واستغربت لماذا لا نعرف نحن في الكويت أي شيء عن العراق وإيران. المهم كتبت
ورقة متواضعة لفكرة إنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية بالكويت، ورفعت المقترح
للسلطة العليا في الديوان الأميري ومجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم (الجامعة)
ودار جدل طويل، لم يتبلور عن أي شيء لعدم الاقتناع بالفكرة وفي عام 1990 حدث الغزو
العراقي للكويت، وفي عام 1992 عاودنا محاولتنا لإنشاء مركز متخصص لدراسة القضايا
الاستراتيجية التي تخص الكويت، وفي عام 1999 وافق مجلس الجامعة على إنشاء المركز في
الجامعة، لكن لم ير المركز النور إلا في عام 2000، وتولى الزميل د. غانم النجار
مسؤولية المركز، وبدأ نشاطه بالتركيز على العراق لكن المضايقات وقلة الميزانية
دفعته للاستقالة، بعد فترة قصيرة، وتولى المسؤولية بعده الدكتور شفيق الغبرا..
وللموضوع بقية غدا
الوطن
تعليقات