أحمد الديين يعتبر سريتنا في الكويت “خري مري”! ويقول أن المسلم لن يقبل بها، لكن إن كانت حتما فلا ينبغى أن ينسحب
زاوية الكتابكتب نوفمبر 26, 2009, منتصف الليل 2556 مشاهدات 0
السرية ... “خري مري”!
كتب أحمد الديين
من بين ما تحاول الحكومة القيام به للتعامل مع الاستجواب الموجّه إلى رئيسها ضمان الحصول على غالبية نيابية تتيح مناقشته في جلسة سرية... وبالطبع فإنّ الهدف من السرية هو التستر على الكيفية التي سيرد فيها سمو الرئيس على النائب المستجوب وطبيعة السجالات المفترض أن تدور بين الطرفين في الجلسة!
إنّ الأساس هو علنية جلسات مجلس الأمة، وعلنية جلسات الاستجوابات، إذ يفترض أن يتم إطلاع الرأي العام على حقائق الأمور؛ وطبيعة النقاشات؛ ونوعية الحجج والردود، وهذا ما يتطلب علنية انعقاد الجلسات، خصوصاً جلسات مناقشة الاستجوابات... وبالتالي فإنّ نواب الأمة، خصوصاً أولئك الملتزمين منهم بالمبادئ الديمقراطية والدستورية، مطالبون بإعلان مواقف واضحة غير ملتبسة في هذا الشأن.
أما النائب المستجوب الدكتور فيصل المسلم فإنّه سيكون أمام موقف بالغ الحساسية والتعقيد، فإن قاطع جلسة الاستجواب في حال سرية انعقادها وانسحب منها احتجاجاً، فإنّ هذا الانسحاب لن يمنع من إساءة استغلاله عندما يؤمر أحد النواب، من غير مؤيدي الاستجواب ومن المحسوبين على الحكومة، بأداء تمثيلية سياسية سخيفة، فيتبنى الاستجواب ويقوم بدور النائب المستجوب وفقاً لنصّ المادة 141 من اللائحة الداخلية، بهدف “كروتة” مناقشة الاستجواب... وفي الوقت نفسه فإنّه من الصعب على النائب الدكتور فيصل المسلم أن يقبل بسرية انعقاد جلسة مناقشة استجوابه، خصوصاً في ظل انعدام أي مبررات جدّيّة لمثل هذه السرية... وهنا، في الغالب، فإنّه سيعلن رفضه المبدئي للسرية، وفي الوقت نفسه قد يكون من غير المناسب أن ينسحب من الجلسة حتى لا يتيح الفرصة أمام الطرف الآخر لإساءة استغلال انسحابه!
ولكن علينا أن نتوقع من جانب آخر أن تفتح الجلسة السرية الباب على مصراعيه أمام النائب المستجوب للتعامل مع وقائع الاستجواب ومستنداته على نحو مختلف، فليست هناك أي اعتبارات يمكن أن يراعيها بحيث يتحفّظ في كشف وقائع وإظهار مستندات قد لا يكشفها في إطار الجلسة العلنية!
وغير هذا وذاك، فإنّ سرية الجلسة لن تمنع بالضرورة قيام عشرة من النواب في حال اقتناعهم بتقديم طلب إعلان عدم التعاون في نهاية الجلسة سواء أكانت سرية أم علنية، بل قد تكون الفرصة أكبر في الجلسة السرية وبسبب حالة الشد والجذب والتحدي بين مؤيدي السرية ومعارضيها... ناهيك عن احتمالات المباغتة، مثلما حدث في جلسة استجواب وزير الصحة الأسبق الشيخ أحمد العبداللّه عندما طمأن بعض النواب المؤيدين للاستجواب الحكومة إلى عدم تقديم طلب بطرح الثقة، ومع ذلك فقد قدموه على نحو مفاجئ... وهذا سيناريو قد يتكرر هذه المرة أو في غيرها!
والأهم من هذا كله هو موقف سمو الرئيس نفسه، الذي تضمّن الاستجواب الموجه إليه موضوعي مصروفات ديوانه وتعمّد تضليل الرأي العام بالتصريحات المتناقضة حول موضوع شيكات النواب، فسموه هو المعني أكثر من غيره بدحض الاتهامات وتبديد الشكوك العالقة به وإزالة الظنون المسيئة إليه في جلسة علنية مشهودة يطّلع فيها الرأي العام الشعبي قبل أعضاء مجلس الأمة على الحقائق والوقائع والمستندات من سموه، ولعلّ اللّه يوفقه في مهمته العسيرة هذه!
أما عن السرية، فقد اعتدنا في الكويت أن تكون سريتنا “خري مري”!
* * *
عيد بأية حال عدت يا عيد... تحية إلى الصديق العزيز الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم في محبسه في يوم وقفة عرفة وفي عطلة عيد الأضحى المبارك.
تعليقات