أحمد البغدادي يرى أن 'تديين' التعليم فى الكويت أحد أسباب تدهوره ويعلق على مقال لخولة العتيقى عن تدنى التعليم فى الكويت
زاوية الكتابكتب سبتمبر 15, 2007, 1:47 ص 557 مشاهدات 0
مبروك للكويتيين ولحكومتهم ولنوابهم ...فشل التعليم
أحمد البغدادي
لست أنا الذي أقول بفشل التعليم في الكويت, بل عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين
الكويتية, في العدد الأخير من مجلة »المعلم« في زاوية »بلا رقابة«, بعنوان »الكويت
في المرتبة قبل الأخيرة بين دول العالم«. في هذا المقال الذي يتجاهل حقيقة دور
الفكر الديني في تدهور التعليم في الكويت, تقول السيدة خولة العتيقي صاحبة المقال
ما نصه: »ماذا ينتظرون بعد أن جاءت الكويت في ذيل قائمة العالم تعليميا ? اكتشف
البنك الدولي الخاص بقضايا التربية والتعليم أن مستوى التعليم في الكويت متدن جدا
بناء على المؤشرات التربوية التي انتهى إليها البنك الدولي. والتي كشفت القصور
الكبير في العملية التعليمية في الكويت للعام الدراسي الماضي, فطلب إجراء دراسة
أخرى على الوضع التعليمي في الكويت«. يعني بالعربي الفصيح أن مستوى التعليم في
العراق وموريتانيا أحسن منه في الكويت. وللعلم أن تقرير البنك الدولي تركز حول
التعليم في المرحلة الابتدائية. يعني مرحلة التأسيس للطالب . فلا عجب إذن أن يتدهور
المستوى العلمي للطالب الكويتي في بقية المراحل الدراسية .
السيدة كاتبة المقال مثل وزارة التربية وحكومتنا, حيث يتجاهلون تماما حقيقة أن
تدهور التعليم حدث بعد هيمنة الفكر الديني على كل شيء في الدولة والمجتمع . هل يعقل
أن يستغرق موضوع بسيط مثل ' الدعاء' أربعة دروس متتالية مليئة بالحشو والتكرار ?
وهل يعقل أن ندرس الطالب آداب قضاء الحاجة في الصحراء ونحن في القرن الواحد
والعشرين ? ما الفائدة من تدريس الطالب موضوعا عن الجن ? هل يتحلى المسؤولون في
الوزارة بالشجاعة للاعتراف بأن مفردات الردة والتكفير خطأ تعليمي وتربوي في آن معا?
أم هل ينكرون أن هناك موضوعات تربوية لا تعترف بالمرأة العاملة, بل تقتصر على دورها
كأم فقط ? لقد أصبحت قضية ' تديين ' التعليم في الكويت مما هو معروف, ولكن لا أحد
يهتم. وكانت النتيجة تدهور التعليم . ليت شعري هل كانوا ينتظرون تقدم وتطور التعليم
في مثل هذه الأجواء الدينية التي لا علاقة لها بالعلم والتعليم ?
لقد درس الكويتيون في مرحلة ما قبل الغزو العراقي البغيض, الكثير من الموضوعات
الدينية في المدارس المدنية, ويمكن القول بكل ثقة أن نتائج التعليم المدني كانت
أفضل من نتائج التعليم الديني الجامد, وحقيقة أن تدريس الشريعة ضمن كلية الحقوق
أنتج خريجين أفضل علميا من خريجي كلية الشريعة بعد الانفصال . كان المدرس المدني
يقوم بتدريس الدين بروح عادلة ومن دون أدلجة, فلذلك لم يعرف الطلبة مفردات الردة
والتكفير كالتي نقرأها اليوم في مناهج وزارة التربية . في ذلك الوقت كان التعليم
محايدا بكل معنى الكلمة, أما اليوم فالتعليم منحاز وبتشدد للجانب الديني وفقا لخطة
غير مدروسة, بل إن الهدف من هذا الحشو والتكرار لإثبات الهيمنة ليس إلا, فضلا عن
عدم كفاءة كثير من المسؤولين والمدرسين في المجال التربوي والتعليمي, وباعتراف
التقرير الرسمي الأخير حول التعليم .
ومما يؤسف له أن الوزيرة الحالية تعتقد مع مسؤوليها أن المال يمكن أن يحل مشكلة
التعليم, من خلال تطبيق التقنيات المعاصرة, والوزارة عاجزة عن توفير خدمات تشغيلية
بسيطة مثل إصلاح المكيفات وتوفير ماء بارد وحمام نظيف للطلبة. ومع كل هذا التدهور
لا يزال المسؤولون عنه موجودين على رأس عملهم !! كيف سيكون الحال لو أن التعليم
ناجح في الكويت ? والمضحك ان هذا التقرير الذي استشهدت به السيدة خولة العتيقي, يدل
على أن التعليم في بلد منكوب مثل العراق أحسن منه في الكويت !
السياسة
تعليقات