مها البرجس ترى أن فى مقابل المسلسلات الرمضانية هناك منافسة قوية بين المسلسلات التي يتبارز على بطولتها النواب تتسابق الصحف على نشرها
زاوية الكتابكتب سبتمبر 14, 2007, 11:48 ص 534 مشاهدات 0
ثمن خطايانا
مها البرجس
انطلق ماراثون مسلسلات اعضاء مجلس الامة الرمضاني هذا العام مبكرا قبل التماس هلال
رمضان، فالمنافسة قوية بين المسلسلات التي يتبارز على بطولتها نواب الهم والغم
والتي تتسابق الصحف على نشرها.
اول هذه المسلسلات 'قرار سياسي' بطولة اعضاء التكتل الشعبي يطالبون فيه سمو رئيس
الحكومة بمنع مسلسل 'للخطايا ثمن' لتضمنه اساءات وفتنة طائفية رغم انه لم يعرض
وسوف يعرض حصريا على قناة MBC ولا نعرف قصته، فبحسب ما ذكره منتج العمل ان المسلسل
يتطرق الى مواضيع وقضايا عدة من بينها قصة الرجل الذي لا يهتم بأهل بيته ويفضل
اصدقاءه عليهم، وكذلك عبدة الشيطان وزواج المتعة وكيف ان بعض الناس يستغل هذه
الرخصة في المذهب الجعفري استغلالا سيئا.
اما المسلسل الثاني 'ياكم الذيب.. ياكم ولده' من روائع القصص المكسيكية
البرلمانية ويتنافس على بطولته نائب الضاحية ونائب الشيشة والشيشان اللذان هددا فيه
وزير الاعلام بالاستجواب من 'مغبة عرض مسلسلات تدعو الى الاباحية وتفسد الاخلاق
على شاشة التلفزيون الكويتي' اي اباحية وفساد اخلاق يتحدثان عنهما؟ الا يعلم
النائبان الفاضلان ان الاباحية والفساد منتشران في الكويت؟ اتمنى ان يقرأ هذان
النائبان سجلات القضايا في المخافر التي يتم حفظها.. والاعتداءات ضد العمالة
المنزلية والهامشية وعدم تسليمهم رواتبهم والضرب المبرح الذي يتعرضون له، ناهيك عن
تجار الاقامات.. معالجة قضية البدون التي بات خطرها يزداد يوما بعد يوم.. وهذا كله
بدلا من الترهيب والتهديد الدائم بسلاح الاستجواب.
اما المسلسل الثالث 'دخل نفسك.. بشيء ما يخصك' من تأليف وبطولة ثوابت الامة الذي
يستنكر اباحة بعض الدول شرب الخمر واللهو بالمراقص خلال شهر رمضان.. ومنع الاعتكاف
وصلاة القيام في الشهر الفضيل.
هؤلاء النواب الذين بدأت دورتهم الرمضانية مبكرا يطالبون رئيس الحكومة بالتدخل
واتخاذ قرار سياسي بشأن عرض حلقات 'للخطايا ثمن' و'الوزيرة' التي يقولون انها
تمثل طعنا لسلوكيات واخلاقيات اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية أليس هم من
يطالبون الحكومة بالقيام بالاصلاح؟ كيف تستطيع هذه الحكومة، حتى وان اتت بمواصفات
ومقاييس خاصة لوزراء من نوع سوبرمان، تحقيق الاصلاح؟! إنها لن تستطيع نظرا لتدخلات
النواب وطرحهم قضايا هامشية وتهديدهم بالعصا السحرية التي - مع الأسف - لا يحسنون
استخدامها ولا اختيار مواقيتها.
ياليتهم يجلسون مع انفسهم لفترة وجيزة ليتمعنوا وينظروا الى الوضع الداخلي بنظرة
بعيدة عن المصالح الانتخابية، ليروا الفساد الذي ينخر كل جزء من جسد هذا البلد..
البطالة بأشكالها.. السرقات.. انتهاكات حقوق الضعفاء.
ثمة من يستمتع بالهروب الى الامام وتقطيع الوقت، وافتعال قضايا هامشية اين منها
الكويت ايام الستينات؟ واين منهم رجال ذاك الزمن الذين حولوا الكويت الى درة
الخليج؟ هل لخطاياهم ثمن ام هو في المسلسل ام فينا نحن؟
القبس
تعليقات