حنان الهاجري تختلف مع محمد مساعد بدعوته لإلغاء أسماء القبائل
زاوية الكتاب'الأحرى به إلغاء التمييز بالجنسية لا أن يزيد نار التفرقة بحطب العنصرية'
كتب نوفمبر 13, 2009, منتصف الليل 5174 مشاهدات 0
كتب محمد مساعد الصالح مقالا يوم الاربعاء الماضي يطالب فيه بإلغاء اسم القبيلة، وجاء فيه:
أكد الشيخ مشعل الأحمد الصباح نائب رئيس الحرس الوطني لدى لقائه قيادات الحرس ضرورة التعالي فوق النعرات القبلية، ودعا الى الغاء ما يشير الى عائلة او قبيلة الضابط، وأكد حرصه على التعامل وفق الأداء وليس المسميات على اعتبار ان الجميع هم ابناء الكويت، وكلهم سواسية في الحقوق والواجبات.
وغير واضح من الخبر المنشور في الصحف إن كان رأي الشيخ مشعل دعوة أو تطبيقا. وعلى أي حال، فهذه خطوة على الطريق، وأرجو ان يتم الغاء أسماء القبائل، لان المواطن ينتمي الى ابيه وجده وليس قبيلته. المواطن خالد العنزي أو أحمد الشمري.. أو عبدالله العجمي آباؤهم ليسوا عنزي أو شمري أو عجمي أو مطيري.. فلماذا يتجاهل هؤلاء آباءهم وأجدادهم لينتسبوا الى القبيلة التي، مع الأسف، لدى البعض تتقدم على الولاء للوطن، وعلى الحكومة ان تتبنى قانونا يحرم استعمال اسم القبيلة في شهادات الميلاد. وعلى سبيل المثال محمد علي عبدالله هذا هو الاسم الحقيقي وليس العنزي او الشمري او اسم القبيلة ايا كانت، والشيخ مشعل من موقعه بامكانه ان يتبنى مثل هذه الخطوة ليكون الجميع ابناء الكويت وليس قبائلهم، كما يقول الشيخ مشعل.. والله من وراء القصد.
فردت عليه اليوم زميلته في نفس الصحيفة- الكاتبة حنان الهاجري- مقالا تختلف فيه مع دعوة الصالح بإلغاء اسم القبيلة، وتدعوه إلى المطالبة بإلغاء أشكال التمييز لا زيادة التفرقة بحطب العنصرية.
المقالان معا شكلا 'مقال اليوم'، ولكم التعليق:
حيه هيه 234
غريبة تلك الدعوة التي أطلقها الكاتب محمد مساعد الصالح لإلغاء اسم القبيلة من شهادات الميلاد التي عبر عنها في مقالته المنشورة في «القبس» يوم الأربعاء الماضي.
فقد قرأت المقالة أكثر من مرة من أجل أن أتعرف السبب الذي دعاه الى تبني تلك الدعوة وتخصيصها لأسماء القبائل من دون أسماء العائلات الكويتية الأخرى فلم أجد سببا منطقيا لذلك.
فالكاتب عبّر عن اعتقاده بأن المواطن ينتمي إلى أبيه وجده وليس قبيلته، وان اسقاط اسماء القبائل سيتيح الفرصة ليكون الجميع أبناء الكويت وليسوا ابناء قبائلهم!
ليسمح لي الزميل الكاتب أن أخالفه في هذا الرأي، فالإنسان أيا كان مسقط رأسه سواء فيلكا أو المريخ هو من ينتمي لأبيه وجده، أما المواطن فلا ينتمي إلا للوطن. لذا، إن أردنا أن نطبق أمر إسقاط أسماء القبائل من شهادات الميلاد فعلينا كذلك أن نسقط كل اسم يشير الى انتماء أسري أيا كان مصدره، سواء إن دل على مكان نزحت منه الأسرة أو صنعة امتهنتها وأصبحت لصيقة بأبنائها. فمحمد الشمري يستطيع الاحتفاظ باسم قبيلته في شهادة الميلاد فقط إن تمكن من ذلك محمد النجار، ومحمد الخراز ومحمد الكندري ومحمد الحساوي ومحمد بهبهاني ومحمد البلوشي ومحمد القبندي ومحمد كنكوني وغيرهم.
ثم ليعذرني الزميل لأنني أعيش في الخارج وربما غابت عني أخبار انشقاق أبناء القبائل عن الوطن ومطالبتهم بالاستقلال الذاتي في خيطان أو الفروانية أو العباسية، وهي بالمناسبة مناطق تحمل أسماء اشتقت من أسماء رجال ينتمون لقبائل.
ومثلما لم أجد سببا واحدا جعل النائب محمد هايف يثور على وزيرة التربية بسبب دروس الموسيقى التي يتلقاها طلبة الكويت من أبد الأبدين التي لم تجعلهم يتخرجون ممسكين بدفوفهم و«بدنابكهم»، لم أتمكن من فهم الخلفية التي ينطلق منها الصالح لإطلاق تلك الدعوة. ففي كل المجتمعات الإنسانية هناك أسماء تميز بعض الفئات في المجتمع وتدل على انتماء ثانوي لعرق أو دين أو اثنية، فمن الممكن أن نميز الكثير من أبناء الديانة اليهودية عن طريق أسماء عائلاتهم، مثل مزراحي وليفي وكوين (كوهين) وغيرهم ولم تمنعهم تلك الألقاب من الاندماج في المجتمع الأميركي مثلا ولم يتجرأ أحدا بالمطالبة بتجريدهم منها.
أعتقد أنه كان الأحرى أن يطالب بتوحيد الجنسية لكل الكويتيين، وأن يدعو لما يلم شملهم لا ما يزود نار التفرقة بالمزيد من حطب العنصرية.
خطاب صاحب السمو أمير البلاد الأخير، ولقاءاته مع جماعات مختلفة تمثل المجتمع المدني كلها أتت لتؤكد أهمية الوحدة الوطنية ونبذ كل ما من شأنه أن يمسها بسوء.
ابونا العود تحدث وطالبنا بأن نرفق بهذا الوطن الصغير الآمن، هذا الوطن الذي يأخذه الكثيرون كأمر مسلّم به، من دون أن يعوا أن «معظم النار من مستصغر الشرر»، ونار التفرقة بين أبناء الشعب الواحد تستتر بحجج كالحة السواد ولكنها شفافة أمام أعين الغالبية الواعية من أبناء الشعب. يبقى القول ان مقالة الزميل ذكرتني بمداعبة أحد الزملاء الصحافيين في التسعينات، عندما كان يناديني مختصرا أول حرفين من اسمي واسم عائلتي بحيه هيه، بلهجة مصرية صعيدية.
وربما سيأتي يوم نختصر فيه اسماء الكويتيين جميعا الى حرفين ونلحقهما برقم أو اكثر من أجل أن نحقق الوحدة الوطنية ويشعر المواطنون بانتمائهم الحقيقي للبلد. لذا، أرجو من الحكومة أن تسمح لي بأن يكتب اسمي في شهادة الميلاد هكذا «حيه هيه 234».
حنان الهاجري
تعليقات