علي البغلي يشرح لعبداللطيف الدعيج ليش احتج على 'للخطايا ثمن'
زاوية الكتابكتب سبتمبر 12, 2007, 11:48 ص 678 مشاهدات 0
مسلسل الخطايا التي سندفع ثمنها!!
علي أحمد البغلي
زميلنا المهاجر في بلاد الغرب والانفتاح عبداللطيف الدعيج أبدى دهشته لانضمامي
للهجوم على مسلسل 'للخطايا ثمن'.. وأود ان أعلمه وكل من لفت نظره هذا الموقف مني،
بأني فعلت ذلك مرغما مضطرا.. فأنا كنت ومازلت من أعند المدافعين عن الحريات،
وبالأخص حرية التعبير والإبداع والفن.. ولكن بالاطلاع على المسلسل المذكور وبعض
أجزائه بتفاصيلها حيث تم تزويدي بنسخة من القصة والسيناريو والحوار، تبين لي أنه
ابتعد تماما عن الإبداع وجنح للإسفاف الواضح والصريح، والطعن بالعقائد والسخرية
وتسخيف المذهب الثاني لمواطني هذا البلد والمنطقة ككل (المذهب الجعفري).. وكان من
شأن عرض هذا العمل 'غير المسؤول' إشعال فتنة في البلد بين طوائفه، وإشعال الفتن
في المنطقة التي تموج بالفتن وبوادر الحروب الأهلية التي تنتظر شرارة لاشتعالها..
وقد كان ذلك المسلسل لكل من اطلع عليه الشرارة النموذجية لاشتعال تلك القلاقل في
لبنان والعراق (وهي بلدان محتقنة بالفتن الطائفية بين السنة والشيعة)، وجميع دول
المنطقة، ناهيك عن الشهية المفتوحة لجمهورية إيران الإسلامية للتدخل بشؤون أهل
المنطقة تحت دعاوى حماية الشيعة! فسدنة نظرية المؤامرة جاهزون لتأجيج النيران.. وقد
سمعت من كبار معارضي المسلسل، أن وراءه عملا منظما وملايين صرفت لإشعال الفتنة! وهو
أمر لم أصدقه ولم أقره، لأن النار إذا شبت فستشمل الجميع بمن فيهم المحرضون على
اشعالها!
هذا العمل ليس كما قال المدافعون عنه من مؤلفيه بأنه يتعرض لظاهرة اجتماعية عقائدية
والسلام وهي 'زواج المتعة'.. وهو زواج صحيح عند الشيعة الامامية بشروط وضوابط..
ولكن السيد مؤلف العمل الذي صور نفسه في احدى المقابلات بأن أعماله وعددها 40 عملا
لا تخضع لأي رقابة، وكأنه نجيب محفوظ زمانه! هذا المؤلف لوى عنق الحقيقة وجنح نحو
الإثارة الرخيصة المبتذلة وصور هذه 'الممارسة العقائدية' بصرف النظر عمن يعتقد
بصحتها أو عدم جوازها، بأنها عملية زنى مقنعة! وهذا بشهادة كل من اطلع على تفاصيل
العمل (رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الديوان الأميري ورئيس جهاز الأمن الوطني
ووزير الإعلام ووكيله وموظفو الرقابة)..
لن أسرد استشهادات من نصوص المسلسل المسيئة، والتي إن تحملتها أنا من باب حرية
الرأي والتعبير كما أؤمن، فإن هناك مئات الآلاف غيري لن يتحملوها.. فالناس يتفاوتون
بالعقلانية وردة الفعل التي قد تكون أعنف من المتوقع في هذا المحيط المائج من العنف
المادي واللفظي الذي نعيش به في المنطقة.. فضلا عن أنه بحكم أن أحداث المسلسل
وأبطاله من الكويت، فإن اللائمة من كل دول المنطقة ستكون عليها إذا ما أحدث ذلك
العمل المثير للجدل فتنة.. وبالأخص فتنة طائفية..
وقد شاركت شخصيا في الحملة ضد المسلسل، وكلي أسى لأنه أعطى أعداء الحرية - وما
أكثرهم - الحبل لكي يشنقوا به كل إبداع أدبي وفني بحجة الرقابة المسبقة على الأعمال
الإبداعية لكي لا ينكر ما حدث مسلسل الخطايا التي سندفع نحن وبكل أسف ثمنها!
.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
القبس
تعليقات