امير البلاد يلقي كلمة الكويت امام القمة الاقتصادية لرؤساء دول منظمة المؤتمر الاسلامي
محليات وبرلماننوفمبر 9, 2009, منتصف الليل 1075 مشاهدات 0
القى حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح هنا اليوم كلمة امام القمة الاقتصادية لرؤساء الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي في دورتها ال25 هذا نصها..
فخامة الاخ الرئيس عبدالله جول رئيس الجمهورية التركية الصديقة ورئيس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة المؤتمر الاسلامي.
الاخوة اصحاب الفخامة والسمو معالي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي معالي السادة الوزراء ورؤساء الوفود السيدات والسادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسرني في مستهل كلمتي ان اتقدم بالشكر والتقدير للحكومة التركية وشعبها الصديق على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة منذ وصولنا إلى هذه المدينة العريقة متمنيا لبلدكم الصديق كل التقدم والإزدهار.
كما أتوجه بالتهنئة للحضور الكرام بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لهذه اللجنة الدائمة (الكومسيك) هذا الكيان الذي حقق ولايزال التعاون الاقتصادي والتجاري الأمثل بين الدول الأعضاء مما مكننا من تطبيق العديد من البرامج والسياسات والمشروعات المتنوعة على أرض الواقع خلال هذه الفترة.
السيد الرئيس يصادف غدا الثلاثاء ذكرى وفاة الراحل الكبير مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك وهي ذكرى نستذكر فيها جميعا النضال والتضحية لقائد قد قدم لبلاده وأبناء شعبه عطاء شجيا أسهم من خلاله في تحقيق الرقي والتقدم والإزدهار لهذا البلد الصديق من خلاله. السيد الرئيس لعل تنظيم الحكومة التركية الصديقة الشهر الماضي لإجتماع المؤسسات المالية الدولية وما حققه من نجاحات لهو برهان ساطع على فعالية وتميز إمكانيات الحكومة التركية المهنية العالية في تنظيم مثل هذه الإجتماعات الدولية كما يجسد دورها الرائد وإسهامها في الدفع والإرتقاء بإقتصادات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى معدلات النمو التي نصبوا ونتطلع إليها وإنني لعلى ثقة بأن حكمة فخامتكم وخبرتكم ستقود أعمال مؤتمرنا هذا إلى النجاح والوصول إلى ما نسعى إلية من أهداف سامية.
السيد الرئيس :
إنه لمن حسن الطالع أن يتزامن عقد إجتماعنا هذا وهو الخامس والعشرون مع المبادرة الكريمة لحكومة الجمهورية التركية الصديقة بتنظيم قمة إقتصادية إحتفالا باليوبيل الفضي لإنشاء (الكومسيك) وهي مناسبة تمكننا من التشاور وتبادل الأراء حول مختلف قضايانا الإقتصادية وفي مقدمتها الأزمة الإقتصادية العالمية الراهنه وأزمة الغذاء وقضايا الطاقة.
وبهذه المناسبة أود أن أشيد بالدور المميز الذي قامت به الحكومة التركية طوال الخمسة والعشرون عاما الماضية للارتقاء بعمل (الكومسيك) مما مكنها من تحقيق خطوات متقدمة في المجالات الإقتصادية والتجارية والإشراف على تنفيذ خطة العمل الإقتصادي الهادفة إلى دعم وتعزيز التعاون الإقتصادي في الدول الأعضاء والتي ساهمت بتقديم التسهيلات التجارية والإئتمانية فضلا عن إبرام العديد من الإتفاقيات التي أدت إلى زيادة معدلات التجارة البينية بين الدول إلى مستوى أعلى وهذا ما حرص على تأكيده البرنامج العشري للمنظمة والمعتمد في قمة مكة المكرمة الإستثنائية المنعقدة عام 2005 وذلك رغم كل التحديات وتباين النظم والسياسات المالية بين الدول الأعضاء.
السيد الرئيس :
لقد عصفت بأسواقنا المالية أزمة عالمية إمتدت اثارها لكافة قطاعاتنا الإقتصادية ولقد تضافرت جهودنا جميعا للحد من أثار هذه الأزمة وكان في مقدمة هذه الجهود ما قامت به (الكومسيك) من دور فاعل ونشط على مستوى دولنا في تعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري لمواجهة الإنعكاسات السلبية للأزمة الإقتصادية على إقتصاديات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وكذلك على التجارة البينية فيما بينها ومما يدعو إلى التفاؤل بهذا الصدد أن مؤشرات إيجابية بدأت تلوح بالأفق توحي بأن أسواق العالم شرعت بالدخول إلى مرحلة التعافي ولو بمعدلات بطيئة.
السيد الرئيس:
لعل إعتماد (الكومسيك) محفلا يضم وزراء المال والإقتصاد يتبادل الوزراء فيه تجارب وخبرات بلدانهم في مختلف القضايا الدولية وإنعكاساتها على العالم الإسلامي ولعلكم تشاركوننا الرأي بأننا مطالبون اليوم بالتركيز على تنمية نشاطات اقتصادية تساهم وترفع مستوى معيشة الإنسان وكذلك التركيز على الاستثمار في قطاع الزراعة بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي لعالمنا الإسلامي.
وبهذه المناسبة لا بد لي أن أثمن الجهود الحثيثة التي يقوم بها الأمين العام والمؤسسات العاملة في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي كمجموعة البنك الإسلامي للتنمية والمراكز المتفرعة والإتحادات النوعية المختلفة العاملة في المجال الإقتصادي والإشارة أيضا إلى قرارات (الكومسيك) التي أكدت على أهمية تحقيق التكامل الإقتصادي الإقليمي كخطوة أساسية للوصول إلى السوق الإسلامية المشتركة.
السيد الرئيس:
إنطلاقا من إيمان دولة الكويت المطلق بالدور الحيوي الذي تقوم به منظمة المؤتمر الإسلامي وما حققته (الكومسيك) من تواصل وتنسيق بين الدول الأعضاء فيها ودعما لذلك الدور فقد إستضافت دولة الكويت القمة الإقتصادية والإجتماعية والتنموية العربية في بداية هذا العام والتي أكدت فيها الدول العربية على أهمية تحسين مناخ الإستثمار وتطوير البنية التحتية في الدول العربية والعمل على تعزيز فرص الإندماج بالإقتصاد العالمي.
وقد بادرت دولة الكويت بإنشاء صندوق لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال قدره ملياري دولار أمريكي ساهمت فيه بمبلغ خمسمائة مليون دولار تحقيقا للتكامل فيما بين الدول العربية.
كما قامت دولة الكويت وفي إطار حرصها على دعم منظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها التابعة والمتفرعة بزيادة مساهمتها بميزانية البنك الإسلامي للتنمية إلى نسبة 12 في المئة كما تفاعلت مع المبادرات الإسلامية ومن ذلك دعمها للصندوق الدولي المخصص للقضاء على الفقر والتابع للبنك الإسلامي للتنمية وإلى مبادرتها في الدعوة إلى إنشاء صندوق يوفر الحياة الكريمة للدول المحتاجة برأسمال قدره مئة مليون دولار أمريكي ومشاركتها في تمويل هذا الصندوق.
ودولة الكويت لم ولن تدخر جهدا في سبيل دعم العمل المشترك سواء في الإطار العربي أو في الإطار الإسلامي.
وختاما لا يسعني إلا أن أتقدم لكم جميعا بخالص إمتناني وتقديري لما تقومون به من جهود مخلصة وبناءة متمنيا بأن تكلل أعمالنا وجهودنا بالتوفيق والنجاح لما فيه خير أمتنا الإسلامية ورفعة شأنها.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تعليقات