الربيعة يحذو حذو الساير

دشن وزير الصحة السعودي، عبد الله الربيعة، حملة التطعيم باللقاح المضاد لفيروس H1N1 المسبب لمرض 'أنفلونزا الخنازير' السبت، حيث كان أول من يتناول هذا اللقاح الجديد، في خطوة تهدف إلى التقليل من المخاوف التي أُثيرت حول عدم سلامة العقار.

وتلت إحدى بنات الربيعة والدها في تناول اللقاح، وتبعهما عدد من المسؤولين في الحكومة السعودية، في افتتاح الحملة التي تهدف إلى تطعيم عشرات الآلاف من السعوديين والمقيمين داخل المملكة، الذين يعتزمون التوجه إلى 'المشاعر المقدسة' للمشاركة في أداء مناسك فريضة الحج هذا العام.

وأعرب وزير الصحة السعودي، في تصريحات للصحفيين، الذين شهدوا تناوله أولى جرعات اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، والتي بثتها العديد من الشبكات التلفزيونية العربية، عن أمله في أن تخفف هذه اللقطات من مخاوف المواطنين، وطمأنتهم إزاء سلامة هذا اللقاح.

وأثار اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير مخاوف واسعة في عدد من الدول العربية والإسلامية، حيث تفرض حكومات هذه الدول على الراغبين في أداء فريضة الحج تناوله، تحسباً لأي تفشي محتمل للفيروس خلال موسم الحج، الذي يشارك فيه نحو ثلاثة ملايين مسلم من مختلف أنحاء العالم.

وقال الربيعة في هذا الصدد: 'لقد تناولت الجرعة الأولى من اللقاح حتى يتأكدون من سلامته، كما وافقت على أن تتناوله ابنتي أمام شاشات التلفزيون، بعد التأكد من سلامته'، مشيراً إلى أن مسؤولي وزارة الصحة تأكدوا أن اللقاح آمناً، بعد دراسة تأثيراته على مدى الشهور القليلة الماضية.

كما نقلت وكالة الأنباء السعودية 'واس'، عن الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة، تأكيدها أن الفوائد العلاجية المتحققة من اللقاح تفوق الآثار الجانبية المحتملة، التي يمكن أن يسببها اللقاح، مشيرة إلى أنها لا تختلف في مجملها عن تأثيرات لقاح الأنفلونزا الموسمية.

وبحسب الخطة المعتمدة لإعطاء اللقاح للفئات المستهدفة، فسيتم وكمرحلة أولى تطعيم المشاركين في الحج بما في ذلك العاملين في القطاعات الصحية، والقطاعات الحكومية الأخرى، ومؤسسات الطوافة، إضافة إلى 'حجاج الداخل' الحاصلين على تصريح من وزارة الداخلية بالحج.

وقد عبّر أحد المصريين الذين يعتزمون السفر إلى السعودية لأداء الحج هذا العام، ويُدعى ساهر أبو بكر، عن مدى المخاوف التي تنتاب الحجاج من هذا اللقاح، بقوله: 'لقد أجبروني على تناول الجرعة، ولو أراد الله أن أموت نتيجة تناولها، فلتكن مشيئته.'

وكانت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أنها اعتمدت لقاح أنفلونزا الخنازير، من إنتاج شركة 'غلاكسو سميث كلاين'، قبيل أيام من انتهاء المملكة من الاستعدادات لاستقبال نحو مليوني حاج هذا العام.

وقالت الهيئة في بيان أودعته موقعها الإلكتروني: 'انطلاقاً من دور الهيئة العامة للغذاء والدواء الرقابي على الأدوية، فقد تابع قطاع الدواء بالهيئة من خلال إداراته ومراكزه جميع مراحل إنتاج لقاح أنفلونزا الخنازير من قبل العديد من الشركات.'

ولفتت الهيئة إلى أن اللقاح الذي تم اعتماده، 'يسوق بنفس التركيب في 17 دولة من الدول الأوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والسويد والدنمرك وأسبانيا وهولندا، وأن جميع الدراسات والتحاليل تؤكد أن الفوائد العلاجية المتحققة من اللقاح تفوق الآثار الجانبية المحتملة.

وأضافت الهيئة أن اللقاح سيُوزع بالاسم التجاري 'بانديمركس'، ويصنع في بلجيكا، داعيةً إلى 'عدم الانسياق وراء ما ينشر عن اللقاح من معلومات غير صحيحة، والرجوع للمصادر الحكومية والعلمية، للحصول على المعلومة الصحيحة.'