‬مشكلة الكويت الحقيقية هي‮ ‬البطانة الفاسدة، ولم نأخذ العبرة من نتيجة التأزيم في مجلس ‮ ‬1939..محمد الملا
زاوية الكتابكتب نوفمبر 1, 2009, منتصف الليل 768 مشاهدات 0
لم نأخذ العبرة من 1939
محمد الملا
للأسف، مشكلة الكويت الحقيقية هي البطانة الفاسدة التي تدور حول الكراسي الوثيرة كالذباب للتنفع والتربح وزرع الفتنة بين أطياف الشعب الكويتي، ولو رجعنا إلى الأحداث التاريخية وخاصة لوقائع سنة المجلس 1939 وهي قمة الصراع بذلك الوقت للمطالبة بالدستور وخاصة من قبل المنتخبين في المجلس التشريعي بذلك الوقت لوجدنا ان سبب حله يعود إلي البطانة الفاسدة التي كانت تنقل الأخبار الكاذبة إلى القنصل البريطاني وكانت تحذرهم من خطر المد الإصلاحي الذي سوف يؤثر على مصالحهم الخاصة، وبنفس الوقت تنقل الأخبار الملفقة لأمير الكويت بذلك الوقت الشيخ أحمد الجابر الصباح بأن المجلسيين يهددون نظام الحكم بالبلاد وأن لديهم فكراً انقلابياً واتصالات مع الملك غازي العراقي وكل ذلك من أجل غرض واحد وهو عدم صدور الدستور الكويتي لينظم الحياة السياسية بالبلد لمزيد من الحرية، ويكسر احتكار بعض التجار والمتنفذين الذين لهطوا أموال الشعب الكويتي.
والغلطة الكبرى لبعض المجلسيين مراسلاتهم مع العراق وإرسال البرقيات إلى إذاعة قصر الزهور لمحاولة تهديد السلطة آنذاك، ما تسبب في التشكيك بنواياهم تجاه مطالباتهم بالإصلاح، وأيضاً قيام البطانة الفاسدة بالاستعانة بالكثير من الغرباء وتسليحهم لتأزيم الساحة السياسية، وكانت الطامة الكبرى المطالبة بفتح ملفات الكويتيين الذين يتمتعون بجوازات دول مجاورة من أجل تهديد مصالحهم بالبلاد، وتشجيع بعض أبناء التجار للتصدي للحركة الإصلاحية ومحاولتهم الدائمة تشويهها بكل الطرق، والغريب أن بذرة الإصلاح في الكويت زعزعت أركان بعض الدول، وما يجري لدينا حاليا نفس الأحداث السابقة حيث ان الديمقراطية الكويتية تهز أركان الدكتاتورية في العالم العربي الغارق في اغتصاب الكلمة الحرة، وأيضاً البطانة الفاسدة تدفع نحو تحول دستور عبدالله السالم رحمه الله وطيب ثراه إلى دستور صوري وتقليم مخالبه من أجل عدم محاسبة بعض المفسدين، فلهذا تحاول البطانة الفاسدة تعميق التأزيم، وللأسف من يشارك بها بعض النواب وتصريحاتهم واضحة وجلية في الساحة المحلية، وأيضا بعض كبار المتنفعين وأسماء أجدادهم محفورة بالتاريخ الكويتي، والتي ساهمت بالتأزيم بين السلطتين قبل حل المجلس التشريعي سنة 1939، التاريخ يعيد نفسه إنهم يريدون خيرات البلد لفئة معينة أما الشعب فليأكل ما يتبقى من موائد الأسياد، وإن المؤزمين هم السلطة الخفية التي تلعب بالخفاء من أجل لهط فوائض البترول، نعم هناك بعض النواب يتغنون بالروح الوطنية ولكن ولاءهم للغير، والحل هو محاسبة كل نائب لتخاذله بالدفاع عن حقوق الشعب. اما تقبيل الأيادي للبعض منهم من أجل معاملة فهو خطيئة كبرى والله يصلح الحال.
والحافظ الله يا كويت.
تعليقات