مجموعة من ورق
محليات وبرلمانأكتوبر 27, 2009, منتصف الليل 945 مشاهدات 0
لا نختلف مع الرأي القائل بأحقية مجموعة ال 26 بالتشرف بمقابلة صاحب السمو أمير البلاد وعرض القضايا التي يرون إنها مهمة وتمثل جانبا من الرأي والهوى لدى بعض الشعب الكويتي, ولكن أن تكون هذه القضايا هي المصيرية وحدها ويتم إغفال القضايا الأهم والتي تؤرق ليل ونهار الشعب الكويتي هو ما نستهجنه ونطالب أيضا بتوضيح بعض النقاط والأهداف التي يراد لنا أن نتوقعها في الكويت. فقد طالبت المجموعة وبأهمية أن تستمر التنمية في البلاد وهذا مما لا غضاضة معه بل هو جل ما نريده ويتمناه كل مواطن ولكن أن تكون التنمية من خلال عدم إسقاط القروض أو حتى من معالجة السلبيات الحاصلة مع هذا الملف فهذا نوع من الإجحاف والرؤية الغير واضحة لمتطلبات الشعب علما بان قضية القروض والمديونيات قد مرت على الشعب الكويتي سابقا ولامست بعض التجار والمتنفذين فأسقطتها الحكومة عنهم ولم يقل احد شيئا ما فما بالهم الآن وقد ضرست محنة القروض أنيابها على غالبية الشعب الكويتي ومسكتهم في مقتل وهاهم لم يلتفتوا لهذا الشعب وإنما عالجوا من يريدون وابعدوا الترياق عمن لا يملك شيئا في ازدواجية فاضحة ورؤية عقيمة للمجتمع الكويتي وكأنهم يفصلون ويوزعون الأرزاق تبعا لمصالحهم وآراءهم, وما بالهم قد غضوا النظر أو الطرف عن الفساد المنتشر في كل ركن حكومي وبداخل كل مؤسسة رسمية وغير رسمية وحتى أصبحت الحكومة وأصحابها من المتنفذين والتابعين حاضنة للفساد بكل أنواعه واختلافه, ولماذا تم تجاهل ما يعانيه الشعب الكويتي من تفشي المحسوبيات والواسطة في كل عمل وفى كل انجاز؟ وأين هم من مطالب المواطنين البسطاء في القضايا المصيرية من قضايا الإسكان والصحة والتعليم ومشاكله السياسية, أفلا تشكل هذه القضايا هاجسا عندهم أو محركا لعواطفهم تجاه الشعب الكويتي أم الشعب الكويتي يقاس تبعا لفئة معينة يرونها هم ولا نراها نحن لأنهم لا يشعرون ولا يحسون بالمواطن الكويتي البسيط.
وقديما قيل ' كل إناء بما فيه ينضح ' فإذا كانوا هم النخبة وهم من الوزراء والنواب السابقين وأصحاب القرار الاقتصادي والذين نهلوا العلم والتخطيط الحكومي, فماذا نتوقع أن تخرج توصياتهم ورؤاهم؟ انه حتما ما يريدونه من اقتصاد موجه نحو فئة معينة ولفائدة قد لا تلامس ما يريده الشعب الكويتي وما يتمناه, لقد تغيرت المفاهيم وانعكست الأولويات وأصبحت أجندتهم العملية واضحة للجميع وبما لا يدع مجالا للشك بأنهم يريدون شيئا واحدا فقط ويهدف إلى توصيل صورة خاطئة ومضامين مغلوطة عن الشعب الكويتي والإيهام بان مشاكل ومتطلبات الشعب الكويتي تنحصر فيما يقولونه لا فيما يراه مجلس الأمة وممثليه الذين اختارهم المواطنون وبغض النظر عن إفرازات هذا المجلس فانه يظل المظلة الشعبية ومطبخ القوانين وتشريعاته. فهل هذه التحركات عبارة عن رسالة ما تود بعض الفئات إيصالها إلى الشعب والقيادة وإشعار الجميع بان إفرازات المجلس والعمل بالدستور ما هو إلا حالة أخرى وقراراته تأتى بعد هؤلاء المتنفذين؟ وان العمل الحكومي يجب أن يمر من خلالهم وما يمثلونه؟ انه فعلا زمن المقلوب وتلخبط الشعارات في حب الوطن والدفاع عن مصالحه.
إن الشعب الكويتي مل من التحدث باسمه ممن لا يملكون التخويل بذلك بل جل ما يملكون هو آراءهم وأفكارهم التي صاغوها من وحي خيالهم ومن خلال أجندات خاصة بهم فالشعب الكويتي يعاني وما زال يعاني من مشاكل جمة طغت على مسيرة الحياة وتعطلت معها التنمية الحقة وأصبح الفساد هو المسيطر على مجريات العمل الحكومي فتدنت النفوس وعاث الخراب على الأبواب وسيطرت الأحزاب والأفكار والتيارات الموجهة من الخارج والداخل على القوانين بل وحتى غيرتها بناء على ما تملكه من سلطة وقوة خفية في الظلام, إن تمثيل الشعب الكويتي قائم على أحقية جميع المواطنين في الحقوق والواجبات وعلى إيمانهم بالدستور ودولة القوانين والمؤسسات, ومن اجل هذا فليعمل الجميع وعلى اختلاف مذاهبهم وأفكارهم وتياراتهم بان تكون الكويت الهدف الاسمي بعيدا عن اى شخصانية ومصلحة وحتى لا تذروا الرياح كل الأوراق وما فيها.
عبدالعزيز عبدالله القناعي
تعليقات