'الشعب مثل الثور والحكومة مثل اللاعب الإسباني، كلما غرز اللاعب في جسمنا حربة ارتفعت أسهمه'، محمد الوشيحي يرى أن 'الكويت تباصيها.. بالكعب'

زاوية الكتاب

كتب 2523 مشاهدات 0


آمال

الكويت... تباصيها بالكعب

محمد الوشيحي


الله يعطيك العافية يا مستر توني بلير، جبت الذيب من ذيله عندما حدثتنا عن تدني التعليم في الكويت، وعندما حدثتنا قبل ذلك عن سوء الأوضاع الإدارية. لكننا لن نصدقك إلى أن تحلف، 'قول والله'.

شوف يا مستر توني، لنتحدث على بلاطة، والزعل ممنوع، أنت جئتنا من أوروبا، حيث المواطن هناك مرتاح ابن مرتاح، فكل شيء واضح، وكل شيء علني، لا أقنعة عندكم، ولا تزوير في أخلاق رسمية. فلماذا ترتدي الأقنعة عندنا هنا؟ لماذا لا تسمي الأشياء بأسمائها، وتشير للخطأ بالإصبع السبابة، أو الوسطى إن أردت؟ لماذا لم تقل إن العلة عندكم في طريقة إدارة شؤون البلاد، أي إدارة الحكومة، فإن أصلحتموها صلحت أحوالكم حتى لو فسد البرلمان والشعب والبيض؟

يا سيدي، نشرت وكالة الأنباء الكويتية خبراً عن عزم الحكومة إنشاء محطة طاقة شمسية بحلول عام 2020 فتعالت أصواتنا، لا تدري هل هي قهقهات ضحك مجلجل أم حشرجات بكاء مزلزل، لكنك ستدري طبعاً أن الأصوات هذه تدل على عدم تصديق الناس. قل لي ليش كي أقول لك إن 'المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين'، ونحن لا يخلو شبر في أجسادنا من لدغة، ولا نامت أعين العقارب. لُدِغنا في بداية الثمانينيات من عقرب مدينة الصبية التي قرروا إنشاءها خلال خمس سنوات، وها هي رمالها تفرك يديها في انتظار الأسمنت منذ ذلك الحين. لدغنا في عهد وزير الإسكان السابق بدر الحميدي الذي سبّبت تصريحاته التي لا تنتهي ارتفاعاً حاداً في أسعار الأحبار، وأسعار صيانة المطابع، وها أنا ذا يا محاكيك أنتظر بيتي منذ عام (96). لدغنا بوعود صيانة مصافي النفط، ووعود محاربة الفساد، ووعود تطوير الصحة والتعليم، ووو، ولم يتغير شيء. وأنت تعرف أننا دولة هالكبر، 'تباصيها بالكعب' على رأي معلقي كرة القدم. لكنهم لا يريدون التغيير إلا إذا كانت العمولات أكبر من المشاريع وأكثر، فعلامَ تتعب نفسك، خذ فلوس عقد استشارتك بالهناء والشفاء وروح شوف مصالحك، أو فاسكت وابحث عن منديل وتعال شاركنا اللطم، وكل مشروك مبروك.

يا سيدي، وحتى تتضح لك الصورة سأضرب لك المثل على قفاه، وهو مثلٌ وارد أوروبا، سقى الله أوروبا؛ نحن الشعب مثل الثور والحكومة مثل اللاعب الإسباني، كلما غرز اللاعب في جسمنا حربة ارتفعت أسهمه. وها هو جسمنا أمامك، فتفضل 'عدّ حراب ورماح ولا تعد أقداح'. صرنا لشدة الألم نهلوس، لا نعرف كيف نخرج من الحفرة. يدخل الحزن بيوتنا من دون أن يقرع الجرس، مفاتيح بيوتنا في ميداليته فهو من أهل البيت.

تخيل، حتى الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وهو أحد رموزنا الفنية، وأحد قادة الفكر عندنا، لم يعد يعرف الحل، لذلك اقترح هو أن تكون الحكومة كلها من الشيوخ، قلت له: هم لم ينجحوا في اختيار أفضل ستة شيوخ فكيف بستة عشر؟ قال: على الأقل أفضل من المحاصصة... تخيل! صدقني يا مستر توني بوعدنان 'طيب وعلى نياته' كما تقول الفنانة أنغام، والشعب كله طيب، وكل سنة وأنت طيب.

بقيَ لي طلب واحد عندك ولا عليك أمر، أن تقول 'آمين'، أنت بس قل 'آمين' على بياض واترك الباقي عليّ.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك