‬صباح المحمد يتهم الحكومات الكويتية منذ عام 68 بترك البلد لمن يريد أن يلعب، من عملاء الاستخبارات الإقليمية والدولية

زاوية الكتاب

كتب 1201 مشاهدات 0


 


27 ‬حكومة تركت الملعب لكل من‮ ‬يريد أن‮ ‬يلعب 
 

بقلم‮: ‬صباح المحمد

في‮ ‬قراءة متأنية للأحداث التي‮ ‬شهدتها الكويت منذ العام ‮٨٦٩١ ‬حتى اليوم،‮ ‬يتأكد لنا اختراق المجتمع والشارع الكويتي‮ ‬من قبل العديد من أجهزة الاستخبارات الدولية والاقليمية،‮ ‬وأحزاب سياسية،‮ ‬كل بشكله وشرحه عن نفسه‮: ‬إسلامي،‮ ‬ليبرالي،‮ ‬وطني،‮ ‬قومي،‮ ‬عربي،‮ ‬مذهبي،‮ ‬فقد افتعلوا تلك القضايا،‮ ‬كل لهدف لديه،‮ ‬الا انه في‮ ‬اغلب هذه الحوادث التي‮ ‬لا تكون مباشرة وواضحة،‮ ‬يكون الهدف الأول حكومة دولة الكويت المعظمة بأنها هي‮ ‬من افتعلت هذه القضية،‮ ‬ولا‮ ‬يقصد الحكومة بمسماها الدستوري،‮ ‬بل‮ ‬يقصد أبناء أسرة الصباح،‮ ‬والذين ان أرادوا ذكرهم تذكر الحكومة بدلاً‮ ‬من مسماهم،‮ ‬ومع الأيام‮ ‬يكشف النقاب عن سر بعض القضايا،‮ ‬ويدفن بعضها لعدم التجريح أو المساس بأهلها،‮ ‬ومن‮ ‬يقف وراءها‮.‬
مرة دولة نغض النظر عن ممارساتها وافتعالها المشاكل الداخلية في‮ ‬الكويت حتى لا نسيء العلاقات معها‮ .. ‬ومرة منظمة نغذيها بالمال والعيال ونكبرها علشان تتآمر وتتأمر علينا‮.‬
ومرة جماعات سياسية نقويها بالمناقصات والعطاءات والمناصب السياسية لتنقلب علينا لتبرر مواقف دول ضد الكويت وأهلها‮.‬
ومرة أجهزة إعلامية نغذيها بالهدايا والعطايا ونجاملها بالاستقبالات للرزة علشان تزرع الفتنة بين ابناء الوطن وتقسيمهم إلى فئات وشرائح مذهبية وفكرية وقبلية،‮ ‬ولا ننسى الصباحية‮.‬
وإلى الآن لم تدن الحكومة بمستند واحد‮ ‬يثبت أنها حكومة دموية،‮ ‬تغتال من لا‮ ‬يتفق معها أو لايمشي‮ ‬على هواها،‮ ‬الا ان اغلب من تعرضوا لحوادث كانت شخصية او تجارية و بعض الأحيان أخلاقية،‮ ‬تحوّل قضاياهم وبقدرة قادر وبسرعة الى خلاف سياسي‮ ‬وراءه ماوراءه،‮ ‬ليثبت هؤلاء الأشخاص المدعون بتصريحات رسمية بأن هناك من‮ ‬يرغب باغتيالهم،‮ ‬مرة من خلال رسالة أو مسج أو من خلال حادثة مشاجرة أو بإطلاق الرصاص،‮ ‬انهم زعماء سياسيون‮ ‬يجب ان‮ ‬يلتفت لهم البشر ليزيد تقديرهم واحترامهم لأنهم أصحاب فكر وقلم وطرح،‮ ‬فإما ان هؤلاء مرضى نفسيون،‮ ‬يتصورون ما‮ ‬يتصورون وبأي‮ ‬حادثة توجه الاتهامات‮ ‬يميناً‮ ‬ويساراً،‮ ‬وإما أنهم موجهون من جهات لزرع الفتن والتفرقة بين ابناء البلد الواحد،‮ ‬واما انهم مهددون فعلا ويخافون ان‮ ‬يعلنوا عمن هددهم رسميا،‮ ‬مكتفين بذكر الحكومة،‮ ‬واما ان كبرياءهم ومكانتهم الاجتماعية لا‮ ‬يسمحان بأن‮ ‬يهددوا بأقل من حكومة لأن هذا‮ ‬يحط من قدرهم واحترام الناس لهم،‮ ‬اما الحكومة المتهمة في‮ ‬أغلب مصائب الدولة،‮ ‬وهي‮ ‬غير القادرة على الدفاع عن نفسها،‮ ‬فهي‮ ‬خائفة من الكل،‮ ‬تبي‮ ‬ترضي‮ ‬الكل،‮ ‬لا تستطيع المواجهة،‮ ‬ووضع الحجج والأسباب راضية بالمسكنة بحجة انها العاقل الوحيد في‮ ‬المجتمع،‮ ‬تاركة البلد‮ ‬يتمزق من دولة الى مجموعة دويلات،‮ ‬حزبية ومذهبية وطائفية واعلامية‮.‬
طوال تلك السنوات،‮ ‬وحتى لحظة كتابة هذه السطور،‮ ‬لم تستطع الحكومة القاء القبض على أغلب من هددوا وتوعدوا وإدانتهم،‮ ‬وآخرهم من نفذ وضرب لتبرئ ساحتها وتدين من اتهمها،‮ ‬فإلى متى هذا الضعف؟ تاركة الملعب لكل من‮ ‬يريد ان‮ ‬يلعب،‮ ‬فلو ارادت احدى اجهزة الاستخبارات اواحدى الخلايا السياسية ان تولع الكويت فكل ما عليها اغتيال أحد رموز السياسة المعارضين،‮ ‬او عالي‮ ‬الصوت،‮ ‬وسوف تهب وراءهم جيوش جرارة من الطائشين‮ ‬غير الواعين،‮ ‬فهناك من‮ ‬يريد ببلادنا ما‮ ‬يريد،‮ ‬الله‮ ‬يستر،‮ ‬ألا تطلق أول رصاصة،‮ ‬لأنه لن‮ ‬يقف بعدها الرصاص،‮ ‬لأن أرضنا أصبحت ملعبا دوليا لصراعات واختبارات عملاء الاستخبارات الإقليمية والدولية،‮ ‬والأحزاب السياسية الكويتية التي‮ ‬تجد أرضية مهيأة خصبة وبيئة ملوثة بالحزبية الضيقة والمذهبية المتعصبة،‮ ‬وستارا ديمقراطيا في‮ ‬ظاهره الحرية وفي‮ ‬باطنه الإرهاب المدمر‮.‬

 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك