هوس عمليات التجميل لدى النساء !!

محليات وبرلمان

2831 مشاهدات 0


أصبحت عيادات التجميل بوقتنا الحالي أكثر ازدحاما من بين العيادات الطبية الأخرى، وأصبح التخصص الذي يدر على صاحبه أموالا هائلة هو تخصص التجميل، وما يتعلق بها من عمليات ترتبط بعالم الجمال لكل من الجنسين، ولكن لا شيء يساوي مقدار اهتمام النساء بشكل عام نحو البحث عن الجمال بكل الطرق، فتجدها تغامر بأن تدخل تجربة مؤلمة وتتحمل أسابيع وأشهر كي تصل للصورة التي تحلم بها، أو كي تجعل مرآتها تنطق مجبورة أنها هي الأفضل والأجمل بين نساء العالم.

'المرأة الآن' مع ما يحيط بها من عوامل كثيرة أولها  ما تراه في الإعلام المرئي والمسموع من تمجيدهم للجمال الأخاذ، وبحثهم دوما عن المظهر الخارجي الجذاب الذي بدوره يلفت انتباه الناس إليه، هو مايجعل المرأة تتيقن أن الجمال يكون في الصفوف الأولى من حياة الرجل والمجتمع و العالم بأسره، ويجعلها تصرف الغالي والنفيس كي تبحث عن كل ما هو جديد بهذا المجال الطبي، الذي فتح اختيارات عدة أمامها لتحسين صورتها، حتى وإن لم تكن بحاجة لها، إلا أن هناك كتالوج متكامل حول (الجمال المصطنع) والذي يقدم لها كل ما تشاء، لكن لابد من تفريغ الجيوب قبلها حتى تستلم وصل هذا الجمال وتنتظر النتائج بعدها، وإذا خرجت بأقل الخسائر و دون آثار جانبية من المغامرة التي أدخلت نفسها بها فهي محظوظة بأن هذا الأمر لم يخلف وراءه خسائر أو تشوهات، و هذا الأمر لابد أن يحدث في أي مجال،  لذلك وجب الحذر من الأخطاء الطبية التي يقع بها بعض أطباء التجميل وبالتالي تصبح الأداة التي يستخدمها أداة تشويه قد يدفع بها الثمن غاليا من أجل أن تستعيد المرأة وضعها الطبيعي، ومهارته هي المنقذ في هذه الحالة. 

إن النظرة العامة والمنتشرة  لدينا بأن الجمال لا يكتمل إلا بعد أن تصبح المرأة صورة مستنسخة من إحدى الفنانات اللاتي يظهرن على شاشات التلفزيون خاصة بعضهن سباقات في ذلك، وبلا شك أن كل من الإعلام  والرجل  ساهموا  بشكل ما أو بآخر بدفع المرأة للبحث عن هذه الأمور، بالإضافة لشخصية المرأة التي جعلتها لا تثق بما تمتلكه من سمات، وأحيانا العامل النفسي ذو ارتباط بهذه الأمور، فقد نتفهم رغبة الفتاة بتحسين شكلها، ولكن كيف نفسر اجراء عمليات التجميل لمن تجاوزت الخمسين عاما؟!.

وللأسف أنها أصبحت من الأمور المعتادة وكثرت التخصصات والعيادات العاملة بهذا الجانب،  يثبت الرغبة لدى الناس بوجودها وحاجتها لهم، كما أن الأسرة مع الوقت اقتنعت أن هذا الأمر أصبح اعتياديا، وقد تطلب الفتيات وهن في مقتبل العمر إجراء بعض العمليات الصغرى وتجد أسرتها تؤيدها، ولكن هل الرجل قادر على تمييز الفتاة ذات الجمال الحقيقي وبين ذات الجمال المصطنع؟! أم لا تهمه هذه الأمور دامت جميلة فقط؟!وهل يجب على الفتاة أن تصارح من يرتبط بها بما قامت به من عمليات تجميلية؟! أم تعتبرها من الخصوصيات التي لا يحق له بمعرفتها لأنها أجريت في كنف أسرتها ؟! تساؤلات  تثار كثيرة حول هذه الأمور إلا أن مع كثرتها سيعتاد المجتمع عليها، وحتى بالإمكان أن يصبح لها عيادات صغيرة في المستشفيات الحكومية والمستوصفات الطبية لكثرتها، فتجد بعضهم يتطوع للعمل الصباحي بها،  كنوع من الدعاية لعيادته أو لأخذ الأجر بهذا التطوع  في الجانب التجميلي للإنسان !!. 
 

الآن – تقرير : نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك