د. تركي العازمي: كشف... «الحرامي المستتر»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 200 مشاهدات 0


بعد مقال الأحد الماضي المعنون بـ (المنافقون... عد و«خربط»!)، وصلني خبر منقول لا أعلم شيئاً عن صحة مصدره، إلا أنه راق لي كثيراً وهو أحد الأماني التي أتطلع إلى تحقيقها ونصه «أوامر لمراجعة الحسابات البنكية لجميع النواب والوزراء السابقين والمسؤولين دون استثناء»!

قبول المسؤول مالاً أو «عطية/هبة» من المال العام أو من المال الخاص يعتبر رشوة مبطنة وإن قيل عنها ما قيل!

هذا الخبر يذكرنا بما نشر حول تضخم الحسابات البنكية لبعض النواب قبل سنوات عدة.

جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم «ما بال العامل نبعثه فيأتي ويقول هذا لكم وهذا أهدي إلي؟ أفلا قعد في بيت أبيه أو في بيت أمه حتى ينظر أيهدى إليه أم لا»؟!

أي حساب بنكي شهد تضخماً في الرصيد تستدعي الضرورة البحث والتحري حول مصدر هذه الأموال بما في ذلك أموال المشاهير.

عندك تجارة معينة ومثبت فيها مصدر الأموال من فواتير حقيقية لا وهمية أو «مفبركة» فلا بأس والله يزيدك من فضله، أما من بحكم وظيفته وأثناء عمله أو «بروبوغندا المشاهير» أياً كان، وتلقى مالاً «نفخ رصيده»، فأظن أنه من باب تحصين المجتمع من هذه الفئات عبر تفعيل المحاسبة، كما حصل في دول مجاورة وغير مجاورة، وهذا مطلب حتمي.

إننا أمام قاعدة «من أين لك هذا؟»... وأدعو الله أن يحقق العدالة في المحاسبة لكل من أودع مالاً كبيراً في حسابه دون إظهار دليل قاطع يبين مصدر تلك الأموال ومقابل ماذا؟

وللعلم، حتى في التجارة معلوم مستوى البيع الفعلي وسعر المنتجات ولا يمكن أن يكون التسويق مدراً لمبالغ طائلة أو غير ذلك من الطفرات التي حدثت في بعض الحسابات البنكية.

«لعن الله الراشي والمرتشي» من سراق المال العام والخاص وغاسلي الأموال ومبيضيها... فهل يتحقق الأمل في استرداد تلك الأموال ومصادرتها بعد طول انتظار؟

إن تتبع الأموال أمر سهل بلوغه، لمحاسبة «الحرامي المستتر»، فالبلد ومصلحته مقدمان على أي أمر آخر.

الزبدة:

إن أخطر ما قد يحدث من حولنا هو «الحرامي المستتر»... حيث إن بعضهم يحاول أن يسرق عقول البشر عبر بثه السموم والإشاعات... وبعضهم استغل وظيفته لجني الأموال «هدية أو عمولة» بحثاً عن الثراء الفاحش... سواء حولت له في حسابه البنكي محلياً أو خارجياً، فكل الحسابات من الممكن متابعتها وهناك أنظمة مخصصة لذلك.

نريد تطهير البلد من «الحرامي المستتر» و«الحرامي المكشوف» عاجلاً غير آجل؛ لنحقق الأمانة والإخلاص في العمل، وهذه الغاية تعتبر إحدى ركائز الإصلاح المؤسسي والاجتماعي والإعلامي والسياسي.... الله المستعان.



تعليقات

اكتب تعليقك