#ردع_العدوان .. الأسبوع الأهم في #سوريا.. مكاسب المعارضة وتحركات النظام والردود الدولية
عربي و دوليالآن - وكالات ديسمبر 1, 2024, 9:31 م 393 مشاهدات 0
تطورات متسارعة وتصعيد عسكري غير مسبوق تشهده الساحة السورية منذ نحو أسبوع، حققت خلالها فصائل المعارضة السورية مكاسب عسكرية كبيرة على حساب قوات النظام، بعد إعلان بسط سيطرتها على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب بشكل كامل، والسيطرة على معظم أحياء مدينة حلب، والوصول إلى مشارف ريف حماة الشمالي.
كانت الساعات الأخيرة من يوم الأمس الأكثر حرارة، مع وصول فصائل المعارضة إلى أطراف مدينة حماة، ولم تشهد المدينة دخولاً ميدانياً من قبل فصائل إدارة العمليات العسكرية، مكتفية بإرسال طلائع استطلاعية انسحبت لاحقاً إلى الريف الشمالي، وسط توجه واضح نحو تركيز الجهود على إنهاء وجود النظام في حلب بالكامل.
في محافظة حلب، استطاعت الفصائل تحقيق تقدم ملحوظ بالسيطرة على مواقع استراتيجية مثل الأكاديمية العسكرية ومنطقة الشيخ نجار، في إطار خطة تهدف إلى إنهاء الوجود العسكري لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومع استمرار العمليات، أحكمت المعارضة قبضتها على مواقع حساسة مثل السجن المركزي.
أما في حماة، فقد شرعت قوات المعارضة بتوسيع نفوذها في الريف الشمالي والغربي، بهدف تأمين خطوط الإمداد وحماية القوات من الكمائن المحتملة، وفي الوقت ذاته، استجمعت قوات النظام نفسها في مدينة حماة، واستقدمت حشوداً عسكرية باتجاه البلدات القريبة من المدينة من الجهة الشمالية، وسط وعيد ببدء هجوم معاكس لإعادة السيطرة على المناطق التي تقدمت إليها الفصائل.
جبهة حماة
تشير مصادر متطابقة لموقع تلفزيون سوريا إلى أن فصائل إدارة العمليات العسكرية لم تدخل مدينة حماة يوم أمس، رغم دخول بعض طلائع الاستطلاع وانسحابها إلى مناطق سيطرتها في الريف الشمالي الذي يبعد نحو 15 كيلومتراً عن مركز المدينة.
ويبدو جلياً أن الفصائل مهتمة بإنهاء وجود النظام في محافظة حلب بشكل كامل بالدرجة الأولى، وهذا هدف تركي أيضاً يمكن لمسه من خلال تولي فصائل الجيش الوطني مهمة السيطرة على السفيرة ومعامل الدفاع والثكنات العسكرية القريبة وما يحيط بها من طرق استراتيجية، فالسيطرة على هذه المعامل تعني أن النظام لن يكون له عودة قريبة إلى الشمال، فمدينة السفيرة كانت نقطة التجمع للقوات القادمة من الجنوب والشرق ليتم إعادة انتشارها في الشمال.
وفي سياق موازٍ، تسعى الهيئة إلى إنهاء كل الوجود العسكري لقوات النظام و"قسد" في مدينة حلب، وعلى هذا الأساس تمت السيطرة اليوم على الأكاديمية العسكرية وحي الشيخ نجار.
يتزامن ذلك مع عدم إغفال جبهة حماة، إذ أشارت مصادر تلفزيون سوريا إلى أن فصائل المعارضة وسعت سيطرتها صباح اليوم في الريف الشمالي والغربي لضمان عدم تعرض القوات المهاجمة لأي كمين، وتؤكد المصادر نفسها أن حماة ما تزال هدفاً سيجري العمل عليه قريباً من قبل إدارة العمليات العسكرية.
التطورات في حلب
بسطت فصائل المعارضة سيطرتها على مختلف الأحياء في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بعد التقاء قواتها التي عملت على محورين (إدارة العمليات العسكرية - فجر الحرية)، وذلك بعد بدء الجيش الوطني السوري معارك يوم أمس انطلاقاً من مدينة الباب باتجاه أحياء حلب.
وتبقى الأحياء الخاضعة لسيطرة "قسد" في مدينة حلب حجر عثرة أمام فصائل المعارضة، مع توجه الأنظار للسيطرة على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية السيطرة على المنطقة الصناعية في الشيخ نجار بمدينة حلب، إضافة إلى بلدة خناصر وأوتوستراد خناصر - حلب، مشيرة إلى أن التقدم لا يزال مستمراً، بينما أعلنت القيادة العسكرية لعملية "فجر الحرية"، التي تقودها وحدات الجيش الوطني السوري، عن تحقيق تقدم ضمن سلسلة من العمليات الميدانية ضد قوات النظام السوري وقوات "قسد" في عدة مناطق استراتيجية، تضمنت مدناً - منها السفيرة - ومنشآت حيوية واغتنام عتاد عسكري متنوع.
المناخ السياسي
سياسياً، تكثفت الجهود الإقليمية والدولية لمتابعة التطورات في سوريا، وتشير المعلومات التي حصل عليها تلفزيون سوريا إلى أن بشار الأسد اتصل مع رئيس الوزراء العراقي شياع السوداني، طالباً وساطة مباشرة مع تركيا، لكن الأخيرة لم تستجب، وبحسب المصادر نفسها، طلب وزير خارجية النظام بسام الصباغ من السعودية إدانة مباشرة لهجوم الفصائل، ولكن المملكة رفضت وفضلت البيان العمومي لجامعة الدول العربية.
على صعيد آخر، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، أن اعتماد قوات النظام على روسيا وإيران بشكل كامل أدى إلى انهيار دفاعاته أمام فصائل المعارضة شمال غربي سوريا.
وقال سافيت إن الولايات المتحدة تتابع الأوضاع شمال غربي سوريا عن كثب، وأجرت خلال الساعات الـ48 الماضية اتصالات مع عدة عواصم في المنطقة، بحسب وكالة "رويترز".
وشدد على أن رفض النظام المستمر للانخراط في العملية السياسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254، واعتماده على دعم روسيا وإيران، أدى إلى الانهيارات الحاصلة شمال غربي سوريا.
ونفى المتحدث أن يكون للولايات المتحدة الأميركية أي دور في العمليات الحالية شمال غربي سوريا، داعياً إلى خفض التصعيد في المنطقة وحماية المدنيين، والبدء بعملية سياسية جادة تضع حداً للحرب في سوريا وفقاً للقرار 2254.
وقد يلقي بيان البيت الأبيض بعض الضغط على تركيا، التي ترغب بإخراج "قسد" من داخل مدينة حلب، مع الانطلاق نحو تل رفعت الاستراتيجية، بالتالي السيطرة على كامل طريق غازي عنتاب - حلب.
وفي سياق التعليق على هجوم الفصائل، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن "الجرائم والكوارث التي تشهدها المنطقة تتم بدعم مباشر من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية"، داعياً الدول الإسلامية إلى التحرك لمنع أميركا وإسرائيل من استغلال الصراع في سوريا.
أما جامعة الدول العربية، فقد قالت إنها تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا، مؤكدة ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.
وأضافت الجامعة في بيان لها أن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، "أعرب أيضاً عن انزعاج أحمد أبو الغيط الأمين العام إزاء التطورات المتلاحقة التي تشهدها البلاد منذ عدة أيام وتأثيراتها على المدنيين، والتي تفتح احتمالات عديدة من بينها حدوث فوضى تستغلها الجماعات الإرهابية لاستئناف أنشطتها".
تعليقات