د.تركي العازمي: الكويتي المحظوظ... مَن هو؟
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي يوليو 23, 2024, 9:35 م 707 مشاهدات 0
علينا العودة إلى الوراء لنستلهم العِبرَ من تعريف «رجل دولة»!
في رد الرسول، صلى الله عليه وسلم، على الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري، حين طلب توليته على إحدى الولايات «يا رسول الله: ألا تستعملني؟ قال: فضربَ على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر، إنّك ضعيف، وإنّها أمانة، وإنّها يوم القيامة خزيٌ وندامةٌ، إلّا مَن أخَذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها». وحسب رد الشيخ محمد بن العثيمين، رحمة الله عليه (هكذا كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يحق الحق، ويصرح به، ولا يستحي منه... ومن شرط العمل القوة، لأن كل عمل لا بد فيه من أمرين: «القوة والأمانة»؛ إنّ خيرَ من استأجرت القوي الأمين).
وهذه المعايير تأتي ضمن معايير اختيار القياديين في عالمنا الحديث (علم /معرفة/خبرة/أمانة ونزاهة/رشد ومستوى ذكاء عالٍ، وتحقيق النتائج).
طيب: الكويتي المحظوظ... مَن هو؟... أعني المحظوظ لتولي منصب قيادي، وهو على سبيل المثال:
ـ تربطه علاقة قوية مع نائب ( أيام المجلس) مفوّه أو نائب حكومي شريطة ألا يكون له طموح سياسي (كي لا ينافسهم).
ـ ينتمي إلى تيار سياسي مؤثر يقوم بترشيحه.
والنتيجة كما ترونها... لا رؤية ولا برنامج عمل ملزم، ولا أهداف يتم تنفيذها في زمن محدد وبتكلفة معقولة (هذا إذا لم يتم تغييرها مع تغيير الوزير).
الشاهد، نحن بحاجة إلى فهم ماذا تعني «رجل دولة» الذي أشرت إليه والجميع يتساءل وبحرقة: أين الكفاءات؟ ولماذا تظل المناصب القيادية شاغرة أو بالتكليف؟
نحتاج إلى إعادة هيكلة كاملة للمنظومة الاقتصادية والإدارية وسرعة إجراء التعديلات الدستورية لمزيد من الحريات المسؤولة (ضمان فاعلية الرقابة والتشريع) والاستعجال في تنفيذ المشاريع التنموية المنتظرة والتي تبدأ من تطوير التعليم، تحسين الرعاية الصحية، جودة الطرق، الإسكان، تنويع مصادر الدخل، ومحاسبة الفاسدين إدارياً ومالياً مع معاقبة القيادي المقصر في أداء المهام الموكلة إليه... ونريد الاهتمام بخبرات بعض المتقاعدين.
الزبدة:
قليلٌ هم المحظوظون!... فحسب إطار الكفاءات، لا أظن من يمتلك صفات «رجل دولة» أنه يقبل الطرق المتبعة للوصول إلى المنصب القيادي ولا بأس من تسويق البعض لكفاءاتهم.
إنّ الشفافية والعدالة والمساواة مطلوبة خصوصاً في جزئية الأمانة في حسن اختيار قياديي مؤسساتنا... ولنا في الحديث الشريف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أُسند الأمرُ لغير أهله، فانتظر الساعة)... الله المستعان.
تعليقات