ميرڤت وديع حداد: حين لا أكترث للصمت

فن وثقافة

الآن 1160 مشاهدات 0


( شَيْءٌ ما ):

ويسألني عن الخيال .. وكأنه لا يدرك أنه عالمي الذي نَجَوتُ به .. فلولا الخيال لما استيقظَتْ استعاراتي وتمكّنتْ وتكدّست في رأسي .. ولمَا صرّحتُ بأنّي على عهدي بكل الأخيلة ..فلولاه لما تناولتني الفكرة كومضة نجمة ..ولما داهمتني طائرات ورقية منذ أزمنة .. ولما تسلَّلت إليِّ الطيور لتلقي عليّ السلام .. فذاك المدعو نسيج من خيال يشبهُنا كثيراً .. رُبَّما في نصٍّ غائب.. أو في قصة تتعالى فيها ضحكاتنا وتهطل فيها أحلامنا المتبقية على صوت الموسيقى ..ويبتهجُ فيها المطر على زجاج النافذة ..متربّصاً لطفلةٍ مُشاغبةٍ وطفل عنيد .


( حتى إشعار آخر  ):

وفي روايتي التي غبتُ فيها قليلاً عن العالم وآلفتُ فيها وحدتي وأشيائي الأثيرة.. كثيراً ما تحايلتُ على الوقت الراكض إثرِي.. وكثيراً ما واريت الحنين في أرضٍ امتدّت لدواخلي ..
بينَ سطورها يحدثُ أن تشرق الشَّمس حينَ لا تكون الأرض ثابتة بالضرورة ..وبين فواصلها يحدثُ أن تعبرني الفصول والمارّة وتُساومني الذاكرة مراراً.. كَخاطفٍ لا يُساوِم على شيءٍ سُوى رهينته .


(  صَخَبُ صَمْت ):

وحانَ الوقت لأخبركَ عن موائد الحنين.. كيفَ تستطيلُ.. وكيفَ تمرجحُني الذكريات على نحوٍ خاطفٍ بينَ حُلمٍ وطوْق تمنّي.. ربما مضى الوقت في غيابك بين ازدحام  الكلمات وصَخَب معانيها.. إلا إني ما زلتُ أُفاوضُ الحياة دون اكتفاءٍ ..ويكفيني من الحياة أن أكتبكَ ولو بينَ كلمات عابرة .. وأن أخبر سرب العصافير كيفَ يمتدُّ الشوق إليكَ .. كلما تهجّى البَوْح شرود المهمة .. أو كلما تَسْردُ عني وعنكَ تفاصيل غيابك .. أو رُبما حينما يغفو بَوْحي وتصبحُ رؤيا  .

تعليقات

اكتب تعليقك